مقالات سياسية

في المزبلة متسع لجميع الساقطين

يوسف السندي

دماء شهداء مليونية ١٣ نوفمبر فوق رقاب المجلس العسكري وسدنته، وهي دماء لا فكاك منها لا دنيا ولا اخرة، سقط البرهان وحميدتي وبقية عساكر المجلس الانقلابي في نظر الشعب، ولم يعد لهم مجالا للذكر في كتب تاريخ الشعب السوداني المشرقة، بل سيذكرون في الكتب السوداء، كتب القتلة والخونة والسفاحين، وطال الزمان ام قصر، فان محاكمتهم بأمر الشعب ستتم وسيلاقون عقابهم الذي يستحقون.

الحركات المسلحة والتنظيمات السياسية التي شاركت في اعتصام القصر ومنحت الانقلاب الشجاعة لتنفيذ انقلابه، هم شركاء في الدم الذي روى التراب في المليونية، والتاريخ شاهد والشعب لا يرحم، ونقول لهم بالفم المليان: بصقتم على تاريخكم وحكمتم على نفسكم بالموت سياسيا، وكما سيطارد هذا الجيل (العكليت ) البرهان ويسقطه، سيطاردكم حركة حركة، وحزبا حزبا، وفردا فردا، وسيسقطكم جميعا في كل المنابر، ولن تجدوا لكم موطأ قدم في السودان المدني الديمقراطي، وستشيعون بالطرد والهتافات في كل مكان وكل محفل، وستضيق الأرض عليكم بما رحبت، وتتمنون لو انكم اتخذتم جانب الجماهير وليس جانب السفاح.

الحركات التي صرحت بأنها ضد الانقلاب ثم ظهرت في اول اجتماع رسمي للمجلس السيادي الانقلابي، ممارسة الانتهازية في أبهى صورها، سقطت في نظر الشارع، وغيرت تماما نظرة الجماهير للحركات المسلحة، وبدأ الشارع يجردها من مسمى ( قوى الكفاح المسلح ) ليساويها ببقية المليشيات المسلحة كمليشيا الجنجويد، مجرد مليشيا مسلحة تقاتل من أجل اهداف ذاتية أنانية في السلطة وليس من أجل اهداف وطنية ولا من أجل اهداف الشعب في الحرية والديمقراطية.

الاحزاب التي التزمت جانب الشعب، سيرد الشعب لها الجميل ويزيدهم كيل ثقة، وهؤلاء قد خطوا اسماءهم على كتب التاريخ السوداني بأحرف من نور، وحجزوا مبكرا وجودهم الدائم في قلوب الجماهير وسير البطولة والفخار، ومؤكد ان وجودهم في السودان الديمقراطي ستحميه الاجيال الجديدة وستحملهم على الاعناق إلى الأعلى.

الان عاد الوضع إلى ما كان عليه قبل ١١ أبريل ٢٠١٩، حيث الانقلابيين في السلطة، والقوى المدنية المعارضة في السجون، والشعب في الشارع، وهو وضع ليس غريب على الشعب السوداني مر به عبر السنوات وانتصر دوما في النهاية على الانقلابين، وسوف ينتصر مجددا على انقلاب البرهان، وسيعيد الدرس المتكرر لكل الأطياف السياسية بأن الوقوف مع الجماهير يجب أن يكون موقف السياسي، حتى لا يحكم على نفسه بالفناء ويسقط في مذبلة التاريخ.

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. سقط البرهان وحميدتي راعي الابل وزمرتهم امثال الكباشي والخائن الكوز جبريل والاجنبي التشادي مني اركو مناوي سقطوا جميعا وقريبا يسوقهم الزمن الي لاهاي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..