مقالات متنوعة

التهكم والسخرية سلاحا فعالا في مواجهة الفساد والاستبداد والكذب باسم الدين!

أحمد ضحية
إن رصد المسامرات الشللية. النكات. العبارات الساخرة. الكاريكاتيرات. برامج الشو الشبابية. الخطابات السياسية وأركان النقاش. المقالات. الفيديوهات. الأغاني والأشعار التي عرت بتهكم وسخرية. أقوال مسؤولي هذا النظام وأفعالهم.. بدء (بالترابي) منذ 1989 وانتهاء بالشافع ضعيف القدرات والعاطل عن الموهبة (معتز موسى)  مؤخرا وتحليلها. أمر صعب جدا. و بحاجة لمجهود جبار. يتتبع مسيرة السلوك السياسي الشائه للحركة الإسلاموية ونظامها خلال الثلاثين عاما الأخيرة.
من منا منذ اعتلى هذا النظام الفاشي دست الحكم. لم تصل إلى مسامعه نكتة سياسية. تجعل من سياسات و تصريحات (كارثية). لمسؤولين كعبد الرحيم حمدي مدمر الاقتصاد السوداني و صاحب (المثلث العنصري الشهير والحزام الاسود) والطفل المعجزة مصطفى عثمان (شحادين) أضحوكة.. بعد أن وصف شعب السودان بالشحادين. من موقعه كوزير خارجية
ومن منا منذ تفجرت هبات السودان في السنوات الأخيرة. وهذه الانتفاضة المجيدة. لم تمر عليه لحظة. دون أن يسخر ويتهكم على تصريحات رؤوس النظام وحزبهم؟
(الشهداء) المزعومين و(المشروع الحضاري)  والزواج من (الحور العين) و (الغلمان) والزواج الجماعي و (القرود) التي تنزع الألغام عن طريق (المجاهدين)  ورائحة البصل والتوم التي تتحول الى (رائحة مسك) عند (أخوات نسيبة) كل ذلك مثل مادة دسمة للتندر والفكاهة. وموضوعا للنكات اللاذعة. التي جردت كل (المزاعم الدينية) للنظام من (قدسيتها) الزائفة وكشفت عن متاجرته بالدين..
بل ومضت السخرية لتطال حتى (الأزمة الجنسية النفسية) الطاحنة التي يعيشها بعض رموز النظام وشواذه!!.. و فضائح أبناء وبنات المسؤولين!
وهو حقا أمر غريب أن يكون الساقطين في الدولة (الرسالية) المزعومة. و الذي يتدثرون برداء الدين. هم أنفسهم الذين يمارسون عبر الدين  (القمع الأخلاقي) للمجتمع خلال مؤسسات وأجهزة بكاملها ك(مجمع الفقه) و (علماء السودان) و (النظام العام) و (النهي عن المنكر), الخ..
طالت السخرية تصريحات مسؤولين كثر على سبيل المثال ربيع عبد العاطي (الخبير الوطني المزعوم) أصبح  اسمه الشائع (الخابور الوطني). وتم دحض مزاعمه حول متوسط دخل الفرد السوداني. بصورة جعلت منه أرجوزا جاهلا بالاقتصاد كعلم.  وذلك المسؤول الدعي نائب الرئيس (الحاج آدم) الذي كبقية زملائه الإسلامويين عاطل عن كل موهبة. أصبح اسمه (الحاج ساطور)..  كما صار لقب شيخ الزين أحمد هو (إمام الشيطان) وأحزاب (التوالي) صك لها الشعب اسما صار شائعا فاشتهرت به (أحزاب الفكة
وقد تحول (الهوت دوج والبرجر) الذي عرف  رأس النظام الشعب به. إلى بطل أساسي في السخرية من تصريحاته تماما ك (وزير الدفاع بالنظر) عبدالرحيم محمد حسين. هذا الرجل الذي يبدو أنه يعاني من إعاقة عقلية ما.. إذ يبدو دائما كعبيطاالقرية
