مقالات سياسية

التحية لكل القابضين على جمر الوطن

جعفر عباس

التحية للثوار الذين خرجوا الى الشوارع غاضبين محتجين فور علمهم بأمر انقلاب البرهان والجنجويد، ولم يكن الخروج استجابة لأي نداء سوى نداء الثورة والوطن، وهذه المرة يواجه الثوار نفس الزول المجرم الذي حسب ان مجزرة فض الاعتصام كفيلة بتخويف الثوار ونجاح مسعى سرقة الثورة، وفي 25 أكتوبر الجاري كرر نفس الزول المحاولة ولجأ الى نفس الأسلوب الجبان بجعل الجنجويد يستبيحون المدن ويمارسوا القتل العشوائي، وليقتحموا داخليات طلاب جامعة الخرطوم ويشبعوا ساكنيها ضربا ثم “قص” شعر الرأس بطريقة مهينة، واقتحام داخلية الطالبات في بانت في ام درمان وإشباع البنات ضربا وسحلا، ويحسب القاتل المأجور أن ذلك يضمن له تحقيق طموح حكم البلاد، بعد ان نال الرتب العسكرية الرفيعة عن غير استحقاق حتى لأدناها.

الانقلابيون هؤلاء دمويون وباتوا مدركين ان وضعهم حرج، ولهذا سيزدادون شراسة في الأيام القليلة المقبلة، وعلى الشباب المرابط في الشوارع تفادي أي احتكاك مع أي فئة من الجنود، ويكفي في هذه المرحلة ان يتم ارهاقهم واستنزاف طاقاتهم في فك التروس ليتم تشييدها مرة أخرى، ومعلوم ان تروس الشرق التي خنقت اقتصاد البلاد لا تعني الانقلابيين في شيء لأنها كانت جزءا من مخططهم لخنق حكومة حمدوك لإيجاد الذريعة لإسقاطها، ولما رأوا التسونامي الشعبي المطالب بالحكم المدني يجتاح شوارع 21 مدينة وبلدة قرروا التعجيل بالانقلاب.

فيما يخص الثوار فإن حمدوك ما زال رئيس الوزراء الذي أتت به الثورة وهو عائد الى منصبه رغم أنف البرهان والجنجويد على رأس حكومة مدنية، فمن حق الشارع الثوري فقط ان يقرر استمرار الحكومة او ذهابها، والشارع الثوري سينشئ أيضا قيادة جديدة لحراكه تتولى أيضا مهام ما بعد دحر الانقلاب.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..