مقالات سياسية

يجب الإعتذار للشعب عن الانقلاب ولا تفاوض ولا شراكة بعد اليوم

بشير عبدالقادر

نعم عرف عن الشعب السوداني السماحة ولعلها تطبيقا لحديث الرسول “ص” (رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى) وهو حديث جامع مانع يغطي كل المعاملات اليومية بل كل العلاقات الانسانية من بدء الخلق الى يوم الحساب.

نعم عرف عن الشعب السوداني الطيبة واتخاذ منهجية الجودية لحل كل الخلافات التي قد تحدث في اللعب بين الاطفال مرورا بالخلافات الاسرية وحوادث السير وصولا الى الخلافات القبلية والجهوية والتي قد تؤدي بحياة الالاف.

نعم تأتي الجودية وجماعة الخير للوساطة بين الاطراف المتنازعة وشعارهم واحد لا يتغير “باركوها يا جماعة”!!!

لعل هذه القاعدة التي لا توقف المذنب قبل او عند او بعد جرمه بل تسعى لتفادي محاكمته باستعطاف الضحايا واهاليهم  واستجداء كرم نفوسهم بالترفع عن الأخذ بالثأر او حتى المطالبة بالمحاسبة!!! هي التي راهن عليها الانقلابيون في حالة فشلهم!!

نعم يبدو ان هؤلاء الانقلابيين لشدة معرفتهم بسماحة الشعب السوداني اطاعوا الشيطان في استغلال طيبة الشعب السوداني الى حد التبشيع بقتل السودانيين وخاصة شبابهم واعتبار ان حياتهم او موتهم لا يهم كثيرا  وليس له معنى مقارنة ببقائهم في كرسي السلطة.

ها هو “العبد”  البرهان “الغبيان” الذي امره اسياده اوامر صارمة للسيطرة على السودان “guide of control” يحمل البندقية بيمينه والسلطة بيساره  ليقتل بلا هوادة كل من يقف في طريقه ولو ناصحا وان يسجن كل الاخرين الذين لا يسبحون بحمد اسياده.

فأبتدأ باختطاف رئيس الوزراء دكتور حمدوك وزوجته ثم اغلب اعضاء المجلس السيادي والوزراء واعضاء لجان المقاومة  ويفصل كل المسؤولين بقرار منه حتى انه يتجرأ على فصل النائب العام ونائب محافظ البنك المركزي ومدراء عدة مصارف ومسؤولين كبار في الجهاز المدني للدولة ومدراء جامعات وشركات كبرى كالأقطان وغيرهم؛ بل تم طرد الطالبات من الداخليات وحلق شعور الطلبة وضربهم واستمر الاستبداد والانحطاط باعتقال المعلمين والمعلمات ، بل يقال ان احدى المعلمات اجهضت حملها مع الاعتقال؛ وتواصل الانحطاط بالانقلابيين من العسكريين وحلفائهم الاوباش من المدنيين  الى اعتقال “اخوان السياسيين وامهات شباب المقاومة واجبار ابناء الاحياء على التبليغ عن شباب المقاومة”!!

بالطبع كل من يسكت عن مقاومة هذا الانقلاب الوحشي قدر استطاعته، يصبح راضيا عنه بل هو شريك في قتل الشباب وتعذيبهم ويحمل وزرهم.

ان “المجرم البرهان يستخدم ذات الأساليب التي استخدمها سيده عمر البشير الكذب والقتل والإرهاب ويتوقع نتائج مختلفة”!!!

اذن اصبح الامر واضح للمواطن السوداني والخيار واحد من اثنين ولا ثالث لهما؛ اما التمسك بالحكم المدني و بالانتقال الديمقراطي او التماهي مع الانقلاب والاستبداد والفساد والقتل والتعذيب!!!

يجب على الشعب السوداني عن بكرة ابيه الزحف العام من كل القرى والمدن والاقاليم الى الخرطوم ومحاصرة القصر الجمهوري والقيادة العامة واخراج البرهان وكل القتلة ورميهم في المزابل كما حدث لوزراء حكومة أحد الدول الاوربية قبل عدة سنوات قليلة.

