مقالات سياسية

( هذه أجواء طوارئ)..!

عبد الله الشيخ

أسعى جاهداً لاستعادة علاقتي بهذه المدينة.. لا أكاد أفهم شيئاً مما جرى. بقايا زخات مطر وفيضان تكاد يبتلع الشاطئ، والناس يتصالحون مع الغلاء ونُدرة الفرح.

غالبية عربات الملاكي تحول إلى تاكسي و انسداد شرايين موانئ شرق السودان، لكن الناس ما زالوا يفرحون وقد تخاطفتهم الصفوف ..

من لم يقف في صف الجاز (واطاتو أصبحت) في صف الرغيف.

تخرج من بيتك بألفي جنيه – على الأقل – وتعود بﻻ طائل.

قنوات البث تغني بلحن طروب، غالبية بنات البلد يقلدن الجبلية، والمذيعات تحولن إلى نساء بيض سقطَ قناعهن الأسمر.

أبواق الانقاذ التي قيل حولها الكثير تذرف دمعاً على فقيد غير معترف به والمغتربون يأتون بالعملة الصعبة، بينما يلفظ الجنيه أنفاسه.

العسكر حزم أمره، وقرر مصارعة المدنية داخل مؤسسات الانتقال، ثم وسخى صرفه على المعتصمين أمام القصر.

اختفت بارقة الأمل في ظهور تقرير لجنة أديب، وقد تأتيك الكشة في شكل أحكام عرفية؟

كل شيئ يبدو ساكناً أو على حاله، إلا مايكرفونات الجامع التي تلعلع بالفضيلة، بينما تذبح الوثيقة الدستورية بسكاكين صدئة.

الناس أضربوا عن قراءة الصحف على وجه التحديد.

الناس في بيوت المناسبات ينكبون على هواتفهم كمن يلقُط الحب من تقاة (دق العيش)..

الحر شديد والكل مهموم،، حتى أولاد المدارس (سارحين بغنم إبليس).

دروب المدينة شبه خالية من المواصلات العامة، وصوت أجش من احدى الإذاعات يتحدث عن الموت، وعن عذاب القبر.

نساء المدينة شاحبات يتثاقفن (قدُر ظروفك) أو يصنعن من (المِسْ كول) حَلَّة الغداء والعشاء جمع تاخير.

حاضنة جديدة تلتقط صوراً ملونة لحشود من الأرادلة ينحرون الإبل..

يتثاقلون ثم تخف الأجسام. يتوافدون على القدور، و الحشرات مدنفة بأفواهٍ فاغرة.

المدينة تتهامس، وتتبادل الشمارات. الأسئلة تتناسل وتتشابه في مركب على الله.

الأزمات تشرئب، والشعب ينتظر لجنة سباعية برئاسة حمدوك لتوسيع قاعدة وزراء مشاركون في ذات الحكومة..

هذه أجواء طوارئ..! اللهم إنا نعوذ بك من كل طارق، ﻻ يطرق إﻻ بخير ، في الليل أو في النهار .

الجريدة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..