
نعلم جميعا أن الاستقرار واحداث التحول لن يتم ما لم يتم تفكيك بنية النظام السابق وإزالة كل آثاره ، ونعلم جميعا أن ذلك لم يتحقق في حينه لأن الشرعية الثورية لم تصاحب سقوط النظام ، فلجنة البشير الأمنية هي التي تسيدت المشهد ووفرت للنظام المذكور الملاذ الآمن ، لكن ما يجب قوله هو أن هذه الشرعية لا زالت موجودة ، كل ما هناك انه تم ادراجها في الوثيقة الدستورية، حيث ربطت بين التفكيك وإعادة بناء الدولة بما فيها مؤسساتها العدلية.
لقد كان الفلول اكثر استيعابا للوثيقة فعملوا على سير الأمور في إتجاه إفشال عملية التفكيك وإعادة البناء ، فكان لهم ما أرادوا ، وفي المقابل ظللنا نعمل بطريقة هتافية بعيدة عن المنهجية ودون الوصول للنتائج المطلوبة ، ولتوضيح ذلك لا بد أن ننتبه لحقيقة أن التفكيك وإعادة البناء من اختصاص رئيس الوزراء وحكومته ، لكن قانون التفكيك صدر بطريقة مخالفة للوثيقة بأن أصبحت اللجنة تتبع للسيادي والحكومة، وشمل تشكيلها أعضاء من السيادي ، وتوسعت مهامها لتشمل بجانب التفكيك ، مكافحة الفساد وإسترداد المال العام الذي يدخل في اختصاص الأجهزة العدلية ، وكذلك التفكيك داخل الأجهزة العدلية وهو من اختصاص مفوضية الإصلاح العدلي.
وهكذا تعددت وتعقدت إختصاصات اللجنة فأصبحت تعمل بقانون مخالف للوثيقة، وبلا أسس أو ضوابط وبطريقة مخالفة حتى لقانونها ، فأتت أحكام الدائرة القضائية بإلغاء بعض قراراتها تأكيدا لهذه الحقيقة. لقد اجتهد بعض الزملاء الاجلاء في الدفاع عن قرارات اللجنة ، لكنها ومع اكيد تقديري ، اجتهادات تخطت الوثيقة كمرجعية ، فأكثر ما قيل في حق تلك الأحكام ، بأنه لم تصدر قرارات من لجنة الاستئنافات ، لكن ذلك لا يقفل الباب أمام الحق الدستوري في اللجوء للقضاء . كما قيل أن قرارات اللجنة ليست من القرارات التي يشملها القانون الإداري ، فإذا قبلنا جدلا بهذا التبرير ، فلا الوثيقة ولا قانون التفكيك يعطي اللجنة سلطات مطلقة ، فلا بد من أسس وضوابط لقراراتها ، لكي تتمكن لجنة الاستئنافات والدائرة القضائية من الوقوف على سلامتها .
والآن فإن العديد من قرارات اللجنة مهددة بالالغاء ، وسيكون من غير اللآئق مواجهة ذلك بالتشكيك غير المبرر في احكام القضاء أو بالعمل على تعطيل تشكيل المحكمة الدستورية.
قصدت ودون التقليل من أهمية دور اللجنة ، القول بأن الإلتزام بالوثيقة الدستورية وإتخاذها كمرجعية أساسية ، هو الطريق الصحيح لحماية الثورة وتحقيق المهام الانتقالية اللآزمة للتحول الديمقراطي ، وفي مقدمتها تفكيك التمكين وإعادة بناء الدولة.
إعتمادا على ما ذكرت فإن الإجابة على سؤال : ماذا بعد المليونيات في تقديري المتواضع يكون ب :-
☑️ التمسك بالوثيقة الدستورية لإلزام المكون العسكري بتسليم رئاسة مجلس السيادة للمكون المدني دون مساومة.
☑️ التمسك بالوثيقة الدستورية فيما يلي تبعية الشرطة والأمن لرئيس الوزراء وتشكيل مجلس الأمن الوطني ، والعمل فورا على استرداد هذا الحق المسلوب.
