مقالات وآراء

امامنا في السودان أحقر درجات العبودية

محمد حسن  شوربجي

‏في السودان تمايزت الصفوف كثيرا وانقسم الناس إلى فسطاطين..
فسطاط احرار   وفسطاط عبيد…
وهذا نتاج ثورة ديسمبر المجيدة التي هبت لتحرير العبيد من صلف الطغاة..
وان كان لابد هنا ان نوضح ماهية العبودية التي نقصد.
فانها والله العبودية العمياء  للطغاة  ونصرتهم والتصفيق لهم..
فلقد ثبت لنا حقا أن في بلادنا عبيد كثر يسيرون على اقدامهم  نحو خيانة اهلهم وذويهم ووطنهم يقدمون دمهم وسمعتهم  فدية للطاغوت المتسلي بهم..
وان كان  بمقدورهم الافلات من هذا الشيطان و هذه المهانة وذلك الاحتقار وتلك المهمات القذرة..
وكم سائني منظر اولئك المعلمون الذي اصطفوا و ظلوا يهتفون للفريق خلا حميدتي فقط لانه منحهم دراهم معدودة.
وامثال هؤلاء هم كثر في طرقاتنا..
وان دق لهم شباب السودان ابواب الحرية والكرامة..
فهم لا يعبئون و آفاق السماوات والأرض قد فتحت  خيرا على أهل السودان .
فلا يهمهم ابدا ان احرار الدنيا  قد وقفوا احتراما لهذه الثورة العظيمة وقد وصفوها بأنها من اروع ثورات التاريخ سلمية .
ولكنهم اي العبيد آثروا العيش خداما للبعض..
فهم لا يعلمون ان أخطر درجات العبودية هي عبادة الفرد..
اما الاحرار فقد رأيناهم وقد  قهروا اللحظة ومزقوا الغشاوات وكسروا القيود..
فارواحهم حرة وافكارهم  مبدعة واياديهم بيضاء تلوح للحرية تريد عناقها وحناجرهم  تصدح عشقا للوطن ..
فكل أمانيهم ان يكون السودان حرا طليقا..
وكل أمانيهم ان يزول الطاغوت الى الابد..
فأحرار بلادي اليوم أبطال ظلوا ثابتون في الميدان وصدورهم عارية..
‏فلقد وصلت بهم المواصيل  ان يكتب احدهم على صدره العاري (مرحبا بالطلقة) ونحن نرفض الارتهان لأننا نريد امتلاك قرار دولتنا التي تشبهنا في القيم والمُثل والسماحة والاختلاف النوعي من شيم فاضلة وعادات حميدة لا ينازعنا فيها غيرنا..
فاحرار بلادي اخوتي اليوم ثابتة ارجلهم  في كل الشوارع و الميادين..
ينوبون بارواحهم عن شعب السودان الحر كله.
بل وعن جميع امم الارض في واحدة من اكثر معارك الحرية إشراقا في العالم..
فالاحرار اليوم يدخلون مشهدا بليغا من مشاهد التاريخ..
انها اللحظات التي تولد فيها الافكار وتصنع فيها الاوطان وتكون فيها الخطوات القوية متلهفة نحو النهضة والاستقلال والرفاه..
فالاحرار اخوتي يدركون ان ثمن الحرية هو دمهم الغالي..
وقد شاهدناهم في كل الميادين يحملون اكفانهم..
فهم يدركون ان الحرية هي بوابة الصعود الي القمة،
وانها بوابة التنمية والتقدم للحياة الكريمة..
اما العبيد فأقصي أمانيهم فتات موائد الطغاة..
فالذل حقا نقيض العز  والذل صفة بشرية مذمومة..
فعلام أخضع في الدنيا لمن رفعت ** وما بأيديهم رزقي ولا أجلي
ما قدر الله لا أستطيع أدفعه ** وما لهم في سوى المقدور من عمل..
فذو النباهة لا يرضى بمنقصة ** لو لم يجد غير أطراف القنا عصما
وذو الدناءة لو مزقت جلدته ** بشفرة الضيم لم يحسس لها ألما..
وان كان الطاغوت  لايدخر جهدا ليسخر لهم كل ادوات واساليب معارك الخذلان
الا ان السنة  العبيد تلهج تمجيدا وتفخيما لذلك الطاغية..
فليس للعبيد الا الذل في الدنيا..
وليس لهم إلا الخذلان المبين في الآخرة..
وقد قال الله لهم في محكم تنزيله :
ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113)”
فالتحية كلها لاحرار بلادي في كل بقعة من وطني..
فاعلموا اخوتي ان العبودية نفَقٌ ضيِّقٌ مُظْلِم..
وان الحرية أفق واسع منير..
والفرق بين مدلولات الاثنين كما بين السماء والأرض!
وعلى مدى التاريخ فإن الناس ما زالوا يحاولون الفرار من العبودية إلى الحرية ما استطاعوا..
بل حتى من الحرية إلى مزيد منها..
لكن هل يمكن الفرار من العبودية بكل معانيها ..
نعم فقد يستطيع العبد الفرار من دنيا العبودية..
فتحرروا اخوتي من هذه العبودية المقيتة…
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تعِس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة، إنْ أُعطِي رضي، وإن لم يُعطَ لم يرضَ”.

[email protected]

تعليق واحد

  1. احسنت !!ولكن القروش بتحكم كل شئ ،كل الناس بتبحث ان القروش وهذا هدف الكل يصبو عليه ،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..