
* هل نحن نقرأ ونفهم أم أننا لا نفهم ، أم نقرأ لمجرد التسلية فقط .. سبب السؤال هو اندهاش الكثيرين من موقف الجبهة الثورية من الانقلاب رغم وضوح المخطط التآمرى الذى شاركت فيه مع العسكر منذ وقت طويل للسيطرة على السلطة ، بدءا من يونيو 2019 الذى شهد اجتماع انجمينا بين حميدتى وقادة حركتى العدل والمساوة (جناح جبريل ابراهيم) وحركة تحرير السودان (مناوى) ، ثم مفاوضات جوبا بين وفد الحكومة برئاسة (حميدتى) والجبهة الثورية التى تمخض عنها اتفاق جوبا للسلام المزعوم ! .
* دعونى فى البدء أنشط ذاكرتكم بهذا المقال الذى نشرته بتاريخ 7 ديسمبر 2020 تحت عنوان (جمهورية حميدتى أخوان) :
* أخيرا أفاق الدكتور حمدوك وبعض القوى السياسية من حالة السبات العميق بعد اكتشافهم لمؤامرة ونوايا العسكر التي تجلت بوضوح في تكوين وتحديد اختصاصات مجلس الشراكة ، رغم إنني ظللت (اردح) واكتب منذ ما يقرب من العام عندما سافر (حميدتى) الى العاصمة الشادية (إنجمينا) والتقى بعدد من قادة الحركات المسلحة واتفق معهم على انسحابهم من قوى اعلان الحرية والتغيير ، ثم عيَّن نفسه لاحقا رئيسا للوفد الحكومي لمفاوضات جوبا مع الجبهة الثورية واختار (الكباشى) نائبا له ، ليتحكما في مصير المفاوضات ، وحذرتُ بأن الهدف من المفاوضات مع الجبهة الثورية ليس الوصول الى السلام، وإنما استقطاب قادة الجبهة الثورية في الحكم لتدعيم موقف العسكر والقضاء بشكل نهائى على أي نفوذ للمدنيين وتحويل مشاركتهم في أجهزة السلطة الى ديكورية وصورية فقط ويصبحوا مجرد غطاء لألاعيب العسكر ! .
* كررتُ في أكثر من عشر مقالات، خمسة منها تحت عنوان (تشريح اتفاق جوبا) الحديث عن هذه المؤامرة باسم السلام المزعوم مما عرضني للهجوم اللاذع من كثيرين واتهامي بالعنصرية وغيرها ، ولم يستمع لحديثي وصراخي عن الاتفاق العبثي أحد ، وسافرتْ الوفود الى جوبا مرتين للاحتفال به ، على رأسها رئيس الحكومة والوزراء وقادة قوى الحرية والتغيير واصطحبوا معهم المطربين والقونات ليغنوا ويرقصوا لهم في الطائرات وفنادق وميادين جوبا!.
* وأقيم احتفال ثالث في الخرطوم حضره كل المسؤولين والسياسيين المخدوعين ، وهم في غفلة لا يدرون بأن ما جرى ويجرى إنما هي مؤامرة من العسكر ، رغم أنها كانت واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج لتوضيح ورغم ذلك كتبنا وأوضحنا بما يكفى لفهم أكثر الناس غباءً وقصورا في الفهم ، ونصحناهم بكل ما تيسر لنا من الوسائل ، إلا أنهم لم يستبينوا النصح إلا ضحى الأمس ، وأخذوا في العويل والبكاء ، مما يجعل المرء يتساءل وهو في حالة من الحيرة والدهشة ، كيف أصبح هؤلاء ساسة ورؤساء أحزاب وحكام وفيهم من تجاوز الستين والسبعين من العمر وهم بهذه الضحالة والقصور في الفهم ، لتغيب عنهم مؤامرة واضحة المعالم مثل مفاوضات واتفاق جوبا ، أم أن مقاعد السلطة الرخيصة التي جلسوا عليها أعمت ببريقها عقولهم وأبصارهم عن رؤية الحقيقة ، أم أنهم ولدوا أغبياء بلا عقول؟! .
