مقالات سياسية

الشارع ينزع شرعية برهان!!!!

بشير اربجي

كان واضحا منذ إعلان البيان الانقلابي أن الانقلابيون يبحثون عن شرعية للحكم ويتحاشون أن يقال عن انقلابهم على الوثيقة الدستورية الحاكمة إسمه الحقيقي، وشاهد الجميع كيف غرق هذا الانقلاب المنبت الذي تم رفضه شعبيا بضراوة داخل أزمة الشرعية المفقودة، حيث لا يزال قائده وداعميه يحتجزون رئيس الوزراء الشرعي د عبد الله حمدوك وقادة الشريك الرئيس والأساسي بوثيقة الشرعية قوى إعلان الحرية والتغيير ويتفاوضون معهم تحت تهديد السلاح من أجلها، لذلك شاهدنا القمع غير المسبوق الذي يرقي لأن يطلق عليه جرائم ضد الإنسانية يواجه الثوار، الذين هم أصل الشرعية المكتسبة عبر ثورة ديسمبر المجيدة والتي أعتقد قائد الانقلاب ومجموعته أنها لدى قوى الحرية والتغيير فقط ولم يحسب حساب الشعب السوداني وثواره الاماجد، وبما أنه لم يحسب حساب الشعب السوداني فالواقع يقول إن انقلابه ومجموعته لم يكن له أي علاقة باختلاف مع قوى إعلان الحرية والتغيير، وحتى لو كانت تسير معه على وفاق فهو ومن معه قد قرروا السيطرة على الحكم منذ إذاعة بيان انقلابه الأول فى الثالث عشر من أبريل العام 2019م، وكما اسلفت على الرغم من أن البرهان استغرق زمنا طويلا لتدبير هذا الانقلاب وخلق الظروف المواتية له إلا أنه لم يحسب الشارع الثائر الذي حاول استمالة بعض رموزه وفشل فشلا ذريعا فلا هو استفاد منهم ولا هم سيعودون كثوار يتحدثون عن النضال والثورة المجيدة والحرية، ومعادلة الشارع يقودها الآن شباب واعي جدا يعرف كل شيء عن الانقلابيون وطمعهم الدائم وتعطشهم للسلطة، لذلك كانت الشعارات واضحة جدا بألا عودة للكيزان في ثوب مدني ولا عودة لهم فى ثوب عسكري ، وبالتأكيد الشارع هو صاحب القول الفصل فى ذلك.

ومعلوم أن كل دول العالم لم تدعم هذا الانقلاب وإن أفضلها حديثا عنه سمته استيلاء العسكريين على السلطة، وألا مجال لاعتراف به إلا إذا أعترف به الشعب السوداني الذي قاومه حتى قبل إصدار بيانه الأول، وحتى الأمم المتحدة رفضت التعامل مع قادة الانقلاب كحكومة أمر واقع وأصدرت تعميما بذلك، لذلك تظل شرعية هذا الانقلاب مرتبطة بما يحدث على الأرض وكلما زادت المواكب السلمية الرافضة له كلما جن جنون قادته فلن يجدوا أحدا فى العالم يقبل بهم إلا داعمي الانقلاب ومدبريه معهم مثل روسيا وإسرائيل وتابعتهم مصر والإمارات والسعودية وحتى هذا الدعم يتم من تحت حجاب، لذلك متوقع أن يزيد قادة الانقلاب من عنفهم تجاه الثوار لمحاولة كسر شوكتهم ولن يفلحوا فى ذلك فقد حاول المخلوع قبل ذلك ولم ينجح واسقطته الشوارع حتى حينما كان متمسكا بالسلطة بنفس المنهج العنيف مثل هذا الانقلاب، فالشوارع قالت كلمتها مبكرا ولن تتراجع عن مدنيتها الكاملة وعدم حكم العسكر للبلاد مرة أخرى، وليذهب الحالمون بحكم هذا الشعب حتف أنفه للدول التي حرضتهم فالشعب السوداني قال كلمته الفصل من الثالث عشر من ديسمبر 2018م بالدمازين نازعا شرعية أي سلاح فى حكم السودان.

#الردة_مستحيلة

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..