لقد فجرت روح المقاومة والثورة في السودانيين. كوامن الإبداع الساخر. فأصبحت السخرية أحد الأدوات المهمة في الصراع (ضد النظام وحزبه) الإسلاموي. وقد أثبتت هذه السخرية فعاليتها. كسلاح لكشف ضعف قادة الدولة وخطلهم وفسادهم واستبدادهم. وجرائمهم التي يندى لها الجبين. بل ان النكت والفيديوهات  اللاذعة. التي تسخر من تصريحات النظام. ظلت على الدوام تكتسب حضورا اعلا من غيرها من فيديوهات ومقالات رصينة. بل وأكثر تاثيرا في رفع الوعي حول الفساد والكذب والنفاق باسم الدين والمحسوبية وعمالة إعلاميين كثر و وسائل إعلام للنظام. وأكثر قدرة على النفاذ الى وعي البسطاء
وأسهمت السخرية والتهكم في عهد انقلاب الكيزان الاسلاموي البائس. في فضح حتى الشركات والمؤسسات الاجتماعية والدينية. بل وخلخلت الأبنية الأسرية العشائرية و الطائفية  للنظام. و هزت أركانه المشيدة على أفكار الاستبداد والعنصرية النازية
وهكذا أصبحت سخرية الثوار أكبر عدو للنظام. وأكثر الأدوات نعومة لتجريده من هيبته وسطوته و تقويضه. بما تمتعت به هذه السخرية من مصداقية كبيرة في نقد سلوك وتصريحات. ليست خافية على جماهير الشعب
لقد وظف السودانيون التهكم والسخرية حتى في الشعر والأغنيات الحديثة ك(الراب) الشبابي. ولم يتركو حقلا من حقول الابداع الانساني لم يوظفوه لخدمة تعرية هذا النظام الفاشي االمقيت
ومثل كل ذلك سلاحا معنويا جبارا قوض الأسس المعنوية. التي شيدت أبنية النظام وعرته. فلم يعد يملك سلاحا سوى القوة المادية الغاشمة. بعد أن تم تجريده من الأسلحة المعنوية والأخلاقية. التي تنهض في الدين.
السخرية والتهكم لا يتعارضان مع حرية التعبير في جعل رموز النظام. وسياسيين بعض الأحزاب يبدون تافهين وسخفاء تمامًا. نموذجا لذلك تصعيد مقولة (البوخه ودخان المرقة) التي أطلقها الصادق المهدي مؤخرا. وجوبهت بما جوبهت به من سخرية لاذعة حتى أصبحت مادة كاريكاتيرات وصور كولاج.
وربما كلنا لا زلنا نذكر السخرية من (حجوة ام ضبيبينة) التي لازمت رأس النظام في 2014 أعني (قضية خطاب البشير) الغامض وغير الموفق والذي في البدء زعموا لتبريره ان هناك خطاب ثان (لتفسيره وشرحه). ثم جاءوا مرة أخرى وقالوا إن الخطاب الأول أساسا موجه للمؤتمر الوطني وليس لجماهير الشعب. وعندما اسقط في يدهم ازاء السخريه اللاذعه للشعب.  تراجع إبراهيم غندور مُساعِد رأس النظام عن ما أعلنه  للصحفيين عن وجود خطاب ثان للبشير سيقدمه عقب عودته من أديس أبابا يشرح فيه خطابه الأول؟!..
وعن نكات سقوط الطائرات. والتماس الكهربائي المكررتين حدث ولا حرج. فنظريه التماس والطائرة تم ادمان استخدامهما من قبل النظام لدرجة أذهلت (القضاء والقدر) ذات نفسه! وأصبحت مادة دسمة للتندر والسخرية المرة من النظام. و للمفارقة يرتبط سقوط الطائرات بمقتل أزواج لزوجات جميلات!
وفي الحقيقة لم يتعرض نظام من النظم التي تعاقبت على حكم السودان منذ 1956 للتهكم والسخرية ضد مسؤوليه مثل هذا النظام. الذي دأب قادته على التورط في أفعال وتصريحات. لا يمكن أن تصدر عن شخص عاقل او واعي أو سوي.
كان رد فعل المواطنين عليها دائما التندر والسخرية والسخط. فهم يستحقون مسؤولين أفضل حالا من هؤلاء العطالى الذين يثيرون الشفقة والرثاء!..
