إلي متي تعاسة هذا الشعب؟

حزنت والله حين اطلعت على استطلاع رأي امريكي حول تصنيف أكثر الشعوب تعاسة في حياتها الدنيوية..فلقد كان السودان من بين تلك الدول التعيسة..بل و احتل مركزا “قبيحا” ضمن قائمة تلك الشعوب الشقية..وان كنت قد حزنت الا انني لم اتفاجأ بالامر ..فحقا كل المؤشرات التي امامنا تدل على هذه التعاسة التي تعيشها بلادنا .. ومكابر من يظن غير ذلك وان شعبنا سعيد كتلك الشعوب التي تنشيء لها وزارات للسعادة تسعد بها شعوبها وتخرجها من دوامات التعاسة الدنيوية..

وحقا فما ان تشرق شمس كل صباح الا ونسمع عن بلادنا و الاخبار التعيسة من قتل وسرقة وسوء إداراة وكذب وتضليل وخيانات وطنية ..فلا سعادة اطلاقا في الكثير من النفوس السودانية.. ولا ابتسامة ابدا في وجوه ألابناء والزوجات وكل الرعية.. وقد تجدنا نغضب ونتحامق وقد نتعصب ونتطرف في مواقفنا وآرائنا..وقد نتحاسد ويحقد بعضنا على بعض..
وقد نسيء إلى محسن..وقد نحطم طموح مجتهد..وقد نكافئ مسيء وفاشل وقد نظلم صاحب قضية..فشعبنا حقا تعيس لأنه لا ينعم بنسائم الحرية ..وهو تعيس لأنه لم يتذوّق طعم العدالة الاجتماعية..

– وشعبنا تعيس لأنه يدرك حجم موارد الوطن وهي تسرق وتنهب امام اعينه حتى من سلطاته الحكومية..

_ شعبنا تعيس لأنه يعاني من أزمة حكم ظلت تلازمه منذ الاستقلال ابطالها كوادر عسكرية و حزبية..

– شعبنا تعيس لأن الكثير من الساسة والمسؤولين أثبتوا فشلهم في تسيير شؤونه ومازال يتقاتلون لحكمه ويتهافتون على المناصب وكأن البلد إرث تركه لهم آباؤهم وسجلت لهم في الشؤون القانونية..

– شعبنا تعيس لأنه لا يتنفس الثقافة والفن الحقيقي ولا يمارس الرياضة الصحيحة ولا يستمتع بها في حياته اليومية..

– شعبنا تعيس لأنه لا يجد أين يقضي عطلته كباقي شعوب الارض فالسياحة في أركان بلادنا مهملة و المرافق منعدمة والخدمات سيئة بدرجة غير انسانية..

– شعبنا تعيس لأن حياته متخلفة رغم أنه يملك كل الكفاءات وكل الموارد الحياتية..

– شعبنا تعيس لأن المريض في أوساطه يموت مئات المرات بحثا عن العلاج في وجود مستشفيات تنقصها الكثير من الخدمات الصحية..

_ شعبنا تعيس لان فقيره لا تتحسن أحواله وغنيه يزداد غنى بدرجة اللصوصية..

– شعبنا تعيس لأن علمائه ومبدعييه وفنانيه مهمشون وممنوعون من ممارسة ابداعاتهم الضرورية..

– شعبنا تعيس لأنه سئم الوعود الكاذبة وانتظار الإصلاحات التي يتحدث عنها يوميا كل رئيس وكل وزير وكل مدير دون جدوى ودون فعالية..

وحقا فتعاسته لا تشبه تعاسة كل الشعوب فكيف المخرج أيها الانسان السوداني وقد خرجت شعوب وحلقت في الأعالي ونحن مازلنا تحت احكامنا العسكرية..حقا والله نريد الخلاص يا من تعذبون شعب السودان ويا من تعطلون المسيرة وقد فاض بنا الكيل والشعب اقوي اقوي والردة مستحيلة..

محمد حسن شوربجي

—