تميمة ثورة السودان (ركوب الرأس)

نعم هي طريقة ركوب الرأس..وهي جملة ظلت تعجبني كثيرا في وصف شبابنا الثائر الذي يجدد للثورة بريقها كل يوم..وحقا فهو شباب راكب رأس..فلم تثنيه ابدا كل هذه الجيوش والاسلحة والكجر والمجرمين والقتلة والدوشكات والبمبان لكي يطالب بحرية شعبه..
فركوب الرأس حقا دلالة قوية علي الاصرار والعزيمة التي نرآها اليوم في شبابنا وهو يواجه اعتي دكتاتوريات العصر والتي تواجههم باسلحة الدمار كما كان بالامس وفي مليونية 13 نوفمبر حيث كانت الدوشكات والرباعي والدبابات ومضادات الطائرات امام أعيننا في الساحات وفي مواجهة شباب غض عاري الصدر لا يملك الا الهتاف ويطالب فقط بالحرية والكرامة..
نعم هي عزيمة ركوب الرأس التي لم نشهد لها مثيلا في كل تاريخنا الثوري..
فقديما كنا نخرج في تظاهرات نحمل أغصان النيم ونهتف وتطاردنا الشرطة فنعود الي منازلنا خائفين..فحكمنا الدكتاتور عبود ردحا من الزمان بالحديد والنار …وخرجنا ضد الدكتاتور نميري فقمع تظاهراتنا فعدنا الي منازلنا مستسلمين ليحكمنا النميري عشرات السنين بالحديد والنار..
وخرجنا كذلك ضد الطاغية عمر البشير كثيرا فكانت بيوت الاشباح وكان القتل والقمع فعدنا خائفين مستسلمين لثلاثون عاما ظللنا فيها كالعبيد..فلم تروق هذه الطريقة القديمة والضعيفة لشبابنا الراكب راس..فابتكر طريقة جديدة ومبهرة نراها اليوم تهز عروش كل الطغاة وهي طريقة ركوب الرأس والتي حيرت حتي الرئيس اليمني المخلوع على عبد الله صالح الذي خاطب الشعب اليمني الثائر بلغة التهديد والوعيد قائلا : “عليكم أن تنصاعوا وتخضعوا وتأتوا هنا إلى القصر الرئاسي طائعين خانعين أما إن ركبتم رؤوسكم وواصلتم الفوضي ويقصد الثورة فلن تجدوا إلا سفك الدماء”؟!!
وهكذا كان يدعو البشير الثوار وهكذا القذافي وغيره من طغاة الشعوب الذين كانوا يظنون أنه يجب قمع كل من يركب رأسه بالمزيد من القمع لإنهاء كل أشكال المظاهرات والثورات الشعبية وقد دلت نهاياتهم عكس ما كانوا يظنون ..وحتي انهم لم يفكروا ولو للحظة ما كان يحدث لشبيهه الطاغية والذي كان يسقط امام الشباب الثائر والراكب راس ..
فكلهم قد استخدموا كل أدوات القمع والقتل للبقاء في سدة الحكم فهددا وتوعدوا الجماهير وقتلوا الشباب والكثير من قيادات الثورة قبل أن تنتصر الثورات وتقتلعهم وترمي بهم في مزابل التاريخ ، فما احلاه ركوب الرأس الذي كان يطيح بالطغاة..والدعوة للشباب الثائر للمزيد من ركوب الرأس أكثر وأكثر لنقتلع كل الفلول وكل وكل الخونة وكل العملاء.والي مليونية 17 نوفمبر والمزيد من ركوب الراس..واجعلوها تميمة ثورتنا المباركة والي الامام..
محمد حسن شوربجي
الدعوة للشباب لركوب الراس يجب ان تقابلها دعوة للكبار لدعم الشباب بأي وسيلة ممكنة حتى يكملوا بناء الحلم بسودان كبير .. وطن عاتي .. وطن حر ديمقراطي