مقالات وآراء سياسية

نهاية مهينة في انتظار جبريل ومناوي!

أحمد محمود كانِم

قد يصعق البعضُ لهذا العنوان اندهاشاً وسخطاً، أو لربما يصفق له البعضُ ابتهاجاً وتشفياً… لكن قبل الدخول في أعماق المقال، عليك _عزيزي القارئ_ بالاستنجاء والاستجمار بماء التحرر المقدس، والوضوء بماء الهدوء، والاستنشاق والاستنثار بهواء الصدق، وافرش سجادة ربط الواقع بالماضي القريب والمتوسط، واخلع عنك حذاء العصبية والعاطفية العمياء، ويمِّم وجهك شطر الواقع المجرد، ثم كبّر معي سبعاً على سذاجة قادتنا في التعاطي مع الأزمات والعقبات السياسية العابرة والمزمنة… وأقرأ المقال بكلّ تأنّي.
* لا يختلف اثنان حول حقيقة أن ثمة ثلة اجتماعيّة صغيرة في السودان، ما فتئت ترى وتؤمن بأنها ما خُلقت إلا لتسود  وتتحكم في شؤون البلاد وحكمها، مهما كلفها ذلك من ثمن.
وانطلاقاً من هذا  الإيمان الراسخ، فقد ظلت تلك الفئة_ عسكرية ومدنية_ سائدة على البلاد منذ استقلالها وحتى لحظة كتابة هذه السطور. تخللت فترة سيادتهم الطويلة ممارسات أرغمت أجزاء مختلفة من البلاد لمقاومتها بشتى السُبل، أبرزها سبيل البندقية التي لها منطقها الخاص في إسماع مطالب الشعوب وارغام الثلة للإذعان ولو  لفترة ما، لكن ما تلبث أن تتحيّن الفرصةَ للانقضاض على الخصوم ونقض ما تم توقيعه.
يتجلى ذلك  في جميع الاتفاقيات الموقعة بين تلك الثلة المتحكمة وبين الثائرين.. ابتداءاً من اتفاقية أديس أبابا للسلام في 27 فبراير/شباط1972 بين {حركة أنانيا 1} الجنوبية وحكومة جعفر محمد نميري،  التي تم إلغائها بجرة قلم ودون سابق إنذار، ضمن قوانين سبتمبر 1983 التي أعلن من خلالها الرئيس نميري  تطبيق الشريعة الإسلامية .. مروراً باتفاقية الخرطوم للسلام، ونيفاشا، وأبشي، وأبوجا، وسيرت الليبية، والقاهرة، وأسمرا، والدوحة..  وإنتهاء باتفاقية جوبا للسلام.
و لم تحظى أي منها بالتنفيذ حسبما نُص وخطط لها.. بل غالباً ما يتم التوقيع  مع فصيل دون آخر، بغية إضعاف المقاومة، كما هو شائع بصورة أكثر وضوحاً في عهد النظام (العائد).. الأمر الذي يجعل  العودة إلى المربع الأول أو الاستسلام المهين خياران لا ثالث لهما أمام  الموقعين !
لا أنكر أن (قحت1) قد لعبت دوراً سلبياً في التعاطي مع ملف شركاء السلام، حينما أبعدت الجبهة الثّورية عن الوثيقة الدستورية، ومن ثم قابلت الاتفاقية والموقعين بشيء من العدوانية.
كما لا أنكر أن الدور الذي لعبه المكون العسكري في سبيل الوصول إلى اتفاقية جوبا للسلام كان ايجابياً..
لكن ما لا يخطر على البال، هو أن تستطيع تلك  الثلة هذه المرة بواسطة البرهان العسكري، أن تسقط  أكثر من عصفورين  بحجر واحد، حينما  أفلحت في جرِّ أكبر حركتين مسلحتين في دارفور  إلى الاصطفاف  بجانب القتلة المنبوذين  ضد إرادة الشعب السوداني الثائر العنيد،  والارتماء بكل ثقلها ومبادئها وتاريخ نضالها الطويل في أحضان الثلة من الشق العسكري.. على اعتبار أنه أقل الطرفين نبرة في العداء.. وبيده تنفيذ الاتفاقية أو إلغائها.
