مقالات وآراء2
التدخل الأجنبي ماهو الفرق!!

اطياف – صباح محمد الحسن
توالت المواقف المعلنة، وغير المعلنة للوقوف مع السودان في قضيته السياسية التي شغلت العالم بأسره، ومثلما أبهرت ثورة ديسمبر المجيدة العالم بعنفوانها وبريقها وعظمتها، صدمه الانقلاب الذي أعلن عنه الجيش، وتساوت مشاعر الإعجاب بالثورة مع مشاعر السخط تجاه الانقلاب، ووجد الشعب السوداني احتواء من العالم لم تشهده دول وشعوب أخرى، وتضامنت الدول علناً للوقوف بجانب السودان في محنته التي حجب ظلامها سماء الثورة وغطت سحبها رؤية المستقبل ليظل عهد الشرفاء والأحرار أن لا تراجع عن الطريق الا بعد استرداد ماسلب صباح الانقلاب.
وحذرت دول الترويكا (النرويج والولايات المملكة المتحدة ) من الاجراءات الانقلابية، وأكدت على ضرورة إعادة الوثيقة الدستورية وعودة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك لمنصبه كأساس المباحثات حول كيفية تحقيق شراكة مدنية عسكرية وحكومة انتقالية بقيادة مدنية عسكرية تعكس بصدق تطلعات الشعب السوداني الذي قالت انه اظهر شجاعة وثباتاً ملحوظين عند الدفاع عن حقوقه الديمقراطية ونوهت الى أن ذلك يعكس تعهداً بالبقاء على المسار الصحيح نحو انتخابات حرة نزيهة.
وسبقت الترويكا عدة دولة غربية وعربية أعلنت عن دعمها ومساندتها للتحول الديمقراطي ومدنية الحكم في السودان، لطالما انها كانت داعمة لمشروع التغيير من اندلاع شرارة الثورة.
لكن رغم ذلك علت بعض الأصوات ما بعد اعلان الانقلاب بتصوير هذا التضامن انه تدخل مباشر في شؤون الدولة مساس بالسيادة الوطنية، وان التضامن الذي وجده رئيس مجلس الوزراء قد يكون مفتاحاً جيداً لهذا التدخل، ولا يختلف اثنان على ان التدخل في الشأن الوطني هو أمر مرفوض لأن السيادة الوطنية تعلو ولا يعلو عليها لارتباطها بكرامة الشعب وعزة الوطن والمواطن، لكن حتى يكون طلاء الوطنية الذي يحاول به البعض تلوين المواقف جيداً ومناسباً مع جدر المشهد السياسي فلابد أن نقف هنا قليلاً، فالاجماع بالرفض للانقلاب ودعم الحكم المدني من المجتمع الدولي لم يأت من باب التعاطف والشفقة مع الشعب السوداني بل ان الشعب هو من فرض هذا الاحترام واجبر المجتمع الدولي للوقوف بجانبه فكما قلنا ان العالم الذي أبهرته الثورة السودانية كيف لا يتضامن معها عندما تمتد الايادي لسرقتها ووأد مشروعها العظيم. !!
لذلك ان هذا الاجماع والاحترام والتقدير اشتراه الشعب مقدماً بثورته العظيمة وسلميتها ودروسها السياسية والاجتماعية والتي أثبت فيها الشعب انه معلم للشعوب فما زرعته الثورة بالأمس تحصده اليوم، لأن التغيير لا يكمن في اسقاط نظام البشير وحسب.
التغيير، في طريقة وكيفية صناعته، وهناك فرق كبير بين تضامن الدول مع السودان لتحقيق ارادة الشعب وتضامنها لسلب هذه الارادة، فالمدنية خيار الشعب حتى رئيس مجلس الوزراء ان لم يكن رجل الشارع والثورة لما حظي بهذا الاهتمام الدولي ولما وضعته الدول شرطاً أساسياً للتعامل مع السودان في فترة الحكم الانتقالي مستقبلاً.
إذا الشعوب تحترم الشعب السوداني وتبرهن ذلك في احترامها لقادته الذين يجدوا منه الاحترام.
والسؤال الذي لا يبحث عن إجابة هل انقلاب العسكريين على الحكومة المدنية لم يجد مباركة وتضامناً وموافقة من بعض الدول ؟ لماذا لم يعد هذا تدخلاً في الشأن الوطني، اليس هذا هو التدخل السلبي الذي جاء رغماً عن رغبة الشعب السوداني، فالدول التي ناصرت الانقلاب ناصرت العسكر الذي في يده القوة والسلاح على شعب أعزل لا يرفع الا شعار السلمية وحاولت وهماً أن تسرق حلمه وهذا أسوأ أنواع التدخل ولا علاقة له بالتضامن من قبل الدول التي ناصرته من أجل استعادة حقوقه المشروعة التي سلبت منه وهو لا حول له ولا قوة، وهذا هو الفرق الكبير لكن البعض لا ينظر للأمور الا من الزاوية التي يريدها، حتى ان جاءت مخالفة للحقيقة.
طيف أخير:
دعوة لجان المقاومة لمواكب السبت المقبل النصر دائماً حليف الحق وان طال عمر الباطل، تشبثوا .
الجريدة