مقالات سياسية

والله لقد استقام المنسم، وإن كنس الكيزان ضرورة بلا مقايضة أو مزايدة!!

أبو عبيدة مساعد

كلنا نعلم قصة إسلام الصحابي الجليل عمرو بن العاص عنما سرد قصة إسلامه وعندما كان متجها صوب الرسول الكريم لإعلان إسلامه وقصة لقاءه في الطريق بسيف الله المسلول خالد بن الوليد: ثم خرجت عامدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم ، فلقيت خالد بن الوليد، وذلك قبيل الفتح ، وهو مقبل من مكة ، فقلت : أين يا أبا سليمان؟ قال : والله لقد استقام المنسم ، وإن الرجل لنبي ، أذهب والله فأسلم ، فحتى متى ؛ قال : قلت : والله ما جئت إلا لأسلم.

والمنسم في اللغة هو طرف خف الْبَعِير وَالطَّرِيق يُقَال قد استبان المنسم وَأَيْنَ منسمك أي متوجهك ومذهبك.

أردت في هذه المقالة أن لا أميل الى الإطناب والتكرار بل أريد أن أوصل الى مسامع جماهير شعبنا الثائرة والكريمة والشجاعة التي لا تهاب البطش والتهديد والرصاص والمدافع. الى كل شعبي بمختلف فئاتهم أن الثورة إحساس صادق نابع من صدور المحتجين والذين كفل لهم الدستور أن يعبروا عن أنفسهم وعن ما يجيش في صدورهم وذلك بالخروج في مسيرات سلمية للنعبير عن سخطهم من حكم العسكر وحكم الكيزان الفاسدين. إنتفض الشعب لأن ذروة الفساد وضيق العيش والتسلط والجبروت قد وصلوا الى الحد الأبعد ولم يعد ينفع معه غير التغيير ولا خيار آخر غيره وهذه ليس خيار بعض الأحزاب فقط بل شعار معظم أهل السودان الشرفاء.

القضية هنا ليست قضية الخبز أوالغلاء أوالفساد فقط بل القضية أن الناس قد ملت وسأمت من تدليس وكذب ونفاق وجبروت نظام المؤتمر الوطني الإقصائي وعدم قبوله للتغيير وقد فرغت جعبته من حلول لكل الأزمات السودانية. لقد ظلت الإنقاذ ومنذ مجيئها المشؤم تكذب على كل الشعب السوداني وتستعمل الأساليب القذرة من البطش والتضليل والإذلال لشعب السودات العفيف والذي لا يرضى بالذل. هل نسى هؤلاء مهيرة بت عبود، وحريق الك نمر في قلب الخيل في شندي؟ هل نسوا حركات علي عبد اللطيف وعبدالفضيل الماظ والكنداكة؟ هل نسى هؤلاء ثورة المهدي وحصار وسقوط الخرطوم؟ هل نسى هؤلاء الكيزان ثورات أكتوبر والجزيرة أبا وود نوباوي وإبريل … وهل وهل؟ فاليعلم هؤلاء المنافقين أن إرادة الشعب سوف تتحق مهما طال الزمن ولا شك في ذلك. خرج الشعب السوداني في مظاهرات سلمية للتعبير عن تدهور الدولة في كل مستوياتها وهذا شيئ جليٌ للعين ، وللعدو قبل الصديق ، وللداخل قبل بقية العالم ، وللقاصي قبل الداني.

ذهب رئيسنا الهمام قبل عدة أيام مضت الى ولاية الجزيرة والى منطقة ود الحداد بالتحديد فأسمع الناس هطرقته وخرفه وهراءه وإسطوانته المشروخة تلك وخاطب الأطفال من طلاب الصفوف التمهيدية وطلاب الخلاوي الطيبين بإسلوبه القديم الإستقصائي والتهديدي و بالتكبير والتهليل في غير محله من الإعراب ونسى أننا شعب واعي ومثقف ونفهمها وهي “طايرة”.

وكالعادة لوَح لشعبه بيد التهديد والوعيد ونسى أن الملك لا يدوم لأحد ، وأثبت انه غير ملم بالتاريخ القديم والحديث. وكذلك جاء رئيسنا في التلفاز بالأمس 31/12/2018 وكرر مهددا بأن هذه المظاهرات من أناس مخربين وطالب الشعب بضبط النفس ووعد الناس أن الحكومة لديها حلول عاجلة. بل وذكر للناس أن ولايته حتى سنة 2020 على الأقل وكأنه يقول لهم أنه لن يرحل وينزاح عن كرسيه وأنه باقٍ على اقل الفروض ليس قبل انتهاء ولايته المشؤومة سنة 2020.

