“نصيحة للثوار والمعارضة وعمر البشير”

أولاً: نصيحة للثوار
ظاهروا وعبروا عن احتجاجاتكم بصورة حضارية تعكس وعى وتاريخ هذا الشعب العظيم الذى يعتبر معلم للشعوب .حافظوا على مقدرات الدولة فهى ملك لكم وليس للحكومة لانها أصول سيادية تشكل رصيد مادى لدولتكم التى خرجتم من اجل انقاذها، فإذا خربتم تلك الاصول فإن الدولة الواعدة التى تحلمون ببنائها لا يمكن أن تقوم بدون مرتكزات طالما انتم قمتم بالقضاء عليها وسوف لم يعد هنالك ما تستطيعون أن تبنوا عليه اذا ما هدمتم الساس والمرتكزات التى ستقوم عليها دولتكم السودانية المرتقبة لاحقا ، أى اذا قمتم بيتر سيقانها فعلى ماذا تستند و تقوم دولتكم كما تقوم وتتطور الدول؟! .تاكدوا تماما ان هنالك دول طامعة تتربص بالسودان من اجل تفكيكه وفك أواصر وحدته طمعا فى استغلال ثرواته الطبييعية التى ستصبح لاحقا اذا ما انفرط العقد وتحولت ثورتكم لغوغاء وهمج جثة هامدة تنتاشها وتتجاذب اطرافها الصقور وبغاث الطير وارزلها. حافظوا على ممتلكات الغير فانهم جزء من هذا الشعب ومن تشككون فى مصدر ثروته فسوف يتم تطبيق عليه قانون من اين لك هذا بعد نجاح ثورتكم وسوف يتم استرداد كل الحقوق المغتصبة . احترموا كل قيادات المعارضة ووحدوا صفوفكم ولا تعطوا فرصة للمندسين ان يبثوا الفتنة بينكم ليجعلوكم تشكون فى نوايا بعض قيادات المعارضة لغرض شق صفكم واضعافكم ،فانتم محاتجين لأى دعم من أبناء هذا الوطن العزيز سواء اكان مادى أو معنوى وعندما تنجح ثورتكم التى هدفها تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية سيكون صندوق الانتخاب هو الفاصل بينكم فى تحديد من يحكم السودان طالما هدفكم تحقيق مبدأ الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية لوطن يسع الجميع ، يحكمه دستور يتساوى فيه كل السودانين فى الحقوق والواجبات دون استثناء.
ثانياً: نصيحة للمعارضة
وحدوا صفوفكم واجعلوا السودان فى حدقات عيونكم. فكروا فى بناء سودان موحد حر وديمقراطى واتفقوا وتوافقوا على بناء دستور يحفظ الحقوق لكل السودانيين بمختلف ثقافاتهم واعراقهم وسحناتهم. لا تنظروا لاعتلاء المناصب بقدر ماتنظروا لبناء دولة عادلة وراشدة تطبق العدالة الاجتماعية وتتخذ الديمقراطية نموذجا يحتذى به .اتخذوا الدروس والعبر من الدول التى انهارت حولكم بسبب الخلافات بين قياداتها وبسبب تدخل الدول فى امورها الداخلية.
ثالثاً: نصيحة لعمر البشير
اتق الله فى شعبك فقد بلغ السيل الزبي ولم يعد هنالك شئ يمكن اصلاحه عن طريقكم طالما امضيتم فى الحكم ثلاثين عاما لأن ما عجزتم عن تحقيقه فى ثلاثين عاما لا يمكن تحقيقه خلال شهور أو عام أو أكثر من ذلك بقليل ، فلا تخضعن نفسك ولا تفتكر ان الشعب سيقبل بأى وعود او اصلاحات تعتزمون تحقيقها على المدى القريب ،لا أعلم إن كنت انت المفسد ام الذين حولك هم المفسدون ، على أية حال فى كلتا الحالتين انت المسؤول عن هذا الفساد بحكم انكم على رأس الدولة ولذلك انصحك ان تستخير ربك فى أمر السودان وإن تختم حياتك مثل ما ختم عبود فى السابق حياته، فالسلطة ليست دائمة وقطعا إن لم تذهب اليوم فسوف تذهب غدا لا محالة، لو تدوم لدامت لغيرك ولما آلت لك. لا تسمع كلام من يحيطون بك فهؤلاء لهم مصلحة فى بقائك ويسرقون مال الشعب وراء ظهرك ولذلك انصحك ان تنظر فى الامر بنفسك وحكم عقلك لتتأكد هل الشعب معك ام ضدك. خاطب الثوار وقياداتها وخاطب القوى السياسية وقل لهم : وحدوا صفوفكم وتعالوا لنتفق سويا لمخرج يرضينى ويرضيكم ويرضى الله والعباد. تعالوا نتفق لتكوين حكومة انتقالية من رجال وطنيين لا يشك أحد فى وطنيتهم ولا نزاهتهم ، حكومة انتقالية لفترة عام أو عامين خلالها تتفق وتتوافق كل القوى السياسية على بناء عقد اجتماعى جديد يقوم على دستور يحفظ ويكفل الحقوق لكل السودانيين بلا استثناء وبعدها تقوم انتخابات ديمقراطية فى البلاد . هذا رأيى والله من وراء القصد.
محمد نور أحمد علي مسعود
[email protected]