☑️ التمسك بالوثيقة وببند الترتيبات الأمنية الوارد في اتفاقية السلام ، بأن تقوم الجهات المعنية بالبدء فورا في عملية دمج قوات الدعم السريع والحركات في القوات المسلحة، بما لا يخل بوحدتها وقوميتها وكفاءتها.
☑️ أن يقوم السيد رئيس الوزراء بتشكيل مفوضية مكافحة الفساد وإسترداد المال العام، لتباشر أعمالها ولتصحح أوضاع الأموال التي صدرت بشأنها قرارات من لجنة التفكيك.
☑️ أن يقوم السيد رئيس الوزراء بتشكيل مفوضية الإصلاح العدلي ، فذلك يؤدي لتشكيل مجلس القضاء العالي ومجلسي النيابة والعدل والمحكمة الدستورية ، وتفكيك بنية التمكين داخل الأجهزة العدلية وإعادة بنائها بما يحقق إستقلالها.
☑️ تعديل قانون التفكيك لتكون اللجنة تابعة للحكومة التنفيذية وتقتصر مهامها في إزالة التمكين بالمعنى الوارد في الوثيقة فقط ، ولتبدأ فورا بإزالة التمكين داخل الأجهزة العسكرية والشرطية والأمنية وإعادة هيكلة الأخيرين ، وإصدار قرارات بتبعية كل المؤسسات الاقتصادية العسكرية والأمنية لوزارة المالية.
☑️ أهمية الإسراع في تشكيل المجلس التشريعي.
☑️ أهمية أن يتسيد رجال المقاومة وكل الشباب ، المشهد الحالي في كل كيانات وآليات الإنتقال ، وكذلك مشهد ما بعد الإنتقال.
☑️ فيما يلي أزمة اعتصام القصر:-
📌 الشراكة المؤقتة بين المكونين المدني والعسكري نصت عليها الوثيقة ، لكن لا بد من وقفة تجاه سلوك السادة البرهان وحميدتي وبقية المكون فتمردهم الصريح على الوثيقة الدستورية وما يحدث أمام القصر الجمهوري ، يؤكد أنهم غير مؤتمنين على الثورة وعلى سمعة بلادنا ومستقبل القوات المسلحة.
📌 سلوك السادة جبريل ومناوي واردول كأطراف في الحكومة التي يقودون الاعتصام ضدها بالتآمر مع العسكر، يستحق المساءلة.
📌تمثيل كل قوى الثورة داخل قوى الحرية والتغيير ، وأن تتكون الحكومة من كفاءات وطنية مستقلة ، أمر مطلوب ، لكن يجب تحقيق ذلك بما لا يربط بينه واعتصام القصر.
📌بالنسبة للمعتصمين ، فيما عدا الفلول وغيرهم من أنصار الشمولية ، يلاحظ أن معظمهم يرفعون ذات شعارات المطالبة بالمدنية والتحول الديمقراطي، بالتالي يجب توعيتهم بحقيقة ما يهدف إليه الاعتصام، والعمل على اعادتهم لصف الجماهير .
نعم تمسكه بثورته وليس تمسكه بالغلاء
والجوع والعطش والمرض وانعدام الامن الذي ثاركل الشعب ضده!
فاهم ياحاج
الجواب هو استقيل ياحمدوك لانك اقل قامة من حكم السودان واقترح ترجع تاني مديرمكتب لابي احمداحسن لك ولنا
هذا قبل 21
اما بعده فتمزيق الوثيقة مع اتفاق جوبا.