وسألت نفسي “يا جماعة الزول ده جاد فيما يقوله؟” هل يطلب هذا الرئيس أن يعطى فرصة أخرى بعد ما يقارب ال 30 عاما من الفساد والظلم والكذب وكبت الحريات العامة والجبروت والسرقة سراً وجهراً على مرأى الجميع؟ هل هذا البشير لديه عصا موسى ليصلح السودان بين ليلة وضحاها؟ إن كان بيده أن يصلح السودان في مدة وجيزة إذا فلماذا لم يفعل ذلك منذ 30 عاماً؟ كان الله في عون السودانيين الذين قد إبتلاهم الله بهذه النظام؟ فاليعلم الرئيس أن شعب السودان لا يخاف الجيش وجهاز الأمن والشرطة وقوات الدعم السريع وغير السريع والمدرعات والدبابات. شعبنا هو شعب الثورات منذ زمن بعيد والتاريخ يشهد على ذلك. هل بينكم رجل حكيم يا أيها الكيزان لكي يخبر رئيسكم بتاريخ الظالمين وأن الناس قد قالت لا ثم الف لا؟

رسالتي الى شعبي الأبي أن لا يكف عن التظاهر ولو للحظات. كما أناشد كل الأحزاب بالعمل كيدٍ واحدة لإسقاط نظام الكيزان الفاسد أو نظام الإنقاص (وليس الإنقاذ) كما يسميه بعض الناس. كما أطالب المجتمع الدولي بأن يضغط على هذه الحكومة حتى تستجيب لمطالب الشعب وحقه في التظاهر ذلك الحق الذي كفله له الدستور السوداني وذلك بالتعبير عن نفسه بطريقة سلمية. كما أطالب كل المنظمات وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان وهيومان ووتش وكل شرفاء العالم أن يوقفوا ما يمارسه هذا الطاغية وزبانيته من بطش وتعذيب بوحشية واغتيال.

كما أطالب كل الأحزاب أن تنسى مصالحها الحزبية الضيقة فقد فات الأوان لمهاترات الماضي ولا نريد أن نعود الى أيام تناحر الأحزاب في الماضي وكيدهم لبعضهم البعض. فهلا كرسنا كل جهودنا لمصالح وطموح شعبنا. وأقول هنا لا للقبلية ولا للجهوية ولا وألف لا للمصالح الحزبية الضيقة. كلنا أهل السودان ومصالحنا واحدة لا تتجزأ ولا تنفصل. أقول للشعب: سيروا وعين الله ترعاكم.  واعلموا أن الله لا يرضى الظلم. ادعوا الله مع بداية السنة الجديد (2019) أن يوحد جهود الشعب لإسقاط نظام الكيزان والعسكر البغيض. كما وأحذر من قدوم نظام كيزاني بوجه جديد سواء أن كان من العسكر أو أحد الشخصيات المشبوهة. فلا وألف لا لأي نظامل للكيزان ولن يقبل شعبنا الجسور بأي بديل غير إسقاط هذا النظام الفاسد. كلنا أمل بسودان الإخاء والمحبة والسلام والعيش الشريف وتوفير اللقمة الشريفة والحريات والتنمية. لا لسودان الإنقسام والتنافر والقبلية والجهوية والعنصرية. ولا نريد أن نضيع وقتا كثيراً في الهوية والسودنة ووووو. ولا التحسر على الماضي إلا ان كان لأخذ العبرة منه.

وصية غالية لشعبي: ليس الوقت للتقاعس بل الوقت الآن لبناء الوطن واللحاق بركب الدول المتطورة. اذن كلنا يدٌ واحدة ضد الظلم والإستبداد.

إرحل إرحل يا بشير ولا والف لا للكيزان.  لا للفساد والظلم والنفاق والكذب والقمع والإستبداد.

حفظك الله يا وطني من كيد الأعداء ومن تربص المندسين والجبناء.

واختم هنا بأبيات عن الظلم تنسب لأمير المؤمنين علي كرَم الله وجهه:

لا تظلمنَّ إذا ما كنت    مقتدراً        فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ
تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ    مُنَتَبِـهٌ          يدعو عليك وعين الله لم   تنم

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..