مقالات متنوعة

كلهم يمثلوننا..فلا داعي للقلق

بيانان ، تمنيت ألا يصدرا. الأول بيان التجمع المهني الذي ظهر به إلى العلن ، ثم أسس عليه تلاوة ميثاق قوى التغيير الذي وقعت عليه قوى الاجماع ونداء السودان والتيار الاتحادي المعارض.وايدته بالطبع قوى نداء السودان.فبالرغم من الوجه الشاب الذي تلا البيان ،ومحاولته النأي بنفسه عن الأحزاب، إلا ان وجود فكرة التجمعات النقابية لدى قوى الإجماع منذ فترة.يجعل التفكير ينصرف على تقارب الفكرة على الأقل.ولا أرى غضاضة في ذلك.فهي في النهاية ، استلهام لتجربة النقابات التي كان لها الدور الفاعل في التغيير في اكتوبر وأبريل .وحاول النظام منذ البداية تحطيمها تحسباً لذلك.
أما البيان الثاني فكان بيان تنسيقيات الثورة الذي مهر بتوقيع جميع القروبات الشبابية المعارضة..ورغم ما سبق من تمن بعدم صدور البيانين ، إلا أنهما صدرا وأصبح من الضروري التعامل معها ومع تداعياتهما.ما جعلني متحفظا على صدورهما..انهما جعلا قوى الثورة في منطقة رد الفعل للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة.فبيان التجمع ، كان رد فعل لبيان الاحزاب المنسلخة من النظام، والتي حاولت بانتهازيتها الطلوع على ظهر انجاز جميع الثوريين . وأرى أن التعجل في الرد لم يكن له أي داع . فالمنسلخون معروفون بمواقفهم المخزية لدى الشعب السوداني. وكان سيلفظهم لا محالة.أما بيان المجموعات الشبابية ، فكان رد فعل للبيانين.فتوقيع الأحزاب على بيان تجمع المهنيين…جعل المجموعات الشبابية تتوجس ، وأصدرت بيانها الذي خلق بعض البلبلة لدى الشباب من قوى الثورة.
ما عمله البيانان ، أنهما طرحا لعبة الأوزان قبل موعدها.فموعدها المناسب كان بعد انجاز الثورة. وصراع الرؤى والأوزان ، حتمي في العمل السياسي. وما دام الناس سيذهبون عاجلاً أم آجلا الى استحقاق انتخابي، فهو صراع سلمي قادم لا محالة.لكن ادواته ديمقراطية في النهاية.
لكن ما يبعث على الاطمئنان. هو وحدة الهدف. وهو ما يميز الثورة السودانية هذه المرة. وكل يستفيد من تحرك الآخر بدرجة أو أخرى. فالتجمع المهني ، كان قد أعلن بتدشين نشاطه بتقديم مذكرة بشأن الأجور للبرلمان. وهو فعل سياسي معارض أقل سقفاً. لكن خروج المدن بكافة قواها الثورية ، وغلبة عنصر الشباب. جعل التجمع يغير فحوى ووجهة المذكرة إلى القصر والمطالبة بتنحي الرئيس .فوجد ذلك تاييدا من الجميع ومشاركة واسعة. وأردف ذلك بمسيرة أخرى وجدت مشاركة أكبر. عليه ، فالمطلوب الوعي الكامل بأن لعبة الأوزان طبيعية . والالتفات إلى الهدف المشترك في الوقت الراهن . ويحمد للبيانين أنهما تركا أمر المشاركة في جميع الفعاليات اختيارا حرا . لذلك ، ِلا داعي للقلق . وفرز الكيمان.فالكل يمثلوننا.

معمر حسن محمد نور <[email protected]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..