* يبدو أن التفسير الاخير هو الصحيح إذ ظل شعبنا يعانى من غباء السياسيين عقودا طويلة، وهو ما أغرى ويغرى العسكريين ويحفزهم للقفز على السلطة بالاستعانة بأصحاب هذا الغباء ، ثم رميهم في قارعة الطريق بعد أن يأخذوا منهم ما يريدون ، وهو نفسه ما يحدث الآن بتكوين ما يسمى بمجلس الشراكة ، بالاتفاق مع بعض المدنيين الخانعين وحلفائهم المتمردين السابقين الجائعين للسلطة والنفوذ ، الذين لن يكون مصيرهم بأفضل من سابقيهم عند انتهاء فترة صلاحيتهم ! .
* لقد ظللتُ أكتب منذ أول يوم سقط فيه النظام البائد عن المخاطر الكثيرة التي تكتنف مسيرة الثورة وتحذيري المتكرر من العسكر وضرورة التعامل معهم بحذر ، وكمثال فقط ما كتبته بتاريخ 19 يوليو 2019 تحت عنوان (قراءة أولية للاتفاق) تعليقا على الاتفاق السياسي بين قوى اعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري السابق ، وتأجيل تشكيل (المجلس التشريعي) الذى ذكرت فيه “أننى قلق جدا من هذا التأجيل ، فما تستطيع الحصول عليه وأنتَ في الخارج ، يصعب عليك ان تحصل عليه وانت في الداخل ، خاصة ان سبب التأجيل سيظل قائما ، وهو تخوف المجلس العسكري من سن المجلس التشريعي لقوانين تؤثر على سلطة وأوضاع المؤسسات العسكرية وشبه العسكرية والمعاهدات المتورطة فيها”.
* واختتمت المقال بالقول اننى لا اريد الاستعراض أو الإفتئات على احد ، ولكن للتحذير مجددا من مؤامرات العسكر ، وضرورة قيادة العناصر الثورية الحقيقية المرحلة القادمة واستبعاد المدنيين المتآمرين والخونة والجبناء والضعفاء والاغبياء ، والتعامل بذكاء وحذر مع العسكر ، وإلا سنجد أنفسنا في وقت قصير جدا في جمهورية (حميدتى أخوان) أو عبد الفتاح السيسي السوداني المعروف باسم (عبد الفتاح البرهان) ! .
* كان ذلك ما كتبته فى 7 ديسمبر ، 2020 .. واترك لكم الفرصة الان للإجابة على السؤال، مع الاعتذار عن الصيغة التى قد يرى فيها البعض نوعا من الاستفزاز ! .
اعترف يا دكتور بأنني انتقدتك و انكرت هجومك علي اتفاق السلام الماسورة و و ارجو ان تقبل اعتذاري و لك العتبي حتي ترضي و اتقبل كل الصفات التي ذكرتها في مقالك و اعترف انني كنت قصير النظر و اسأت قراءة الموقف حينها و أحسنت الظن بهؤلاء المرتزقة الرخيصين و قد اعماني الحلم بمستقبل أفضل للسودان و لهؤلاء الشباب الذين بذلوا و يبذلون ارواحهم رخيصة مقابل ان نحيا في وطننا بكرامة و بدون ذل و اهانة الكيزان الانجاس تجار الدين عبدة المال و السلطة و قادة العسكر الخونة و عصابات الجنجويد القتلة و مرتزقة الحركات الاوباش.
اللهم احصهم عددا و اقتلهم بددا ولا تغادر منهم احدا اللهم ارنا فيهم يوما كيوم عاد و ثمود.
التحية للشباب الثائر المناضل في الشوارع و سلاحه السلمية و التحية للشرفاء في لجان المقاومة و التحية للجنة إزالة التمكين فك الله أسرها و أعادها سيفا مسلطا علي رقاب الانجاس تجار الدين.
صدقت لكن الجماعه ولدوا بدون عقول وليس هذا بمستغرب لكن المستغرب ان كثير من القراء والمعلقين لا يقبلون اي نقد في حكومة الثورة ويعتبرونك خاءن للثورة او كوز ولا ذالوا حتي الان في نفس النهج.
كتاباتك دائما عظيمه بالنسبه لي ربنا يوفقك
المشكلة ليست في السياسيين والفعل الثوري ما نراه من تبدل في المواقف نتاج وجود كائنات غريبة في الساحة السياسية …اراجوزات استطاعوا لعب أدوار قذرة نتيجة للسياسة أيضا…
ماذا يحدث لبلادنا من تدخلات خارجية ولماذا نسمح للاخرين ونسلم رقابنا لها…..لابد من كشف الحقائق ….
إلى متى نرهن إرادتنا والوطن لغير اهله…