وبذلك فقد استطاع البرهان أن يجد له _شعبية  من وسط ضحاياه_ تؤهله للحصول على الشرعية، ولو بشكل نسبي، لمجابهة الأسرة الدولية والمراقبين الاقليميين.
وبذات القدر استطاعت الثلة أن تشلّ حركةَ  حركتَي  مناوي وجبريل ذات الشعبية الكبيرة عن أي  تقدم أو صعود للمشاركة الحقيقة في حكم البلاد، بعد انتهاء الفترة الانتقالية… بعد أن انسحب بساط التأييد الشعبي الذي كانتا تتمتعان به من تحت اقدامهما، خصوصاً في دارفور وأقاليم أخرى وأطراف العاصمة الخرطوم.
وبما أن عقليةَ الثلةِ  تهدف ابتداءً إلى التخلص من الخصوم -الغرباء-  بشتى السُبل؛ فلا استبعد البتة أن يكون بين المكونين المدني والعسكري -الثلة- تفاهم مسبق لإزاحة الحركات التحررية من المشهد.
مثلما حدث إبان الفترة التي اعقبت مقتل زبير محمد صالح حينما  اتضح للثلة أن أبناء الهامش على بعد قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى مناصب الخطوط الحمراء التي لا ينبغي لأحد من خارج الثلة تسنمها.. فجاءت مسرحية {القصر& المنشية } التي صدقها الجميع، ولم تُكتشف حقيقتُها الا  قبيل وفاة عرابهم  الترابي.
إن ما جرى من اعتقالات وسط وزراء وقيادات  {قحت 1} -شئنا ام أبينا-  سيجعل منهم أمام الشعب السوداني والعالم أيقونات للثورة، رغم الإخفاقات الكبيرة التي صاحبت فترة بقاءهم في الحكم..
مما سيضمن لهم الفوز في الانتخابات القادمة بلا منازع.
وفي المقابل، لن تستطيع الحركتان الصمود أمام صناديق الانتخابات، بسبب اختيارهما  الانبطاح  لِلَعقِ {بوت} العسكر.
إن خيار الاصطفاف بجانب العسكر -من بين عشرات الخيارات المتاحة- في هذا التوقيت المفصلي من تاريخ السودان، لهو اختيار لحبل المشنقة بعينه.
لأن أية قطرة دم سُفكت أو ستسفك بعد هذا الانقلاب العسكري؛ سيكون للحركتين منها نصيب مثلما على الدعم السريع والقوات المسلحة، لذلك، اتوقع  ان تشهد  الأيام والشهور المقبلة إسراعا غير عادي  في تنفيذ ملف الترتيبات الأمنية.. ليس  بغرض الإيفاء بتنفيذ الاتفاقية ، وإنما بغية  إفراغ معسكري الحركتين من قوات ، وتجميع ما بأيدي قواتهما من سلاح من جهة؛ وإشراكهما في  الولوغ في  دماء الشعب السوداني من جهة أخرى.
وبذلك سيصبح الجنرالان بلا شعبية،  بلا سلاح، بلا قوات، بلا كرامة وسط المجتمع.. وحينها سيتم الإطباق عليهما بتهم جنائية، بلا أية مقاومة…
و ليس للسمكة خارج الماء سوى مصير واحد.
و سيرجع البرهان إلى ثكنته كقائد للجيش أو كرئيس منتخب للسودان..
بينما  ستتبعكما لعنة الشعب السوداني ، ولعنات ضحايا البرهان وحميدتي القابعين في معسكرات الذل والموت من النازحين واللاجئين إلى يوم تُبعثان.
ومع ذلك  يبقى السؤال:
ماذا انتما فاعلان  اذا  نفض البرهان يده عن اتفاقية السلام وزَجّ بالموقعين في المعتقلات؟
وما المانع من أن يتجرأ البرهان إلى إلغاء اتفاقية جوبا للسلام مثلما استطاع أن يلغي احسّ مواد من الوثيقة الدستورية والزج بمن وقعها  معهم في المعتقلات؟
هل ستعودان إلى المربع الأول و{الفَرَي فَرَي} مثلاً؟
أخيراً:
غداً ستكشف الأيام ما سكتت عنها الألسن والأقلام.