ياجماعة الراجل الموهوم دا البيحلنا منو شنو؟
اسكت ساهي انت اول من هاجم لجنة التفكيك
كلامك متناقض شديد خلاص
تتكلم عن الشرعية الثورية وتهاجم عمل لجنة التفكيك
و و
احسن نسكت تعبنا من الكلام والردود علي الزيكم دا
واضح أن مولانا ما زال على ضلاله القديم وهو أن تدخل الثورة لإزالة الفساد في بنية النظام البائد داخل مؤسسات الدولة جائز عنده بشأن كافة مؤسسات الجهاز التنفيذي الإدارية والأمنية والعسكرية من جيش بكل أقسامه وتوابعه ولكن لا يجوز ذلك بالنسبة للأجهزة العدلية والقضائية ظناً منه أن هذا يخالف استقلال القضاء لأنه هنا تدخل في شئون القضاء. وهذا الفهم المغلوط لاستقلال القضاء الذي شاب عليه مولانا قد أوقعه في ضبابية كثيفة من رؤية الأمور أو بزواياها الصحيحة.
أولاً: فهمه للشرعية الثورية مع أنه يقول (أن هذه الشرعية لا زالت موجودة، كل ما هناك انه تم ادراجها في الوثيقة الدستورية، حيث ربطت بين التفكيك وإعادة بناء الدولة بما فيها مؤسساتها العدلية) – ونقول له إن الاتفاق على الوثيقة والإعلان السياسي والشراكة مع العسكر – كل هذا ضمن الشرعية الثورية ولا يعني ذلك أنالشرعيةالثورية قد اختزلت أو انتهت فهي لا تزول إلا بزوال الشعب الذي صنعها وما صنعه الشعب بموجب شرعية ثورته غير ملزم له البتة وإن شاء عاد وألغاها جميعاً وبلا تحفظ دستوري أو سياسي ولا رقابة على الثورة لأي جهة أو فئة غير مفوضة من الشعب سواء كانت محكمة دستورية أو عليا أو مؤسسة من مؤسسات الحكم الانتقالي سواء مجلس سيادي أو مجلس وزراء لأن هذه المؤسسات الانتقالية عرضة لتغيير والتبديل والإلغاء الثوري في أي لحظة ولو كانت مسيرات أكتوبر بالأمس رفعت شعارات ونادت بحل أي من المجلسين لأصبح الأمر نافذاً اليوم ولنرى من هو الأقوى من الثورة ومن الشعب.!
ثانياً: فهمه الخاطيء عن اللجنة: هذه اللجنة لجنة قانونية منشأة بقانون ولا تتبع لأي جهة سيادية كانت أو تنفيذية ولم ينص قانونها على أنها تتبع لأي جهة وكون تعيين أعضائها جاء من مجلس السيادة فقد كان تغولاً وقد تم تمريره أو إجازته من مجلس وزراء الثورة وعليه فلا يجوز ايقاف أو عزل أي عضو فيها إلا لمخالفة قانونية تنال من أهليته وعدله ولا يصدر الإيقاف أو العزل إلا باتفاق الشريكين وبالعدم إلا بالثورية الشرعية لأنها السلطة المتبقية والمهيمنة على أية مؤسسات انتقالية أو سلطة قضائية قبل الكنس والتنظيف وإزالة التمكين فيها. فليس لأي محكمة في الراهن سلطة مراجعة قرارت اللجنة إلا وفق قانون إنشائها ولا اعتداد بقرارات أية محاكم تدخلت خلافاً لذلك ويجب عزل أي قاض يتصرف بالمخالفة لقانون اللجنة ويلغى حكمه إلى حين تكوين لجنة الإستئنافات فتقرر في الأمر ثم يأتي دور المحاكم بعدها ولكن بعد الكنس والإزالة لقضاة العمالة.
ثالثاً ورابعاً وخامساً بما في ذلك فهمه لطبيعة عمل اللجنة فهي لجنة لمحاسبة النظام البائد وإزالة تمكينه وفساده المتمثل في التعيينات على الولاء فقط ولأداء وظائف غير وظائف القضاء ويشمل ذلك الاخلال بمؤهلات القاضي وطريقة التعيين بالتزكيات وبدون منافسة أو اعلان لكافة أبناء السودان المؤهلين – فهذه أمور لا علاقة لها بعمل القاضي المهني فهذا متروك للرقابة القضائية