مقالات سياسية

الانقلابيون والانتهازيون وحكاية جنازة العزابة واضنين المرفعين

بشفافية – حيدر المكاشفي

بدا واضحاً أن الانقلابيين في ورطة و(وحسة) كبيرة، ويحاكي حالهم اليوم حال من دخل دهليز عميق ليحصل على كنز متوهم بداخله، ولما لم يجد غير الفراغ والظلام تعذر عليه طريق الخروج والخلاص فصار يتخبط بين جدرانه، فقد بات واضحا انهم بعد ان نفذوا الانقلاب لا يدرون ما يفعلون وظلوا يدورون في حلقة مفرغة، ويكشف ذلك ترددهم وعدم وضوح خطواتهم القادمة، مما يؤشر إلى أنهم في حيرة عاجزة، وستتعمق هذه الحيرة مع قادم الأيام وتفتح التجربة السودانية على المجهول في ظل رفض واسع لانقلابهم بالداخل والخارج..

حال الانقلابيين هذا مع من يظاهرهم من انتهازيين وارزقية متطلعين للسلطة، حفز الذاكرة لاستدعاء بعض الطرف التي تناسب ما هم عليه..

تقول احدى الطرف ان المخلوع اﻟﺒﺸﻴﺮ ﻗﺎﻝ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ وكان وقتها يشغل منصب المساعد له :
ﻣﺎ ﺗﺠﻲ يا عبدو ﻧﻤﺴﻜﻚ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺩﻱ..

ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻴﻬﻮ ﻛﺪﻱ ﻳﺎ ﺭﻳﺲ ﺧﻠﻴﻨﻲ ﺃﺷﺎﻭﺭ ﺍﻹﻣﺎﻡ.. ﻣﺸى عبد الرحمن ﻟﻲ ﺃﺑﻮﻩ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻴﻪ ﻳﺎﺑا ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻗﺎﻝ ﺩﺍﻳﺮ ﻳﻤﺴﻜﻨﻲ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺩﻱ ﺭﺃﻳﻚ ﺷﻨﻮ.. ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻗﺎﻝ ﻟﻴﻪ ﺍﻭﻋﻚ ﺡ ﺗﺒﻘى ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻜﺎية ﺟﻨﺎﺯﺓ ﺍﻷﺑﻴﺾ..ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺃﺑﻮﻩ ﻛﺪﻱ ﺍﺣﻜﻲ ﻟﻲ ﺣﻜﺎية ﺟﻨﺎﺯﺓ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺩﻱ..

ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻗﺎﻝ ﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺗﻠب ﺣﺮﺍﻣﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻋﺰﺍبة، العزابة ﻣﺴﻜﻮﻫﻮ ﻭﺩﻗﻮﻫﻮ ﻻﻣﻦ ﻣﺎﺕ.. ﺍﻟﻌﺰﺍبة ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺿﺮﺏ ﻭﻗﻌﺪﻭا ﺟﻨﺐ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻥ ﻟﻲ ﻗﺮﻳﺐ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ما عارفين يعملوا شنو مع الجثمان..

ﻓﺠﺄة ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰﺍبة ﻗﺎﻝ ﻟﻴﻬﻢ ﺟﻴﺒﻮ ﻟﻲ ﻛﻔﻦ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻐﺴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻥ ﻭﻛﻔﻨﻮ، ﻭﺍﻧﺘﻈﺮ ﻟﺤﺪي ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﺷﺮﻗﺖ قام ﺟﺎﺏ ﻋﻨﻘﺮﻳﺐ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ يلا ﺷﻴﻠﻮا ﺍﻟﺠﻨﺎﺯﺓ ﻭاﺭﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ.. الجماعة عتلوا الجنازة وشقوا بيها ﺳﻮﻕ ﺍﻷﺑﻴﺾ..ناس ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺷﺒﻜﻮﻫﻢ ﺻﻠﻮا ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ، ﻭكلما ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻧﺎﺱ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻳﻤﺴﻚ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﻌﻨﻘﺮﻳﺐ عزابي يتملص ويزوغ، ولما وصلوا المقابر كان كل العزابة زاغوا، وهكذا اصبحت الجنازة مجهولة الهوية ولا يعرف من الميت ولا اهله ﻭﻻ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺷﻨﻮ ﺍﺻﻼ..ﻓﺪﺣﻴﻦ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﺍﻋﺘﺬﺭ ﻟﻴﻪ ﺑﻲ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻛﺪﻩ ﻭﺧﻠﻴﻪ ﻳﺪﻓﻦ ﺟﻨﺎﺯتو براهو..فهل يا ترى سيعتذر الانتهازيون عن حمل جنازة الانقلاب..لا اظن..

أما اسياد الفنايل اصحاب الانقلاب على قول (الشفاتة)، فحكايتهم هي ذاتها حكاية من أمسك (اضنين المرفعين)، لم يستطع اطلاقه ولم يستطع الاستمرار في مسكه من أذنيه، الا بعد ان احتال على شخص غشيم، والحكاية تقول ان من امسك المرفعين من اذنيه دخل فى ورطة كبيرة، ولم يخرج من ورطته الا بعد ان خدع من اوصاه بأن لا يطلق المرفعين، (قائلا المرفعين دا لا تفكو أكان فكيتو النصيبة دا بجيب خبرك وياكلك يلحقك أمات طه)، رد الماسك اذني المرفعين(هيييع أنا أخو البنات، المرفعين أنا ماااني فاكو بي ساهلة، علا بس بدور (اربط تكتي) دي ربطا سمح، دحين تعال امسك لي راس المرفعين و خليني أتحزم واتلزم زين و أجي امسكو منك)..قام الغشيم مسك المرفعين و قعد يناتل فيهو و يعاين للزول سيد التكة يربط تكتو ويجيهو راجع يتبالى بي نصيبتو دي، ولكن هيهات فقد تخلص سيد المرفعين من ورطته وادخل فيها هذا الغشيم، فقد راحت رجاءات الغشيم أدراج الرياح ولم يستجب لتوسلاته (يازول ما تجي راجع لي مرفعينك دا)، ولكن جاءه الرد صادما (أكان بقى مرفعيني فكوا ساكت، و أنا تاني هدا طرفي منو، ماني جاييك راجع و إت أكل نارك معاهو)..والانقلابيون الان يمسكون بأذني المرفعين..فهل من مغيث..
الجريدة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..