أقلام متّحدة

‫18 تعليقات

  1. يا اساذ كانم الضابط الخائن البرهان لن يرجع إلى ثكنته كقائد للجيش أو كرئيس منتخب للسودان بل سيذهب للسجن و من ثم المقصلة. لا خيار للمجرم.

  2. مقال عنصري بامتياز وكلو ضد ناس الشريت النيلي او الجلابة كما تنعتوننا

    لماذا لا يرجع ابناء دولة دارفور الاسلامية التى ضماها المستعمر الانجليزى لنا في يوم الاثنين الاسود الموافق ١يناير ١٩١٧م بعد مقتل سلطانهم علي دينار علي يد الانجليز في في ١٦نوفمبر ١٩١٦م الى دولتهم المستقلة ويقيموها بدلا عن اتهام الجلابة بالعنصرية و الطمع في امتلاك ارضهم والسيطرة عليها بواسطة السيطرة علي الحكم ولو يالقبيلة
    لا بديل من فك الارتباط مع دولة دارفور الاسلامية ولا اقول الانفصال لاننا لم نكن جزء واحد من قبل نحن شعبيين مختلفين تماما

      1. ديل العايزين حرب الابادة تستمر في دارفور عشان يقضوا على باقي القبائل وتسود فكرتهم الخبيثة في قتل وتشريد كل قبائل داروفور من السودانيين امثال الفور والرزيقات والمساليت والزغازوة الاصليين الما راضين بفكرتهم ،، ويجو زغاوة تشاد ويستطونوا فيها ،،
        قولوا ليهو ولامثاله اطمنوا مافي حاجة زي دي بتحصل تاني |،، السودانيين الاصليين اهل دارفور عرفوا اللعبة تماما دي لعبة انكشفت حبريل ومناوي ما هما الا تشاديان ينفذان اجندة اواحة اهل دارفور بالقتل والتشريد ويجيبوا زغاوتهم وجماعة حميدتي ويستوطنوا في اراضي وحكر الاصليين
        اهل دارفور هم اول المتصدين للفكرة دي ومعاهم كل السودان ،، كل السودان دارفور
        فعلا مناوي وجبريل الى مزبلة التاريخ والبرهان وحميدتي ومن معهم في المشانق ومزبلة التاريخ

  3. من يسمع لقد باعو تاريخ في نضالهم من أجل حقوق شعب دارفور لسافكي دماء أهل دارفور،،،، جبرين مناوي حجزو اماكنهم في مزبلة بكل غباء ،،،،

  4. يجب تخيير الدارفوريين مابين الانفصال او الاندماج ليس عنصرية او كما يحلو للدارفوريين عزفها مع معزوفة الهامش والتهميش مع انه كل اقاليم السودان مهمشة لقد كان الصف الأول كله للبشير والإخوان المسلمين من دارفور بما فيهم مناوى وجبريل اخوان .. يمكن بكل سهولة التصويت كما فعلت بعض الدول مثل كندا فى إقليم كيبك

    1. هسع شنو الجاب سيرة الانفصال
      كل اقاليم السودان مهمشة و ليست دارفور وحدها
      و اهل دارفور شاركوا في مليون 21 اكتوبر المجيدة

      1. دارفور هم السودان ،، ديل بنعزهم ويعزونا سودانيين اصليين
        اما الزغاوة التشاديين المستوطنين الجدد الاشعلوا الحرب المفتلعة في دارفور عشان يقتلوا اهل دارفور ويطردوهم وهم يجو يستطونوا ديل هم البنرسلهم لتشاد
        الشعب السوداني فهم ما تقومون به تماما ،، غشو الناس بحرب دارفور وتمرد دارفور واتضح بان اهل دارفور ضحايا لعبة قذرة
        لو طلعت شفت المسيرات الطالعة دي بتلقى نصهم اهل دافور الشرفاء
        اما المستوطنين الجدد البكتلوا الناس في دارفور والان في الخرطوم ديل بكل بساطة سيتم سحب جنسياتهم الممنوحة لهم زورا لتنفيذ هذا المخطط الخبيث ،، ويعود اهل دارفور الاصليين الى اراضيهم
        معززين مكرمين في وطنهم السودان الكبير

