مقالات وآراء سياسية

هل هو تصحيح مسار أم إنقلاب؟

د. محمد العركي

هل ما قام به البرهان هدفه تصحيح مسار الثورة؟ هل هدفه الحرية والسلام والعدالة والتحول المدني الديموقراطي؟

لنتأمل حقائق وإجراءات وقرارات اتخذها البرهان، ثم لكل قارئ أن يقرر إن كان ما قام به إنقلاباً أم تصحيحاً لمسار الثورة:-

تهيئة المشهد السياسي:

o الإصرار على الاستئثار بما يزيد على 82% من موارد الدولة لا تدخل للخزينة العامة ولا يوجد ما يشير إلى استخدامها في التنمية ورفاهية الشعب.
o تهريب موارد البلد لدول أجنبية كالذهب واللحوم بثمن بخس والاستيلاء على عوائدها.
o حماية الفساد والتهريب وآخرها منع تفتيش طائرة تحمل حمولة من الذهب المهرب خارج ولاية الحكومة المدنية.
o تقييد وتكبيل الحكومة المدنية حتى لا تتمكن من إكمال مؤسسات وهياكل السلطة الانتقالية.
o محاصرة الحكومة المدنية بعصابات النيقرز وتسعة طويلة والفوضى الأمنية والسرقة والنهب في الشوارع وفي البيوت.
o خلق الأزمات بإخفاء السلع الاستراتيجية الضرورية لحياة المواطن كالدقيق والدواء والغاز والبنزين.
o خنق الحكومة المدنية بقفل المواني والطرق القومية.
o الهجوم المتواصل على المكون المدني واتهامه بالفشل وتفاقم الأزمات.
o إضعاف قوى الحرية والتغيير بشق صفها وخلق مكون ضرار ودعمه وتأييده لخلق أزمة دستورية تضعف المكون المدني.
o شل عمل السلطة المدنية برفض الاجتماع مع المدنيين في مجلس السيادة.
o شيطنة لجنة إزالة التمكين ومحاربتها وإلغاء قراراتها باستغلال أحكام قضائية.
o دعم الفلول والاستعانة بهم في خلق الأزمات لتضييق الخناق على السلطة المدنية.
o التخابر والتآمر مع دول أجنبية للترتيب لتنفيذ انقلاب عسكري لقطع الطريق أمام التحول المدني الديموقراطي كما بينت ذلك وكالات الأنباء.
إصدار القرارات:
o حل مجلس السيادة.
o حل مجلس الوزراء.
o إعلان حالة الطوارئ في البلاد.
o إلغاء العمل بأهم بنود الوثيقة الدستورية التي تنص على الشراكة مع المدنيين.
o تجميد لجنة إزالة التمكين التي وصلت بما لديها من مستندات وأدلة للحم الحي.
o اعتقال رئيس الوزراء ووزراء حكومته، حيث اقتصر ذلك على الوزراء المصادمين.
o اعتقال أعضاء مدنيين في مجلس السيادة لمواقفهم الرافضة لفساد العسكر.
o قطع الانترنت.
o القمع العسكري المفرط للمتظاهرين بما في ذلك القتل بالرصاص الحي.
مثل العسكريين والمدنيين كمثل القط والفأر. يحكى أن صداقة حميمة جمعت قط وفأر على ضفاف النهر. وفي يوم قررا السفر إلى الضفة الأخرى بحثاً عن حياةً أفضل. فاتفقا على صنع مركب صغير يحملهما إلى الضفة الأخرى. وقبل أن يركبا في المركب أخذ الفأر عهداً وموثقاً على القط أن لا يغدر به ولا يأكله مهما كانت الأسباب. فوعده القط خيراً. ثم ركبا معاً في المركب وانطلقا في رحلتهما إلى الضفة الأخرى. كانت الرحلة طويلة وشاقة، وجاع القط وفكر في أكل الفأر إلا أنه تذكر عهده ووعده فعدل عن الفكرة. حاول أن يصبر على الجوع