نعم يجب اخذ البرهان وكل القتلة ورميهم في المزابل قبل الذهاب بهم الى السجون وتقديمهم للمحاكمة بتهم هي خيانة الوطن وقتل ابناء الشعب وخاصة في اعتصام القيادة وبعد انقلاب العميل البرهان.

نعم يجب استمرار الزحف اليومي وفي سلمية كاملة وبدون توقف او تردد الى القصر والقيادة العامة واخراج هؤلاء القتلة منها. واني لواثق انه عند بدء الزحف سيعوي الكثيرون منهم بالنباح ثم يهربون كالجرذان الخائفة نحو المطارات!!!

ان الوفاء لكل شهداء السودان وخاصة منذ سبتمبر 2013 وصولا لشهداء اعتصام القيادة العامة وكل الشهداء بعدهم ولاسيما بعد انقلاب 25 مايو 2021 الخسيس. ذلك الوفاء يستوجب اتمام الثورة والوصول بها الى غاياتها اي تثبيت الحكم المدني وارجاع العسكر الى ثكناتهم بصورة كاملة تماما هذه المرة اي ان لا يبقى اي عسكري لا في المجلس السيادي ولا في حكومة دكتور حمدوك التي يختارها بحرية كاملة و يقودها إلى نهاية الفترة الانتقالية بسلام. وبذلك يوطد للحكم المدني والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات.

نعم لن يقبل الشعب السوداني الأبي بغير الاعتذار عن الانقلاب من البرهان والاستقالة الفورية وليس هناك مساحة للتفاوض ولا شراكة بعد اليوم مع الانقلابيين ومن “لف لفهم”!!!

انشد المرحوم الشاعر محمد الحسن حميد

” يابلدى يافردة جناحى التانى وكت الناس تطير لى عالمه.

وآ فجعة الزول البيجيك
ما يلقى فيك غير الهجير ناسا تواتى مسالمه.
كل البشاشات القبيل تلقاها ميته مسممه
والجاته جاته من الأرض ما جاته من تالا السما
ما أعتى غبنك يا ولد
وأعدل قضيتك وأعظمه
لا ترجع السيف الجفير
والدنيا فايره مصادمه
من غير تجيب تار البلد ..
ريح العوارض تهزمه”.

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. البشير عبدالقادر ايها الوطني الثائر والغيور المناضل
    لقد الهمك الله الحقيقة بقولك :
    “كل من يسكت عن مقاومة هذا الانقلاب الوحشي قدر استطاعته، يصبح راضيا عنه بل هو شريك في قتل الشباب وتعذيبهم ويحمل وزرهم. ”

    لن نقبل المواقف الضبابية في هذه المعركة المقدسة ضد الانقلابيون
    اما ابيض (مع الشعب) او اسود (مع الانقلاب)
    والتأريخ لا يرحم

  2. لا أحد يعتذر لك الكيزان خططوا للانقلاب عبر منسوبيهم في اللجنة الأمنية بعدما فشلوا في عدة محاولات ابتداء من الزحف الأخضر حتي اعتصام القصر وترك ودواعش جبرة وغيرهم اذا التحديات باهظة أمام الثوار لأننا أمام خصم عنيد من عتاة المجرمين من القتلة والبلطجية واللصوص والأطماع الاقليمية استغلوا بعض الظروف والمصالح لصالحهم منها البرهان متورط في جريمة فض الاعتصام وابادة قري في دارفور وانتهاء الفترة الزمنية
    حسب الوثيقة الدستورية والناظر محمد الأمين ترك متورط في صندوق الشرق كذلك هنالك مصالح ضخمة للكيزان تضررت ولا خيار لهم الانقلاب ولا خيار لنا الا المقاومة الجبارة الكل يجب أن يشارك لأنها ببساطة مسألة حياة أو موت؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..