تعهدات..!!

** تعهدت حكومة ولاية الخرطوم، بتوفير الأمن والمعاش للموظفين وأطلقت ولاية الخرطوم بالساحة الخضراء الأول من أمس، مشروع قوت الخلاوى ومعاش الناس، الذي نظمته وزارة التنمية الاجتماعية، ممثلة في ديوان الزكاة بولاية الخرطوم، برعاية وزير التنمية الاجتماعية الدكتورة أمل البيلي، وقال والي ولاية الخرطوم الفريق أول شرطة هاشم عثمان، طبقاً لسونا، إن معاش الناس وقوت الخلاوى، أحد أهم هموم ديوان الزكاة والتنمية الاجتماعية، على المستوى الاتحادي أو الولائي، وهو أحد هموم الدولة، ومسؤوليتها، إذ تعمل الدولة عبر مؤسسات التنمية والزكاة على تأمين معاش الناس ومعافاتهم صحياً…
** شبع المواطن من التعهدات، فلقد وجد فيها كل أشكال وأصناف الوعود البراقة، التي لم ولن تتحقق، فالمواطن له من الفطنة والذكاء، ما يجعله محللاً بارعاً في مجال الوعود الزائفة، التي تسبقها كلمات لا تلامس الحياة والواقع بل تنته إلى (تعهدات)..
** منذ سنوات طوال، تدهور معاش الناس، وصار توفير لقمة العيش، صعباً للغاية، يستحق (مجاهدات) كثيرة، لتوفير وجبة واحدة، هي التي يمسي ويصبح عليها المواطن وأسرته.. ولم يجد من يدخله ضمن مسؤولياته، كحق يجب الوفاء به، وتوفير مستلزمات معاشه بما يستطيع جيبه الإنفاق، فصار إلى ما صار إليه من حزن، جعله لا يميز يومه من غده في تشابه الأيام، التي أهدته فيها حكومة الإنقاذ ما يزيد من رهقه بلا حدود ..
** جاء متاخراً جداً إطلاق هذا المشروع، والذي ربما يأتي الآن (طبطبة) على ظهر المواطن بعد أن رفع صوته عالياً، يطالب بحقوقه، فكانت الشوكة على ظهر الولاية، التي هبت سريعاً لتخفيف حدة ألمها بترتيب هذا المشروع، الذي أسمته الولاية مسؤولية ..
** خطط وبرامج وزارة التنمية الاجتماعية جميعها، ومنذ أن حاصر المواطن الفقر والجوع، لم تسند ذات المواطن، الذي أسرعت إليه لتتولى همومه، والعمل على حلها، فلقد تجول المواطن من صيدلية إلى صيدلية ومن مشفى لآخر يطلب دواء فعزّ عليه الشراء، بينما تسول ما تبقى من يومه لتوفير لقمة عيش تساعده على تجوال الغد..
** فلتعترف أولاً وزارة التنمية الاجتماعيه وشقيقاتها في ذات الاختصاص بتمدد الفقر في السودان، سرد احصائية حقيقية عنه، مع ذكر الولايات الأكثر فقراً وتستحق الدعم والتعهد بأثر رجعي، ومعالجة مشكلات ومكامن الفقر فيها، لكن وللأسف الشديد، أن الوزارة لا تذكر الأرقام الحقيقية، لهذا الفقر، الذي استشرى في كل بيت وحله وفريق وقرية وولاية !!!
** وللخلاوى أوجاع تسردها ممارسات بعض شيوخها، أما الأطفال فيها، فلقد قتلهم الجوع منذ أن كانت وجبتهم عصيدة لا تسمن ولا تغني من جوع، رغم ما يبذله الأطفال من مجهود، إلا أن وزارة التنمية الاجتماعية لم تلقِ لهم بالاً، فاصابتهم أمراض سوء التغذية والقوب وأكثر من ذلك، ولم تدخل همومهم كأحد هموم الدولة ومؤسساتها، فما الذي أيقظ الهموم الآن؟؟؟؟؟
** همسة
والتقينا على الطريق القديم
ومشينا الخطى ..
كانت الشمس تزداد دفئاً..
والأمنيات بهاء .. يا وطني ..
الجريدة