
جاء أستاذ جامعي إلى حكيم صيني ليتعلم الحكمة على يديه! .
جلس الإثنان إلى طاولة الشاي ، وقام المعلم بصب الشاي في كأس ضيفه حتى امتلأت ، ولكنه تابع السكب وأخذ الشاي يتدفق من الكأس .
فقال الضيف : لقد امتلأت الكأس وما عادت تستوعب المزيد من الشاي ! .
هنا توقف المعلم عن السكب وقال : الأمر كما ترى أيها السيدة، فالكأس الممتلئة لا يمكنها استيعاب المزيد …
لقد جئتني وانت متخم بالأفكار والمفاهيم والاراء الثابتة ، فكيف أستطيع أن أعلمك الحكمة إذا لم تفرغ ذهنك أولاً ! .
هذا حال ساسة السودان الذين دخلوا السياسة من ظهورها بلا أي مؤهل سوى بعض الدعم الغوغائي ، لا يقرأون الواقع ولا ينظرون تحت اقدامهم …
الكل يحمل اجندته وما يعتقد بأنها حلول الدولة …
لذلك الكل يحاور نفسه وليس لديه أي متسع في عقله ليقرأ الواقع أو أن يتبادل الآراء مع الآخر …
العقول ذات البنى العقائدية لا تؤمن بالتطور ولا تؤمن بالحوار ، لان صاحب العقيدة ليس لديه هامش تفاوضي ، لذلك لا يؤمن بوجود الاخر ! .
صاحب العقيدة يؤمن بالعنف والقتال لان عقيدته ضعيفة ولا تقوى على اقناع الاخر ! .
كل ما يحدث الان هو صراع ديوك مغلوبة على امرها ، لا فكر لها ولا رؤية ، وكلها تسير نحو قِدر الطبخ لتتحول إلى مرق يحتسيه سادتهم ! .
اصمت واسلك بعقل ولا تكن ديكاً فتؤكل ! .
صديق النعمة …لم تترك لغوغاء السياسة ….مكان لطعنة رمح ….اتمنى كباية شاي معك …ممزوجة بشئ من الحكمة خالص تقديري