وعلى سبيل النماذج لا الحصر ربما لا زلنا جميعا نذكر حديث والي (ج) دارفور (آدم محمود جار النبي) عندما منع استخدام المواتر التي يستخدمها المواطنين كوسيلة مواصلات. فالرجل دون حياء اسهب في تبريره لحظرها بأنها (مخطط غربي صهيوني).. وبطبيعة الحال قوبل حديثه بالاستنكار الساخر. ما أغضب الرجل فمضى يصف سكان الإقليم بأنهم (صهاينة وعملاء لاسرائيل).. ناسيا (أنهم أهل نار القرآن) و ان جواز السفر السوداني ختم عليه نظامه بختم (كل الأقطار عدا اسرائيل)!..
كما أن الحديث المكرر والزائف. عن أصابع الموساد والصهاينة وإسرائيل بحد ذاته. أصبح  يثير السخط و الرثاء والشفقة على هذا النظام. الذي لم يتورع مؤخرا من اتهام طلاب دارفوريين (بسطاء) لم يروا مكانا (خارج حدود السودان) في حياتهم كلها. انهم تم تدريبهم في اسرائيل من قبل الموساد؟ الأمر الذي تصدى له الشعب السوداني بقوه اذهلت النظام. إذ صك الشعب في رد فعل تلقائي شعار: كل البلد دارفور.. وهي رسالة واضحة ان كان هؤلاء عملاء لإسرائيل كما تقول. فجميعنا عملاء لإسرائيل أيها الأرزقي المغرور!
أن ممارسات هذا النظام الغبي. تدعو للحيرة فالمتابع لصحفه يجد مانشيتات غريبه جدا ك: مصرع لص بقذيفة من مدفع “اربجي”!! يا للهول!!.. إن هذا يفسر في الواقع استخدام مضادات الطيران في المظاهرات السلمية. و حجم الخوف والرعب الذي يسكن هذا النظام إزاء الشعب! انه حقا نظام مثير للشفقة.
وربما لم ننسى صورة (كارو الحمار) تلك التي علقت على مؤخرتها يافطة تحمل اسم (المدير العام). وذلك المواطن المشرد رث الثياب وهو يقرأ في صحيفة جالسا على (جبل من القمامة في برميل نفايات ضخم). وصورة ذلك الحمار الذي وضعت علامة (المرسيدس) على جبينه. أو ذلك الشاب الذي أوقف حماره أمام طرمبه البنزين ليملأه بالوقود أو ذلك البص السفري الذي كتب على مؤخرته لا اله الا الله وتحتها مباشرة ا(لزارعنا غير الله اليجي يقلعنا). او ذاك المجروس العتيق الذي يقل عساكر جيش منهكين وقد كتب على مؤخرته (أشكيك لرب الكون) أو الركشة التي كتب عليها (نفسي اقطع الكبرى) أو تلك اليافطه الاعلانيه: (حسام للكسرة: كسرة رقاق. آبري احمر. آبري أبيض. فطور العريس). وتحتها رقم تلفون (المواطن حسام). او ذلك الحمار الذي وضع على احد اخراجه طفل وفي الخرج الاخر غنماية. او تلك اليافطة الغريبه: (البصير الهادي موسى سبيل للعلاج البلدي: فكك. كسر. قطايع. طحال. فهق. فسخ أطفال وأيضا علاج للحمير) وغيرها من اللافتات الشبيهة للعلاج بالبخرات والمحايات والعروق. ما يجعلك تشعر انك انتقلت الى القرون الوسطى او عصر الانحطاط المملوكي..
نعم انه سودان الحركة الاسلاموية في عصر التقدم العلمي والتكنولوجي و (الايباد)..
ربما كثيرون رأوا تلك الشاحنه العتيقة التي كتب على مؤخرتها; (حتى هدف حياتي طلع تسلل). أو تلك الأم التي علقت ورقة على الثلاجة: (الرجاء اغلاق باب التلاجة بالضغط عليه جيدا. يا أولاد الكلب لو بربي في حمير كانوا فهموا)..