    2. بصراحة شديد هل انت سوداني؟؟؟!!!!!!!!!! اشك في ذلك في احسن الفروض ربما تكون متسودن

  5. ومتى كانت هناك بدايه لابناء الزغاوه مناوي وجبريل حتى تكون لهم نهاية ؟؟؟
    …. جبريل ومناوي لايمثلون للغالبيه العظمي لاهلنا اي شئ ولا يرونهم سوي مرتزقة ولوردات حروب،..

    … ربما تكون لهم شعبيه وسط زغاوة السودان وتشاد…

    …. ربنا يفك كربتنا بالخلاص من دارفور وقيام دولة دارفور المستقله وعليهم يسهل وعلينا يمهل…

  6. من لعق من ثدي ترهات حركة الإخوان الإرهابية لا يهمه السودان ولا شعبه بقدر ما يهمه تمكين نفسه في الحكم .. جبريل لم يحارب من أجل حرية وعدالة وسلامة السودان في يوم من الأيام بل كانت حربه ضد رفاقه في حركة الإخوان الإرهابية بعد ان إختلفوا مع عرابهم الهالك حسن الترابي – اللهم ألعنه لعناً كبيرا – وانقسمت حركتهم المشئومة إلى قسمين فتكون مؤتمرهم الشعبي لبغيض وما قواته إلا جناح عسكري كونه الهالك الترابي – لعنة الله عليه – وما جبريل إلا قائداً لهذا الجناح خلفاً للمقبور خليل .. وها هو يسعى الآن للعودة طمعاً في إعادة تمكين حركة الإخوان المنبوذة في الحكم مرة أخرى تحت واجهة مؤتمرهم الشعبي الذليل وبدعم من فلول الإخوان المدنية والعسكرية ومرتزقة النهب الجنجويدية

  7. “حركتَي مناوي وجبريل ذات الشعبية الكبيرة”
    عن اي شعبية تتحدث يا رجل؟ جبريل لم يضع رجليه حتى اللحظة في دارفور خوفا من جماعته ومناوي زار دارفور مرة واحدة وجالس حاليا في الخرطوم.
    أتدري السبب؟ لأنهم هم من دمر بلادهم واهلهم وليس ناس الشريت النيلي

    1. تم تدمير دارفور بواسطة مني وجبريل (وحميدتي وموسي هلال وعبدالفتاح البرهان وكوشيب وهؤلاء كلاب صيد لعثمان محمد طه وصلاح قوش ونافع علي نافع واخيرا عمر حسن احمد البشير

  8. حركتَي مناوي وجبريل ذات الشعبية الكبيرة
    **************************************
    اين توجد هذه الشعبية..؟ انا دارفوري اذا خيرت بين ابليس وجبريل الكوز او مني المرتزق لاخترت ابليس عليهما

    1. الله عليك يا سلام عليكم ،، ديل هم اهل دارفور الاصليين الاصيلين البنتكلم عنهم ،، جبريل مجرم وغدار وتشادي الهوى راجعوا اصوله بتلقاهو تشادي ،، هو ما ليهو اي قضية في دارفور دة قتل شعب الفور وغيرهم من اجل توطين زغاوة تشاد في دارفور ،، الحمد لله انكم فهمتوا الحاصل دة كان تكتيك بين الكيزان بقيادة كبيرهم علي الحاج وبتنفيذ مناوي وجبريل وغيرهم الهدف هو ابادة الفور وباقي القبائل
      اول مرة اشوف ضحية زي ما بيقولوا كانوا يقاتلون 20 سنة ،، وتجي تقيف مع قاتل اهلك ( ديل لو اهلك ) ضد المناصرين لاهلك ،، هل يعقل هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
      المسرحية بقت واضحة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..