مقالات وآراء

مجزرة 17 نوفمبر ….عار في جبينهم الى يوم يبعثون

مبارك همت

بالامس خرجت جموع الثوار الاحرار الشجعان والكعادة لا يحملون معهم اسلحة خفيفة او ثقيلة ولا يحملون معهم اسلحة بيضاء ولا عصي، خرجوا وهم يحملون اوطانهم في حدقات عيونهم يحملون عشقهم لتراب الوطن، يحملون قلوب كالصخور لا تنكسر لا تعرف الخوف والمهابة ولا قهر الرجال ..رجال ونساء اسود بالمعني والفعل والقول، خرجوا يحملون  وعودهم لشهادائهم واحلام لبلادهم ولانفسهم بأن ينعم السودان بالحرية والسلام والعدالة ، وان يصبح الحكم بالبلاد مدنياً وان يتفرق العسكر لدورهم من حماية البلاد وتحرير ما دنس منها من احتلال بغيض . هولاء الثوار يعلمون جيداَ أنهم خرجوا وهم يحملون أرواحهم في ايديهم فداءً للوطن  لايهابون الموت ولا يهابون و الرصاص يستنشقون الغازات المسيلة للدموع فتدخل في رئتهم وتجري في اوردتهم مجرى الدم فتزيدهم اصراراً وقوة وتمسكاً، تخترق  صدوربعضهم الرصاص فيهرولن اليهم مسرعين لنجدتهم وتدمع قلوبهم حزناً واسى ولكن لا تدمع عيونهم التي لا تعرف البكاء فهولاء الثوار  يتمتعون بجلد وقوة  ترهب اعدائهم ,فكلما سقط شهيد قهر الظلم ومات تنبت الشوارع شهيد لم يزل يبذر في الأرض بذور  التضحيات ،فأبدا ما هنت يا سوداننا يوما عليهم  بالذي اصبح دينا عليهم وهتافاً داوياً  تعدو به الريح  في شوارع بلادي التي لا تخون .فلتعلموا جيداً لن تصير دماء الشهداء يوماً ما ماءاُ ..واحلامهم لن تؤد  فهم صادقون وقادمون بقوة السلمية والاصرار والشجاعة . خرجوا  يرددون الهتافات التي  ترعب كل افاك اثيم ،هتافات ترعبهم وترجف قلوبهم ،فيبادلوها  بالرصاص ويقابلوها بالقتل والضرب وانتهاك الحرمات . بالامس القريب كانت المجزرة وكان يوم حزن كبيرلشعبنا العظيم  في كل ربوع بلادي تحسرنا وتالمنا  فيه كثيراً  ومازالت القلوب تنزف دماَ على فقداننا خمسة عشر ثائر نحسبهم من الشهداء ان شاء الله ، ونسأل الله ان  يصبر أهلهم وذويهم ، ولا نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل ،وقد يزداد العدد  فالجرى كثر،فيوم امس هو يوماً اسود يضاف لتاريخ بلادي ،وحقيقة  تحسرنا في هذا اليوم  أكثر على من فعلوا بالشباب العزل ما فعلوا ، كيف لسودانيأ ان يقتل سودانيأ بدم بارد ،وكيف تجرأة  نفسك على ان تضغط على زناد فتقتل ؟؟؟؟؟ ومن أجل من تقتل ؟ وبأي دافع تقتل ،وهل نفوسك ضعيفة  الى هذا الحد .. حقيقة انتم يعجز اللسان عن وصفكم …. نسال فهل من مجيب…. لما قتلوا ؟ لمن سعوا لتفريقهم ؟ لما يخشون تجمعهم ؟  وما هو جرمهم الذي اقترفوه ، ولكن الغدر شيمة الضعفاء فالقوي لا يغدر فحتى الأسود عندما تأتي للشرب تفسح لها الغزلان الطريق لكنها لا تفر إذ إنّ للإفتراس وقتنا ونذراً وللحياة العادية وقت ونذر ويبدو أنّ الغدر شيمة محضة لبعض قادة بلادي ،وستظل قصص الغدر  محفورة في زاكرة الوطن وتاريخاً يقرأه الاطفال حينما يكبرون ليعرفوا كيف كان انتصرت محبة البلاد على الغادرين الخائنيين للعهود …وسيقرأون  كيف انتصرت ارداة الشعب والثوار بالوفاء لدماء الشهداء  ومحبة الاوطان .
من قتل بالامس هو من قتل من قبل  لم نستطع  التعرف عليه و لم نتمكن من معرفة اوصافه مجهول الهوية اشخاص  نزلوا  من السماء قتلوا وضربوا  ثم عرجوا الى السماء  فلا عين رأت  ولا كمرات التقطت ؟؟؟؟؟ ولكن الله يعلمهم ، والثوار يعرفونهم … ولكن علينا أن نعلم ان  من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لزوالُ الدنيا أهونُ على الله من قتْل مؤمنٍ بغير حق، وإنّ قتل النّفس بغير حقّ كبيرة من كبائر الذنوب، فليعلم القاتل انه لا مبرر لقتله وان هنالك امهات تفطرت قلوبهم على فلذات اكبادهم ، فهل تعلم كيف يكون احساس ام فقدت أبنها غدراَ وخيانة وخلسة، وهل تعلم ان دعوة المظلوم ليست بينها وبين الله حجاباً زان كان كافراً، الظلم ظلمات يوم القيامة وأعظم ما يقع فيه العبد من ذنب ان يظلم أحد ،ولعنة دعوات الامهات لرب عادل ستطالكم فمحكمة السماء مفتوحة دون نائب عام ودون رئيسة قضاء ، فاتقوا الظلم ، وأعلمواً ان الشعب اصبح اكثر ادراكاً للحقائق ، واعلموا ان الشعب اصبح اكثر وعياً بمطالبه ، واعلموا ان الشعب لن يخنع ولن يستكين وان الثورة لم ولن  تخمد في قلوب الثائرين، فعلى  السادة الذين تولوا امر البلاد ان يغلبوا مصلحة البلاد ،فالحوار والتنازل ،ويجب ان  يتم تصيح ما اسموه تصحيحاَ ، فالبلاد في مفترق الطرق ،والشعب مغلوب على امره ، والدماء تسيل فتروا ارض بلادي فتزداد حزناً ،ويزداد الامر اكثر تعقيداً ، فاحقنوا الدماء … وكنوا قادة حقيقين …………………. والثورة مستمرة  حتى الوصول إلى حرية الشعب والسلام والعدالة
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..