وذلك (الجزلان).. (محفظة النقود) التي تم طبلها بسلاسل وطبل!! وكلها رسائل تكشف عن الأوضاع بالغة السوء التي يعيشها السودانيون في مختلف مناحي الحياة
في تصريح لأحد مسؤولي (الغفلة) هو وزير الصحة مامون حميدة عندما توالدت الضفادع بصورة كثيفة اثر الفيضانات. قال الرجل دون أن يرف له جفن: “على المواطنين أكل الضفادع لدرء آثار الفيضانات وبذلك سنضمن بيئة نظيفة وقيمة غذائية جيدة”.. وفي ذلك (نجر) السودانيين الكثير من النكات السوداوية المرة و دبجو في هذا الحميدة القصائد الساخرة! فالرجل تصريحاته المستفزة تكشف بوضوح عن عدم احترامه شخصيا والنظام الذي يمثله لهذا الشعب العظيم!
وقد يكون بعضكم رأى ذلك الكاريكاتير الذي لا ينمحي من الذاكرة كرد فعل ضد فتوى مجمع الفقه الإسلامي ب(جواز الرشوة) حيث يظهر في الكاريكاتير موظف يخاطب أحد (علماء السلطان) قائلا تقبل الله منا ومنكم (صالح الرشوات والتسهيلات)
وربما جميعنا يذكر عندما انتشر فايروس (الايبولا) تصريحات بعض النواب. بأن سبب الإيبولا هو زيادة المعاصي. وأنه على المواطنين التوجه إلى المساجد وتلاوة القرآن الكريم والتضرع إلى الله لمنع انتشاره.
الأمر الذي أصاب المواطنين بالحيرة والذهول والصدمة. بل سادت بين الشعب حالة من الذعر! لأن المواطنين أدركوا بوضوح تام. أن الإجراءات الاحترازية ضد إيبولا ليست كافية. وراحوا يتساءلون عن جدوى الإنفاق على مؤسسات صحية كوزارة الصحة، ورقابية كالبرلمان ومجلس الولايات، مادام ممكناً التوجه إلى السماء لحل المشاكل اليومية التي تواجههم.
وعندما زكمت رائحة (الفساد) الذي مارسه كل رموز النظام وأسرهم ومحسوبيهم. وكيما يتفادوا الحساب (نجر دهاقنتهم) قانونا أطلقوا عليه اسم (التحلل) والذي حسب نص المادة 13 من قانون الثراء الحرام الإسلاموي هو: رد المال المسروق (فحسب)، عندها (لا تكون محاسبة) أو (لا عقوبة) وهذا نصها: 13-(1) يجوز لكل شخص أثرى ثراءً حراماً أو مشبوهاً أو ساعد في الحصول عليه. أن يحلل نفسه هو أو زوجه أو أولاده القصر. في أي مرحلة قبل توجيه الاتهام إليه، (2) لأغراض البند (1) يتم التحلل برد المال موضوع الثراء الحرام أو المشبوه وبيان الكيفية التي تم بها الإثراء).
هذا كل ما في الأمر. بكل هذه البساطة. وبطبيعة الحال جابه الشعب هذا القانون بنقد لاذع ف (جريمة سرقة المال العام) من أخطر الجرائم في كل القوانين. وعقوباتها (رادعة) إلا في نظام الإسلامويين الذي لا يرد المسروقات أبدا. فهي رزق ساقه الله إليهم! سبحانه يعطي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء!
ولم يسلم (علماء النظام) و(مجمع فقهه) من النقد اللاذع كعلماء (سلطان وحيض ونفاس) والوصف الأخير لهم ب(علماء الحيض والنفاس) كتعبير للانتقاص والخصومة له أصل مبكر في النصوص التراثية، فقد ورد عند الشاطبي في كتاب (الاعتصام) قصة في هذا السياق، حيث قال: (تكلم واصل بن عطاء يوماً – وهو من رموز المعتزلة – فقال عمرو بن عبيد: اسمعوا فما كلام الحسن البصري وابن سيرين والنخعي والشعبي عندما تسمعون إلا خرق حيض مطروحة)، ونقل عن الشاطبي أيضاً قوله: (وروي أن زعيماً من زعماء أهل البدعة كان يريد تفضيل الكلام على الفقه، فكان يقول: إن علم الشافعي وأبي حنيفة جملته لا يخرج من سراويل النساء).
