
إستمرار الثورة و تطوير آلياتها هي الضمانة الوحيدة التي ستجبر الإنقلابيين على التراجع و التسليم. أما عدم إستمرارية الثورة و نجاعتها فيعني الذهاب للمساومة و التي سوف يخسر فيها المدنيون أكثر من خسارتهم الأولي. ذلك لأن مطالب العسكر الإنقلابيين تبدأ من حيث هم الآن و سقفها مفتوح و كل يوم يمر يحسنون فيه أداءهم و يكسبون أراض جديدة على حساب الدولة المدنية. و العسكر ليسوا في عجلة من أمرهم و لا يهم إلى أي مدى سيتدمر السودان و هو ليس في حساباتهم أصلا. و كما أن نصف ثورة مضر بمستقبل الثورة فما بالك بأن النصف ذاته قد أصبح متنازعا عليه.
كذلك علينا أن نعي أن حمدوكا الآن في الأسر و بهذا فهو غير مؤاخذ إن وجه خطابا للشعب اليوم أو غدا معلنا التوصل لإتفاق مع الإنقلابيين. فحمدوك بصفته فاقدا لحريته فإن جمبع ما يصدر عنه لا يعبر عن إرادة حقيقية. و عليه فإن كل ما يتم التوصل إليه في ظل هذا الوضع غير الإنساني و غير الدستوري يعتبر كأن لم يكن.
على الثورة أن تعلن عن قيادتها في الداخل و في الخارج. فقيادة الداخل و للضرورة الأمنية يمكن أن تكون من الصف الثالث. كما يجب أن يمتد العصيان المدني و الإضراب السياسي على الأرض لينعكس أثره المباشر على حياة الإنقلابيين اليومية. يجب أن يصار إلى قطع المياه و الكهرباء و الإتصال و محطات التزود بالوقود عن القصر الجمهوري و القيادة العامة و مساكن كبار الضباط و عن معسكرات الجيش و معسكرات الجنجويد و جماعات جوبا.
على المقاومة أن تجعل حياة الإنقلابيين اليومية جحيما لا يطاق بجعل الثورة تلاحقهم في كل مكان.