سقوط الحركات المسلحة

يوسف السندي
في تسجيل للانقلابي جبريل ابراهيم استنكر الرجل انقطاع الدعم الدولي الاقتصادي بعد الانقلاب، وحاول الرجل ان يبرر بأن الواقع لم يختلف وأن الدعم الدولي يجب أن يستمر، وأطلق مناحات متعددة و (سكلب) طلبا للدعم بطريقة استجدائية مضحكة، ولكن الإجابات ظلت أمامه واحدة وواضحة بالرفض المطلق ما لم تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل ٢٥ اكتوبر.
واضح ان هذا المسكين الذي جاءت به تضحيات الشباب السوداني لمنصب وزير المالية ولم ياتي به سلاحه، ظن انه وزير خارق وانه قادر على اقناع المجتمع الدولي باستمرار الدعم الذي جاءت به الحكومة المدنية، وربما أكد هذا الانقلابي لرفقاءه الانقلابيين من العسكر بأنه قادر على اقناع العالم بمواصلة الدعم وعدم قطعه، وطالبهم بالقيام بالانقلاب مطمنين، والان حين جاءه الرد المفحم بالرفض ظهرت حقيقة الرجل وانكشف حاله فطفق يولول في الفضائيات.
كنا مخدوعين في من يطلقون على أنفسهم حركات الكفاح المسلح، كنا نظنهم ابطالا وطنيين يقاتلون من أجل حرية الشعب السوداني ومن أجل دولة الحق والقانون، ولكنهم أثبتوا لنا بالدليل القاطع انهم مجرد تجار حروب، لا علاقة لهم بالوطن ولا المواطن ولا يحملون السلاح من أجل تحرير الشعب كما يسمون حركاتهم ولا يحاربون من أجل العدل ولا المساواة كما يسمي جبريل حركته، وانما يقاتلون من أجل مكاسبهم الذاتية، ولا يهمهم ضحايا دارفور ولا ضحايا النيل الأزرق ولا جنوب كردفان.
سقطت جميع الحركات المسلحة في امتحان الأخلاق والضمير والوطنية، سقطت بعد انحيازها لصف القتلة ضد صف الشعب، فعلم الشعب السوداني انها ليست حركات تحرر ولا يحزنون وإنما هي مجرد مليشيات متمردة، لذلك لن يرحمهم الشعب مرة اخرى، سوف يسقطهم هم ومن يواليهم من مليشيات انقلابية ومن عساكر اللجنة الامنية، وسيحاسبهم جميعا على تقويض النظام الدستوري والقتل المجاني للمواطنين العزل، وسيوقع الشعب السلام مع المناضلين الحقيقيين الموجودين في معسكرات اللجوء وفي المنافي والشتات.
لم يعد لجبريل ومناوي وعقار والطاهر حجر والهادي إدريس وجميع كوادر الحركات البائسة التي تبرر بلا حرج للانقلاب في الميديا والفضائيات، لم يعد لهم قبول عند الشعب السوداني، سقطوا من الذاكرة ومن الشرف ومن الضمير، سقطوا مع القتلة برهان وحميدتي وبقية عساكر اللجنة الأمنية، سقطوا إلى الابد ولن يعودوا مرة اخرى، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
ما فائدة البكاء علي الاطلال… ارجع الي التعليقات علي مقالاتكم السابقه وستجد كلما ذكرته الان قد تم تنبيهكم له ولكنكم كنتم في حالة فقد للوعي مع نشوة الانتصار علي الكيزان وكان كل من يقول كلام لا يعجبكم يوضع في زمرة الكيزان والان تحصدون مازوعتم.
سيتضح للانقلابيين فى كل يوم يمر أن حساباتهم كانت خاطئة, الحركات المسلحة المتحالفة معهم ستجد نفسها معزولة حتى من الذين تتدعى أنها تمثلهم, كان عليك استثناء عبد الواحد نور لموقفه المشرف, الانقلابيين و الجنجويد سيضعوا السودان فى عزلة دولية قد تكون أسوأ من
عزلة نظام البشير.
ليس هذا فحسب بل كان قادة الحركات وكادرهم بالخارج دأئما يهددونا بقولهم لنا أنه لابد من نقل الحرب للشمال ليتذوقوا ويلاتها مثلما حدث لشعب دارفور!
هذه هو فهمهم وهذا ما يعملون على تحقيقه الان
أراد الله بالسودان خيرا كثيرا بكشفه لهؤلاء المرتزقة الرخيصين بائعي المواقف في سوق النخاسة السياسي
فليعتبروا وينظروا أين التجاني سيسي وأين أبو قردة وأين بقية من باعوا نفسهم للبشير
لقد سقطتم من قطار الثورة والوطنية وتخطاكم الشعب السوداني ولا مكان لكم في مستقبله وإن عدتم للتمرد
من اليوم عدتم حركات تمرد مسلحة ومرتزقة لمن يدفع فقط، ولا نريد أن نسمع نضال أو كفاح مسلح
إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
انها العنصرية فهي مرض لا يمكن شفاؤه…..
نفسوهم يملكها الحقد والكراهية لحد لا يوصف…..
شتان ما بين عبدالواحد وبين هؤلاء القتلة عديمي الضمير…