لكن استخدام مفردة (علماء حيض ونفاس) لوصف علماء السلطان لم يظهر بهذه الصورة إلا في العصر الحديث، وربما يكون أول من استخدم هذا التعبير بغرض (الثوير السياسي) لطائفة العلماء الدينيين هو الخميني، زعيم الثورة الإيرانية، حين حاول استمالة مجموعة من ملالي النجف في العراق نحو مشروعه الثوري ضد حكم الشاه في إيران، محاولاً إقناعهم بنظريته حول (ولاية الفقيه)، ولما وجد منهم صدوداً وجفاءً، أطلق عليهم وصف (علماء الحيض النفاس).
كما في كتابه (الحكومة الإسلامية).
كما نجد أن رأس النظام (البشير)، في أحد خطاباته الجماهيرية، وصف مزارعي الجزيرة، بأنهم “مسيسون وتربية شيوعيين”! غير منتبه إلى أن عددا مقدرا من أعضاء حزبه هم أبناء هؤلاء المزارعين!
ما جعل فئات الشعب المختلفة. تمتعض وتتهكم على تصريحاته. وكتب مزارعي الجزيرة محتجين عددا من البيانات. تستنكر التصريحات المختلة لرأس النظام. بل أن أعضاء حزبه من أبناء الجزيرة. بدأ ولائهم له ونظامه يتراجع منذها. رغم أن الانتماء للحزب الشيوعي او اي حزب ليس شتيمة!
وعلى أي حال اعتباره الانتماء للحزب الشيوعي شتيمة زاد من نفور الشيوعيين (خاصة) وقوى اليسار عامة. من دعواته الزائفة المتكررة للحوار الوطني المزعوم. إذ اعتبروه دائما مهرجا وكذابا ومخادعا وعبيطا ولايوقا ولا يأخذ (الحوار الوطني) مأخذ الجد!
وفي تصريح اخر لسالم الصافي حجير رئيس اللجنة الاقتصادية لبرلمان النظام. جزم الرجل في جلسة برلمانية. بأن السبب الحقيقي لارتفاع سعر الدولار. عائد إلى توجه التجار لشراء “الكريمات والإكسسوارات النسائية وحاجات البنات”.. الأمر الذي جعل شعب السودان يصاب بالدهشة وهاء السكت! لغرابة هذا التبرير المحنة  لارتفاع سعر الدولار في إفادة المسؤول غير المسؤول! فراعي الضأن في بوادي الانقسنا. يعلم أن هذا ليس هو السبب. المهم أن الأمر لم يقف عند هذا الحد. إذ عملت الجهات الرقابية على  التضييق على تجار السلع النسائية، والحيلولة دون حصولهم على حصة من الدولار! وهو أمر أزعج المنبرشات كثيرا و اغضبهن. إذ بذلك هدد النظام جمالهن. بالتالي انوثتهن التي يعتزن بها. ويسعدنا التغزل فيها. ككنداكات جميلات.
المهم تأكد السودانيون أن الحكومة تتهرب من مجابهة الأسباب الحقيقية. التي أدت إلى ارتفاع سعر صرف الدولار. وتبيّن لهم بما لا يدع مجالا للشك. خطل  الكيفية التي يتعاطى بها الممسكين بالملف الاقتصادي في البلاد. مع الأزمات الطاحنة. التي تطرحها أسئلة الواقع اليومي. و يطرحها واقع فساد الدولة.
وفي الوقت الذي (شرد) فيه النظام كل الكفاءات. ما جعل السودان  ينزف كوادره المؤهلة بسبب “هجرة العقول” واغترابها، خرجت وزيرة الرعاية الاجتماعية في ولاية الخرطوم، عفاف أحمد عبد الرحمن لتقول إنها “مع هجرة الشباب، ومع مبدأ الهجرة، فتلك سنّة” ولكن الوزيرة “الخبيرة” لم تكتف بذلك بل زادت في الخطاب نفسه أنها مع “تصدير البني آدميين: المهندس الشاطر، والطبيب الشاطر، والفني الشاطر”
ما دفع الشعب للاستنكار و التنكيت والتبكيت حول ما بدى واضحاً. وضوح الشمس أن الدولة عاجزة عن توفير فرص عمل للشباب. وباتت تؤصل للهجرة بحسبانها (سنّة نبوية) في سلوك يعكس عدم نيتها التعاطي بجدية مع أزمة البطالة في السودان، ويعكس أيضاً نظرتها إلى المواطنين كسلعة. وما هو مدهش حقا توظيف (النبي) في نظام الدولة الاسلاموية!
