مقالات سياسية

الوضع الراهن للثورة.. مالعمل؟

م/ التجاني محمد صالح

على لجان المقاومة أن تكون قادرة إلى أخذ زمام المبادرة و إعلان قيادتها للمشهد في الداخل. و على سفراء السودان الأحرار في الخارج قيادة الثورة و توجيهها و تعيين ناطق باسمها و ممثل لها بالتنسيق مع الداخل. و على الوساطات التي تنشط الآن في الداخل أن تتوقف إذ يكفي ضحكا على الذقون أن يفاوض الرهينة. و من هو في الأسر ليس حرا في قراره و كل ما يصدر عنه ما هو إلا إذعان لما يمليه عليه مختطفه.
إستمرار الثورة و تطوير آلياتها هي الضمانة الوحيدة التي ستجبر الإنقلابيين على التراجع و التسليم. أما عدم إستمرارية  الثورة و نجاعتها فيعني الذهاب للمساومة و التي سوف يخسر فيها المدنيون أكثر من خسارتهم الأولي. ذلك لأن مطالب العسكر الإنقلابيين تبدأ من حيث هم الآن و سقفها مفتوح و كل يوم يمر يحسنون فيه أداءهم و يكسبون أراض جديدة على حساب الدولة المدنية. و العسكر ليسوا في عجلة من أمرهم و لا يهم إلى أي مدى سيتدمر السودان و هو ليس في حساباتهم أصلا. و كما أن نصف ثورة مضر بمستقبل الثورة فما بالك بأن النصف ذاته قد أصبح متنازعا عليه.

كذلك علينا أن نعي أن حمدوكا الآن في الأسر و بهذا فهو غير مؤاخذ إن وجه خطابا للشعب اليوم أو غدا معلنا التوصل لإتفاق مع الإنقلابيين. فحمدوك بصفته فاقدا لحريته فإن جمبع ما يصدر عنه لا يعبر عن إرادة حقيقية. و عليه فإن كل ما يتم التوصل إليه في ظل هذا الوضع غير الإنساني و غير الدستوري يعتبر كأن لم يكن.
على الثورة أن تعلن عن قيادتها في الداخل و في الخارج. فقيادة الداخل و للضرورة الأمنية يمكن أن تكون من الصف الثالث. كما يجب أن يمتد العصيان المدني و الإضراب السياسي على الأرض لينعكس أثره المباشر على حياة الإنقلابيين اليومية. يجب أن يصار إلى قطع المياه و الكهرباء و الإتصال و محطات التزود بالوقود عن القصر الجمهوري و القيادة العامة و مساكن كبار الضباط و عن معسكرات الجيش و معسكرات الجنجويد و جماعات جوبا.
على المقاومة أن تجعل حياة الإنقلابيين اليومية جحيما لا يطاق بجعل الثورة تلاحقهم في كل مكان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..