مقالات سياسية

البحث عن مخرج

علي البدري

لم يقدم البرهان علي خطوة الانقلاب الا بعد مباركة من بعض الدول المعروفة ومن بينها مصر التي دائما لاتنفحنا الا برائحة الكير(مع احترامي للشعب المصري حيث أن الأمر يعنى به الحكومات ) ..اخذ المباركة المشؤومة وجاءا مهرولا للتنفيذ .لم يكن البرهان ليقدم على هذه الخطوة الجريئة الا اذا كان هناك دافع قوي جعله يرى ان الانقلاب على السلطة المدنية اهون مما هو مقدم عليه ..فالكل يعلم انه حسب الوثيقة الدستورية قد تبقى علي رئاسة المجلس السيادة ايام معدودة بعدها يصبح البرهان وحميدتي واتباعهم تحت سيطرة السلطة المدنية التي بدورها ستكشف ملف جريمة فض اعتصام القيادة العامة ..ومن جهة اخرى سيصبح ظهر البشير ومن معه مكشوف للمحكمة الجنائية في لاهاي ..وهنا يكمن الخطر الأكبر حيث أن التحقيقات ستثبت ان البرهان وحميدتي وقيادات كبيرة في المؤسسة العسكرية .انهم مشاركين في كل الأحداث الدامية التي حدثت في إقليم دارفور وسيلحقون بهم دون أدنى شك . كل هذا جعل البرهان يقدم على عملية الانقلاب ليربك المشهد السياسي ويكسب مزيدا من الوقت في كرسي السلطة ..

الحل الوحيد يكمن في السيطرة علي السلطة عن طريق الانقلاب حسب ظنه. ولكن لسؤ حظه وقع في المحظور فقد بات الان يواجه شعبا باكمله بالاضافة للمجتمع الدولي ممثلا في الاتحاد الأوروبي وامريكا والاتحاد الأفريقي.

فقد خرج الشعب بمليونية ابهرت العالم اجمع مطالبين برجوع الحكم المدني برئاسة الدكتور حمدوك والافراج عن المعتقلين السياسيين والرجوع الي ماقبل الخامس والعشرين من أكتوبر كل ذلك مسنود من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

من هنا اصبح البرهان يبحث عن من يساعده في الخروج بأقل خسارة ممكنة ..ونائبه حميدتي فضل الصمت كعادته ناسيا ان قواته مشاركة في ضرب النساء وقتل الشباب وانها فعلت بالمتظاهرين السلميين كما فعلت بهم في ثورة ديسمبر المجيدة.

اما الدكتور عبدالله حمدوك فهو الرابح الوحيد في هذا السيناريو ..فقد نال التأييد والمساندة الدولية . كلها هتفت برجاحة عقله وحسن قيادته وسلميته..لذلك سيعود حمدوك بسند جماهيري لامثيل له وسند دولي منقطع النظير ..ومن هنا ندعوه ان لا ينسى ان يرد رائحة الكير إلى الفرعون وان يعمل جاهدا على ابعاده من المشهد السوداني بقدر المستطاع حتى يفقد اي سند سوداني يدعمه ويساعده في بقاء نفوذه الإقليمي
وايضا سنرى البرهان ومناوي وهجو وجبريل في وضع مأساوي بعد ان فضحتهم السياسة الدكتاتورية وكشفت نواياهم..

غدا الأحد السابع من نوفمبر وبعد غدا الاثنين بداية العصيان المدني وهو سيضع نهاية لهذه المهزلة وبداية لسودان جديد بهيئة وهيبة سياسية اكثر قوة ومساندة دولية كفيله بان تضعنا في الدرب السليم لبناء وطن ديموقراطي يشبه اهله ويشبه شعبه العظيم.
وطن تحكمه قيادات واعية ومدركة للمصالح..

وظني ان ما حدث فيه خيرا كثير وستكشف لنا الايام ذلك باذن الله تعالى.

والتحية للثوار والرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى
ولكم مني الف تحية

علي البدري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..