
ما يحدث في السودان الآن يشبه إلي حد كبير حكم المماليك الذي انتشر في نهاية الدولة العباسية، فعندما أحس عمر البشير بضعف قوته، وتآمر عصابته عليه، عمد إلي جلب مرتزقة الجنجويد من دول الجوار لحمايته وقتال اعدائه بدل جيشه المتهالك.
وكما يحدث في مثل هذه الظروف، انهارت الدولة الضعيفة ووجد المرتزقة الجنجويد أنفسهم يتصدرون المشهد ويملكون ما لم يحلموا به من السلطة والثروة، يشاركهم فيها ضباط مستهترون من الجيش الضعيف.
وكما جرت العادة، ستستغل بعض دول الجوار هذا الوضع، وتعمل علي دعم الحكام المرتزقة، بسبب طمعها في ثروات هذه الدولة الهاملة، وأستخفافها بالشعب المغيب، ورغبتها في التمدد والتوسع والطغيان بدافع الغرور المريض.
وما لم تحدث معجزة، ويتحد الشعب تحت قيادة رشيدة، ستتفكك اوصال الدولة المنهارة حتما، حيث سيتصارع الجميع لنهب الغنائم ونزع السلطان لغياب القانون وتفشي الأحقاد والمرارات والرغبة في الإنتقام.
في مثل هذه الأوقات لا نملك أن نقول إلا ما قال الجبرتي قبلنا: يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف.