مقالات وآراء

يوميات الإحتلال(1) صبيحة يوم ثان من مواجهة 17 نوفمبر الباسلة

جبير بولاد

( تبت يدا برهان و تب
ما أغني عنه قواته و ما كسب
سيصلون نار ذات لهب )
إقتباس

.. صبيحة حزائنية تخضبت فيها الارض بدماء ملائكية  .. نعم ذبحت الملائكة قبل أن يصعد نورها في شلال بلوري اضاء عتمة الانقطاعات الثلاثة ( الكهرباء و النت و مؤازرة العالم )، اننا نحزن و لكننا لا يموت فينا الصوت و الروح و الكبرياء، لأننا ببساطة نتاج تاريخ و حضارة و جغرافية مميزات  .
.. أصبح الصباح بلا نوم البتة، لم  ينوم حتي الدجاج!
.. كانت الافلاك و النجوم البعيدة و بعض الاحرار في هذا العالم يراقبوننا، ماذا نحن فاعلون أمام جبابرة الإستعمار الجديد بأدوات محلية رخيصة، وضيعة، سافلة، تساندها ضمائر ميتة اختارت ان تعيش حياة الكائنات اللافقارية تحت مياه آسنة، اكتنفها كهف منسي في قبور التاريخ  .
.. صعدت ارواح كنداكات و ثوار البارحة في كرنفال فتح ابواب السموات السبع و رفع صوت سبحاته السرية  .
.. متنا، عفوا لم نمت، فالموت هو ميلاد في عالم آخر فشتان ما بين موت و ميلاد في حيز آخر و بين موت في كل العوالم لأصحاب الضمائر الميتة  .
.. ضمد جراحك يا ثائر و ضمدي جراحك يا كنداكة و لملموا بقية حزن و اشرأبوا ليوم آخر فالمعركة لم تحسم بعد ؛ قدرك عالي قدرك  .. قدرك ان تعلم البشرية منذ أن خط جدك حروف الابجدية في رسالة عشق لجدتك الكنداكة و سارا معا في موكب جليل و رهيب ليهديا النيل اعظم و اولي حضارات العالم  .
ارفع صوتك هيبة و جبرة.. خلي نشيدك عالي النبرة  . انتم سليلي الجد و الجدة تكتبون التاريخ في دورته الجديدة و تهدون العالم مشاعل مضيئة بعد أن اكتنفها ظلام حلوك  .
.. اقول بصدق لكل سودانية و سوداني، لا تستهينوا بمعركتكم الفتية أبدا، فانتم تنوبون عن العالم و المنطقة في معركة تحرر مفتوحة سوف تعطي الدلالات و الخطي لدورة في التاريخ جديدة لم يتوقعها الغزاة  .
.. لماذا أنتم بالتحديد؟
لأنكم حملة هذه المهمة التي أبينا ان يحمله غيركم  .
.. ثورتنا لم و لن تكون منقوصة و من تعب و اشتد به الوهن فليرقد ليموت بين الشقوق و لكن رجاءا لا تخذلنا و انت تكتب او تصيح عبر المنابر التي توفر ارض للمنهزمين  .
.. نحن هنا و سنكون للأبد ، حتي أطفالنا باتوا جزء من المعركة، بل هم قلب المعركة لانهم، ذنبهم ، انهم حملوا تلك الجينات العصية علي الركوع  .
خاتمة
لا دين و لا عرق و لون و  لا قبيلة و لا  منطقة و لا حزب و لا تجمع و لا أي  تكوينات تفرقنا في تلك اللحظة المفصلية من تاريخنا و كلها دون قيمة و القيمة الوحيدة و الاصيلة الآن أننا كلنا سودانيون نواجه بقاءنا او فناءنا، أنه أم معاركنا و قدرنا أن نخوطها وحدنا كما كان الحال في كل مراحل تاريخنا  .
شكرا لمن يقف معنا
و لا ننسي من تآمر او ساند من يقتلنا و كل مقتنا للمحايدين  .
احبكم في حياتكم و موتكم و صلاتكم و نسككم  .

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..