كابلي والتنبؤ بالدور الرائد للمرأة في ثورة الشباب
د. الفاتح إبراهيم
واشنطن
لو لم يكتب عبد الكريم الكابلي ويؤدي إلا قصيدة ”فتاة اليوم والغد“ لكفاه مجدا وخلودا .. هذه القصيدة لا شبيه لها في مسار فننا الحديث وربما كل المنطقة حولنا .. هي لوحة فنية غير عادية كتبها فنان غير عادي .. يمتلك كل الأدوات الفنية التي تمكنه من انتاج مثل هذا العمل الذي سيظل عملا فريدا بين التراث الفني السوداني .. اختار الكابلي قالبا فنيا يعكس مقدراته اللغوية إلى جانب قدرة التلحين والمسرح والدراما بما ضمن القصيدرة شيئا من لغة الحوار وتبادل الافكار بين شباب الجنسين ..
فقد بدأت القصيدة بزيارة من صوت عجيب داعب خيال الفنان كابلي فيما يشبه الاحلام .. وقد تساءل مندهشا عن حقيقة هذا الصوت النقي الطاهر الذي ينشد الجمال والكمال ويشيع النور في عتمة الظلام .. وسرعان ما جاءت الاجابة: إن الصوت الفريد ما هو إلا صوت فتاة اليوم والغد ابنة النور التي توشحت بنور العلم فزادها بريقا وسنا ..
ربما لا يعرف الكثيرون أن كابلي بذلك وبما لديه من الخيال والرؤى الفنية وبما تضمنته القصيدة من اشارات قد تنبأ تماما بدور المرأة ولفت النظر إلى مقدراتها في ريادة التغيير .. وقد أثبتت الايام صدق نظرته فكانت المراة زغرودة الثورة الشبابية وأيقونتها مما أعاد الى أذهان العالم ودولة فرنسا بالذات امجاد الثورة الفرنسية والنقلة التي احدثتها في تاريخ الامم .. لذلك احتفت الامة الفرنسية ورئيسها ماكرون بالثورة السودانية ممثلة في أيقونتها آلاء صلاح وصائدة البمبان رفقة عبد الرحمن التي اصبحت شجاعتها وجرأتها مصدر إلهام لوزير خارجية بريطانيا دومينيك راب …
تغنى كابلي بذلك في منتصف القرن الماضي في منظور مستقبلي لدور المرأة وإلا ما معنى ودلالات أنشودة – فتاة اليوم والغد – وما مغزى ذلك الحوار الذكي بين فتاة ”النصف الذي حوى كل المعاني“ وشباب الغد الذي طلبت منه جوابا على سؤال:
يا شبـاب الغـد اسمعنـي جوابـا
يقتنيه الجيـل فـي الدنيـا كتابـا
وكان الجواب من الشباب :
إن عـزمـي مـــن فـتـاتـي
مسـتـمـد فـهــي ذاتـــي
ومرآة لصفاتـي كل خير في حياتي
لك آت لك آتي
فاطمئنـي يافتاتـي
وتنتهي القصيدة الملحمة الملهمة باستشراف المستقبل لتتحد اصوات الشباب من الجنسين في أقانيم علوية:
كل ما فات يُرتجى قد سلمنا من الزلل
فلنعد ولتعد بنا سنة الله فـي الأزل
فلنعد ولتعد لنا فرحة العيد والأمل
سوف نرقـي سلـم المجـد رقيـا
ونفيـض العلـم ينبوعـا رويــا
وننادي لتلاقينا سـويــا
ونشيـد العلم صـرحـا أبـديـا
نـحـو ســـودان جـديــد
هذه القصيدة بما حوت من طموح ونبل ظلت حافزا ومازالت تلهم وتحفز الجيل الجديد بما تحويه من عناصر الطموح والامل في مستقبل مزدهر .. والآن والبلاد في مفترق من الطرق تقوم فتاة اليوم والغد مرة اخرى بالدور الذي هيأته لها الاقدار لاستمرار الثورة وهزيمة الاصوات الخائرة التي تجلس في مقاعد المتفرجين .. فما أحوجنا في هذا الظرف العصيب أن نتشبع بالقيم النبيلة التي حواها هذا العمل الفني البديع ..
وهكذا قام كابلي وحده نيابة عنا جميعا بتوقير وتمجيد هذا الانسان الذي اودع فيه الخالق العظيم مسؤولية بث أكثر من سبعة بليون نفس الى حياة هذا الكوكب منهن الام والاخت والزوجة .. غير أن حواء السودان وقفت ومازالت تقف مثالا فريدا يحق لكل نساء الدنيا الافتخار به والانتماء اليه فاستحقت هذا التكريم والتخليد بعبقرية فنان كبير مثل الكابلي متعه الله تعالى بدوام الصحة والعافية ..
ومازال الشباب الذي تنبأ به الكابلي داوي الصوت معلنا: نبني مجدك يا وطن والردة مستحيلة“ ولسان حاله كما المتنبي:
لتعلم مصر ومن بالعراق ومن بالعواصم أني الفتى
وأني أبيتُ وأني وفيتُ وأني عتوتُ على من عتا
وما كل من قال قولا وفى ولا كل من سيم خسفا أبى
ومن يك قلب كقلبي له يشق إلى العز قلب التوى
بس اليومين دول يذاع له تسجيل صوتي يقول في آخره أما قيدي الجسم الفان فيعود زهورا وورودا في تربك مقسمك أو مرسمك (لا ادري)…. الألوان!!؟
ومهما تمعنت لم أفهم تركيبة جملته هذه، فهل الكلمة المدغمسة المشار إليها هي صفة للزهور والورود أم تعني مرسمك وهي مرسم مضاف لكاف المخاطب وحينئذ تصبح كلمة الألوان معلقة لا محل لها من الإعراب! فهل لك معرفة بهذا الأمر يا دكتور الفاتح فتخبرنا؟!؟!
أم صفة لتربك مثل تربك مختلف الألوان وهنا تربك متسق الألوان أو محتشد الألوان الخ؟!؟!
شكرا على الاهتمام .. لم استمع ولم اسمع عن التسجيل الذي أشرت له غير أنك لو تفضلت بارساله لي سوف استمع له واخبرك بما فهمته منه ولك التحية والسلام ..
يمكنك البحث في اليوتيوب بكتابة: عبد الكريم الكابلي قصيدة في الذات الإلهية
لقد رجعت الى التسجيل في اليوتيوب حسب ما نصحت واستمعت الى كل القصيدة وما اشرت اليه صحيح ذلك ان بعض الكلمات صاحبها بعض الغموض .. غير اني ولمعرفتي بالرجل واسرته كونت فكرة عما يرمي اليه .. وتشعب الامر الى مواضيع اخرى مما يستوجب كتابة مقال آخر وربما احصل على النص المكتوب الذي سيوضح ما لم يتضح من المادة المسجلة .. ولك شكري وتقديري