مقالات سياسية

كن متفائلاً .. فحتماً ستنتصر ثورة ديسمبر المجيدة ان شاء الله

مبارك همت

قالها السيد عبد الله حمدوك “سنفارق عهد الاستبداد والى الابد” ولكن لم يفهم حديثه الكثيرون ؟؟؟ ، فحديث السيد حمدوك استقراء واستنباط لحديث الشارع السوداني وهتافه ، وكما تعلمون أن الاستقراء يستمد اليقين من خلال عودته للاختبارات والتجارب، وقد اكدت التجارب منذ بدء الحراك في ثورة ديسمبر المجيدة ان السودان يجب ان يحكمهُ من يريدهُ شعبهُ .وان السودان لن يعيش بعد ثورة ديسمبر في حكم دكتاتوري أو اي حكم شمولي ولن يقبل لعودة العسكر للحكم مرة اخرى والى الابد ، وعلى السادة العسكريين ان يعلموا ذلك جيدأ ، فالجيش السوداني هو حامي حمى الاوطان و الموؤسسة العسكرية لها سيداتها والجيش وافراده يكنّ لهم الشعب السوداني فائق الإحترام والتقدير ،والموؤسسة العسكرية هي تمثل رمزية كرامة الوطن وعزته ،وقد تغنى الثوار وهتفوا لهذه المؤسسة ولافراداها كثيراً ،وهم يعلمون جيداً اهميتها وانها هي صمام امان البلاد وعلينا تقديرها واحترامها والعمل على تطويرها ، من اجل حماية الوطن والمواطن ،ولنعلم أن الجيش السوداني ملكٌ للسودان، وليس السودان ملكا للجيش السوداني. رغم ان بعض قادتها سابقاً هم من تسسببوا فيما اُل اليه السودان من تدهور بسبب انقلاباتهم العسكرية المستمرة ، فلا يستطيع شخص ان ينكر أن البلاد قد حكمت من قبل العسكريين لاكثر من خمسون عاماً منذ الاستقلال وقد شهدت فيه البلاد غياب تمام للديمقراطية ، وشهد فيها السودان بطء مستمراً في جميع نواحي الحياة مقارنة بكثير من الدول التي نالت استقلالها من بعدنا وقد شهدت عهود حكمهم الكثير من الاستبداد والتخبطات التي اضرت بالالبلاد كثيراً. ورغم الحقيقة التي لا يختلف فيها اثنان بتبني قادة عسكريين بالمؤسسة العسكرية لمشروع الإنقاذ الظالم ومنافحتها عنه، فقد اختلف الامر الان فلا أحد يحتمل أن تُدمغ هذه المؤسسة بالمواصلة في موالاة أي نظام سياسي ،فالجيش جيش وطني مستقل السيادة والعقيدة وافراده هم أبناء الوطن الاشاوس الذين يدافعون عن البلاد ، والبلاد محفوفة بالمخاطر وتحتاج لتضافر الجهود ، ونعلم جيداً ان المؤسسة العسكرية متمسكة بحماية ثورة ديسمبر المجيدة . والان وقد تبلورت للجميع فكرة ان السودان لن يعود لعهد الاستبداد والبطش والحكومات البوليسية مرة اخرى والى الابد . فالان الشارع اصبح اكثر وعياَ وتمسكاً بمدنية الحكم،واكثر تمسكاً بسودان جديد ، وما حدث خلال شهر اكتوبر من حراك جماهيري كفيل بصياغة تاريخ جديد للسودان ،ودرس يجب ان يقرأ ويفهم ويحفظ ، فالردة مستحيلة كما كانت هتافات الثوار .
والان هنالك بوادر ازمة واضحة ظهرت في كل المقترحات التي قدمت للتوصل لحل احداث ما بعد الخامس والعشرون من اكتوبر ،ولكن لا نريد أن نفقد الامل ، فنأمل ان الوساطات التي قدمت تلقى قبول وتنازلات وان ينتج منها توافق بين المكونين العسكري والمدني ،ويؤول الحكم للشعب بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ومشاركة الشق العسكري بقيادة السيد البرهان ، وقد تحدث بعض التغيرات شكلا ومضموناَ ، فالاوضاع قد تغيرت وهنالك وساطات اممية جرت وجارية الان ونحن على ثقة من ان المدنية قادمة وان الفترة الانتقالية ستستمر على الرغم من جملة من التحديات التي تمثلت في الصراعات الداخلية، وان ما حدث هو درس لكل الاطراف وعلى الجميع أن يعلم أن ان هنالك تغيرات مصاحبة في شكل الحكم وفي شكل صناعة القرار ، وعليه من الأفضل للشارع السوداني والاحزاب السياسية ان تتقبل هذه التغيرات بكل جراءة وشجاعة ونضج سياسي يجنب البلاد الفتن ، فالتغيرات ستكون جوهرية . ونشعر بأن القرارات التي ستصدر ستكون مرضية للشارع السوداني اذا تضمنت السيد حمدوك كجزء اصيل في الحل، فالشارع السوداني يثق في حمدوك وحمدوك لديه القدرة على الحوار والمراوغة السياسية واثبت انه يستطيع ان يتقبل الاخر فقد كان يدير الاوضاع باحترافية دون المساس لأي طرف ،وهو الان يحظى بالقبول داخلياً وخارجياَ وله انجازات كثيرة تحسب له ، ومواقفه الان على حسب الاخبار المتداولة تدل على قوة شخصيته وحكمته في صناعة الحلول ، وهذا لا يعني ان حواء السودانية لم تلد غيره ، ولكن نرى انه الانسب للوضع الحالي لما لديه من قبول ومحبة من الشارع السوداني ، وايضاً لتكملة لبنات العلاقات الخارجية التي سجل فيها نجاحاً عظيما ،وعليه فمن اللأفضل للشارع السوداني والاحزاب السياسية والشق العسكري أن يتحلوا بروح الوطنية و الثورة والنظر الى الامام ، وفتح صفحة جديدة للفترة الانتقالية تبدأ بمفهوم واحد فقط هو أن الثورة مستمرة الى ان تتحقق كل مطالبها، وعلى الجميع ان يعمل من الاجل الوطن لا من أجل اهداف خفية ، فالشارع اكثر وعياً وهو المراقب لكل ما يدور ، وهو الان يمثل الاَمر والناهي في سياسة البلاد , وعلينا نشر الثقة وترك الملاسنات والتصريحات التي اضرت بالبلاد كثيراً. فنحن نثق بالثوار و دائما متفائلون بنجاح ثورة ديسمبر المجيدة رغم كل العقبات التي تواجهها ,ونقولها ونرددها دوماً … ثوار احرار حنكمل المشوار .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..