بل ومن غرائب التصريحات التي صارت ماده دسمه للمواطن للسخرية والتهكم. ما صرح به وزير الصناعة، (السميح الصديق)، كاذبا أن السودان شرع في تجميع أجهزة “آيباد” التي تنتجها شركة “آبل” الأمريكية، مع أن لا شيء من ذلك. صحيح!
وكالعاده سخر منه المواطنين ولحسن الحظ أن شركة “آبل” لم تقرر ملاحقة حكومة السودان قضائياً بناء على تصريحات المسؤول الرفيع.
واللافت أن الوزير قال في المناسبة نفسها. أن السودان سيتحول إلى (دولة صناعية عظمى) خلال أربع سنوات وكلامه عن “الآيباد” خير دليل على صدقه!
لكن من أكثر التصريحات طرافه وعلى خلفية “نظرية المؤامرة”  التي أدمن النظام العزف على أوتارها برر مسؤولو الخرطوم لعجزهم، عن شرح لماذا كوبري المنشية آيل للسقوط. بما قاله مدير الإدارة العامة للشؤون الفنية في هيئة الطرق والجسور بولاية الخرطوم، المهندس (الجقر) طارق شاكر عباس. إن إغلاق جسر “المنشية” أمام الحركة. يعود إلى نخر طال الجسر بواسطة “الجقور”
ما اثار موجة من السخرية والتهكم والضحك عليه في اوساط السودانيين. تم تجسيدها حتى بالرسوم الكاريكاتورية. وتأكد السودانيون أن إدارة الطرق والجسور. تعمل على إخفاء مشكلة فنية تتعلق بهيكل الجسر الجديد، كما فعلت من قبل مع مشاريع الطرق والمباني غير المطابقة للمواصفات. وأن هناك محاولة مفضوحة للتستر على ضالعين في عمليات فساد. تتعلق بالمواد المستخدمة في بناء الجسر. وكان من آثار هذا التصريح الغريب. أن صكّ السودانيون مصطلحاً جديداً لوصف عتاة المخربين والمفسدين، أَلا وهو “الجقور”.
وإن ننسى لا ننسى التصريح الشهير ل(الخابور الوطني) ربيع عبد العاطي للجزيرة أن متوسط  دخل الفرد السوداني 1800$ في وقت انعدمت فيه مصادر الدخل والاحتياجات الأساسية للمواطن! الامر الذي اثار موجة عاتية من التهكم والاستهزاء ضده. وضد النظام الذي يمثله.
ومن أعجب المفارقات، إقرار نواب البرلمان السوداني قانوناً للرفق بالحيوان. شمل بضعة حقوق للحيوان. من ضمنها “حرية التعبير عن سلوكه الحيواني”، برغم أن النظام لا يمنح مواطنيه (حرية التعبير) عن آرائهم.
الأمر الذي دفع المواطنين للتندر.
فالقانون تم إقراره في ظل تضييق كبير على الناشطين ووسائل الإعلام. وراح السودانيون يتساءلون هل يحتاج الحيوان إلى نيل تصريح من الشرطة لممارسة (حرية التعبير).
وكثيرة هي المواقف. والنوادر السوداء التي يصعب حصرها لرأس النظام (الراقص) ومسؤولي دولته.
فالتحية لثوار شعبنا وهم يكشفون بأدواتهم. السلمية الناعمة المختلفة  عن  الفساد و الظلم و العنصرية و غير ذلك من الأعمال غير الصائبة،  بطريقة أثارت اهتمام الاقليم والعالم.
…………
# الثورة مستمرة والنصر أكيد
# الشعب أقوى والردة مستحيلة
# لم يبق من ظل المقيل سوى القليل
# كل البلد دارفور وكل البلد نوبه وكل البلد بجا.. وكل وكل.. وكلنا سودانيين…
# تجمع المهنيين يمثلني..
وآخير:
# يسقط بس!
أحمد ضحية <[email protected]
01/02/2019
كولشيستر. فيرمونت

تعليق واحد

  1. موضوع رائع ومفيد لم يترك شاردة او واردة . ان الانسان يغبط عليه الكاتب احمد ضحية له التحية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..