
يبدو أن مبارك أردول يعتقد في نفسه الذكاء وفي الآخرين الغباء، ومحاولته الساذجة امتطاء ظهر مواكب ٢١ أكتوبر وتجييرها لمصلحة من يدعمون الإنقلاب على ثورة ديسمبر المجيدة ستذهب أدراج الرياح ولن يعبأ بها أحد،فراعي الضأن في الخلاء والطفل الصغير في الروضة يدركان أن مواكب الخميس من أجل الحفاظ على شمعة الثورة، وأن من يقف خلفها هم أولئك الذين تصدوا لرصاص مليشيات النظام البائد بصدور عارية، منهم من ارتقى شهيداً ومنهم من ينتظر وهو راكزا وقابضا على الجمر وما بدل ولن يبدل تبديلا.
في ٢١ أكتوبر يا أردول سيخرج من تنطبق عليهم رائعة المبدع محمد المكي إبراهيم، فهؤلاء الثوار حينما خرجوا ضد نظام الديكتاتور المخلوع عمر البشير كان لسان حالهم يردد:سندق الصخر حتى يخرج الصخر لنا زرعاً وخضرا، وبالفعل هذا ماحدث حينما تمكنوا من حصاد غرسهم ونضالهم باجبار المخلوع علي التنحي ولم يكتفوا بذلك وهم يؤكدون :”ونرود والمجد
حتى يحفظ الدهر لنا إسماً وذكرى”، وكان أن خلدهم التاريخ.
لذا هم من سيهتفون باسم أكتوبر الأخضر ، لأن ماحدث في هذا الشهر عام ١٩٦٤ صورة طبق الأصل لما سطره الثوار في أبريل ٢٠١٩ وطبيعي ان يرددون:” باسمك الشعب انتصر حاجز السجن انكسر والقيود انسدلت
جزلة عرسٍ في الأيادي”.
لذا يا اردول كان أكتوبر في أمّتنا منذ الأزل مثله وديسمبر لأنه كان خلف الصبر والأحزان يحيا
صامداً منتظراً حتى إذا الصبح أطل أشعل التاريخ ناراً واشتعال، وهذا يعني أن الإحتفال بذكرى أكتوبر حق حصري للثوار وليس الأشرار.
مشكلة أردول ومن معه إنهم لم يستوعبوا حتى الآن حقيقة ظهور لاعب مؤثر في الملعب السياسي لايمكن خداعه أو تجاوزه، لأنه فطن وفدائي وصاحب إرادة لاتعرف الانكسار، وهذا اللاعب هم الشباب الثوار الذين ماتزال شرارة الثورة تتقد وتشتعل في دواخلهم، وكل من يسعي لسرقة ثورتهم ستحرق نارهم يده.