فلم يستطع أن يقاوم، كلما نظر إلى صدقه رأي فأراً سميناً مكتنزاً لحماً ودهناً. كان الفأر المسكين يثق ثقة كبيرة في صديقه القط لدرجة أنه نسي أن طبيعة القطط افتراس الفئران. اشتد الجوع بالقط فأخذ يفكر في عذر وجيه يفترس به الفأر. وهداه تفكيره إلى حيلة جهنمية. قال القط للفأر: يا صديقي لا تثير الغبار في وجهي. رد الفأر بدهشة: يا سيدي نحن في مركب في وسط المياه ولا يوجد هنا تراب ولا غبار. سكت القط لقوة الحجة. ثم اشتد به الجوع فأعاد نفس الكلام، ورد عليه الفأر بنفس الرد. ثم سكت برهةً وقال: أيها الفأر إنك تثير الغبار في وجهي وقد حذرتك عدة مرات، لكنك لم تتوقف عن فعلك. قال الفأر وقد عرف نوايا القط: أيها القط أنت تكذب وتتحجج. فغضب القط وقال: أنا أكذب وأتحجج؟ أنت فأر طويل لسان وقليل أدب، قلة أدبكم هذه هي التي تجعلنا نأكلكم. فانقض عليه وأكله.
جبريل إبراهيم تورط وسيأخذه الطوفان. مثل جبريل إبراهيم مثل الساحر الذي يتعامل مع المردة والشياطين، يخدمهم ويخدموه، فإذا تنكر لهم انتقموا منه شر انتقام. أما مناوي فمثله مثل الخفاش، وللخفاش قصة.
يقال أن حرباً ضروساً دارت بين الحيوانات بقيادة الأسد والطيور بقيادة النسر. وكان الخفاش جالساً فوق الشجرة يراقب الموقف. فلما رأي الطيور أوشكت على الانتصار ذهب للنسر وقال له أنا طاير مثلكم وأقاتل معكم. ألا ترون أني لي جناحين وأطير مثلكم. رحب به النسر ضمن كتيبة الطيور. وما لبث أن انقلب الحال وتقدمت الحيوانات وتراجعت الطيور منهزمة، فذهب الخفاش إلى الأسد وقال له أنا حيوان مثلكم وأنا معكم، ألا ترون أني من الثديات مثل الفأر ألد ولا أبيض وأرضع أولادي. رحب به الأسد في كتيبة الحيوانات. وما لبث أن تغير الحال وأصبحت الحرب سجالاً وكان الخفاش يميل حيث تميل كفة المعركة فهو تارةً مع الطيور وأخرى مع الحيوانات. واستمرت الحرب ساعةً من الزمان دون أن ينتصر طرف على الأخر. ثم خرج حكماء من الطرفين وتفاوضا وأوقفا الحرب وعقدا صلحاً بينهما بأن تعيش الطيور في الأشجار وتعيش الحيوانات على الأرض. أما ما كان من شأن الخفاش فقد ذهب ليعيش مع الطيور في الأشجار فطردوه، فذهب للحيوانت ليعيش على الأرض فطردون. ومنذ ذلك الزمان أصبح الخفاش منبوذاً من الحيوانات ومنبوذاً من الطيور ويعيش وحيداً في الكهوف المظلمة ولا يخرج إلا ليلاً.

تعليق واحد

  1. دا شنودا؟ ابن مقفع جديد ولا شنو؟ بين القط والفار والحرب بين الوحوش؟ نحن في زمن الحجاج ولا شنو؟ ياخي عليك الأمان في الراكوبة دي غير اسمك إلى ثلاثي أو مربع وقول الحقيقة واضحة وصريحة وسيبك من أسلوب ابن المقفع وملوك زمان انت الآن في مواجهة واحد خيبان ووهمان وجبان وتابعه قفة ومجموعة من الغربان أو الهمج والشباب قاعدين ليهم في النقعة مالين الشوارع ومترسنها ف ما في داعي لقصص الحيوانات وبعدين تشبه الشعب والانقلابيين بالقط والفار منو فار يا هذا ومنو القظ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..