أخبار السودان

توثيق الاعلام لسلمية الاحتجاجات يربك الحكومة

انتظرت الحكومة أن تعم الفوضي وسط الخرطوم في اليوم الأخير من السنة (13ديسمبر 2018) اثر تصاعد الدعوات للخروج في مسيرة احتجاجية عارمة ليلة عيد الاستقلال لتعلن للملأ أن الجمهور غير راغب في استمرار الرئيس البشير بالحكم ، وما جعل الحكومة تتوقع الفوضي تحليلاتها بأن الناقمون علي الإنقاذ حتي وان رفعوا شعار الاحتجاج السلمي ففي أوساطهم المتفلتون الذين لايمكن لأحد أن يسيطر عليهم أو يوجههم ،كما ان سعي الأحزاب لتوظيف الحراك الجماهيري لمصلحتها كل هذا يجعل الحكومة تتوقع حدوث الفوضي بل تتمني ذلك حتي تجد نفسها غير متأثمة ولا حرجة وهي تضرب الجماهير وتفرقها وتعتقل من تشتبه في ارتباطه باي شكل من الأشكال بقيادة الحراك الشعبي أو التنسيق مع الأحزاب مما يعني لديها التآمر ضدها فتسرع إلي اعتبارهم متآمرين ضد الوطن (إذ تعتبر نفسها الوطن والمعارضين لها خونة يعملون ضد وطنهم) فتقسو عليهم ولاتجد في نفسها حرجا في ذلك.
ما توقعته الحكومة لم يحدث وكان المحتجون في أعلي درجات الانضباط وعملوا علي تجنب كل ما يعطي الحكومة فرصة للقسوة معهم والافراط في استخدام العنف معهم وهذا ما أربك السلطة وجعلها تعيش أزمة حادة ولا تستطيع التعامل مع الحدث إذ لاتعرف غير الكر والفر ومطاردة الجمهور لكن المتظاهرين في احتجاجات الاثنين (اخر يوم في العام ) سحبوا البساط من الشرطة وهم يصرون علي تنظيم مسيرتهم من صينية القندول في شارع عبد المنعم بوسط السوق العربي لتتجه الجماهير الثائرة إلي القصر الجمهوري وهي تنوي تسليم رسالة الي المسؤولين تطالب بتنحي الرئيس البشير ولما ضاقت بهم الشرطة ذرعا عمدوا إلي سلوك نهج حضاري جدا وهم يجلسون علي الأرض ويهتفون سلمية سلمية ضد الحرامية وهو التصرف الذي حير الجهات الرسمية ولم تستطع تحديد كيفية تعاملها معه.
مسيرة امس الاثنين كانت كبيرة وهي الأكبر مقارنة بما سبقتها طوال الأيام الماضية خلال حركة الاحتجاج هذه بحسب تقييم المراقبين ووسط غياب احصاء دقيق للمتظاهرين إلا أن مايتداول بين المعارضين لايبعد عن الحقيقة وهو الأقرب للصواب من ادعاء الحكومة التي تعتبر ان المحتجين بعض عشرات بينما تقول المعارضة أن مسيرة الاثنين ربما فاقت المليون شخص وان صح هذا فهو استفتاء حقيقي يبين موقف الجمهور من هذه الحكومة التي بدأ متاصروها يحسون بصعفها.
مع سلمية الحراك يوم امس إلا أن الحكومة لم تحتمله خاصة وأن العالم يراقب الأحداث والقنوات العالمية تنقل الصور حية مما جعل الحكومة تنزعج من تغطيات بعض القنوات إذ ذكرت الأنباء اعتقال مراسل قناة العربية ثم إطلاق سراحه لاحقا ، وهناك انباء متضاربة عن إغلاق مكتب القناة بالسودان ، كما تداول الناشطون الليلة الماضية أن متاعب جمة واجهت فريق قناة السي ان ان ، وقبل أيام هاجم قيادي في الحزب الحاكم بعض القنوات العربية دون أن يسميها باسمها واعتبرها تقود المؤامرة علي السودان وتسعر نار الفتنة في البلد حسب قوله وهذا بدوره يعني ضيقا بأجهزة الإعلام وخوفا من تغطياتها مما يعني أن الحكومة بدأت ترتبك وتفقد بعض اتزانها.

السودان اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..