
مَن قتل الشباب الغر ، الذين روت دماؤهم الطاهرة شوارع الخرطوم في ثلاثة أيام فقط ، يوم 21 و30 أكتوبر و17 نوفمبر ، في هذه الأيام الثلاثة ، قُتل 49 شاباً، منهم 15 قتلوا أول امس الأربعاء، وقد يتزايد العدد ، لأن المئات من زملائهم مصابون يرقدون في المستشفيات الآن ، والبعض منهم حالته خطرة “هذه المعلومات مصدرها لجنة الأطباء المركزية” وهي لجنة لا يرقى الشك الى تقاريرها ، وقد اُعتمدت مصداقيتها منذ ما قبل سقوط البشير “الله ما يجيب طاريه”، مَن قتل هؤلاء الشهداء الأماجد؟، سؤالٌ سيظل معلقاً ، ولا أظن أن أحداً من المسؤولين يمتلك من الشجاعة ما تجعله يرفع يده “فوق” ليقول لنا ، أنا مَن يجيب عليه ، كان الظن أن الشرطة التي تتطارد مع المتظاهرين في الشوارع وتفك البمبان تجاههم وقد تستخدم الهراوات والقنابل الصوتية ، هي مَن فعلت ذلك ، لكن المسكينة التي عادةً ما يجعلوها في الواجهة ، ومن خلفها جهة ما!!!
تفعل ما تُريد ، حلفت باليمين المغلظة إنها لم تقتل ولا شخصا واحدا ، وإنها بعد مراجعة سجلاتها تبيّن لها أن هنالك حالة وفاة واحدة لمواطن في محلية بحري ، أما الـ14 “التانين” فهي لا تعلم عنهم شيئاً، بين يدي الآن بيان الشرطة، قالت فيه إنّ قواتها لم تستخدم السلاح الناري مُطلقاً ، بل قامت بواجب التأمين لمُؤسّسات الدولة ولجُموع المُتظاهرين ، وإنّها قُوبلت بالعُنف غير المُبرّر تجاه أفرادها ومركباتها ، مُقابل ذلك لم تستخدم غير الحد الأدنى من القوة والغاز المسيّل للدموع.
طيِّب مَن قتل هولاء؟، ومن أين نبت قاتلوهم ، أكيد لم ينزلوا من السماء ، ومَن يجيب على هذه الأسئلة غير الشرطة ، يا جماعة ، مالكم جنّنتونا ، في كل الدنيا عندما يقتل شخصٌ أو أشخاصٌ تُوكل مهمة الكشف عن القَتَلَة للشرطة ، لأنها مَن تملك الأجهزة والمعدات والمؤسسات لفعل ذلك، في كل الدنيا إلا في السودان ، بيانات الشرطة تسعى جاهدةً لتبرئة أفرادها ، وتقول ما قالته سجلاتها ، الموت في الشوارع يا سادة ، وصور الموتى على مرأى ومسمع من العالم ، وأسماؤهم معروفة وعائلاتهم معروفة ، وجثثهم موجودة في المستشفيات ، ويتم تشييعهم من قبل الآلاف كما حدث في بحري، وتقول الشرطة للناس قُتل شخص واحد ، أقسم بالله أن قادة الشرطة يتابعون ما يجري أمامهم عبر الشاشات وغيرها من الوسائل التي تنقل الحدث أولاً بأول ، فكيف للمواطن أن يصدق ما قاله البيان بأنّ شخصاً واحداً قُتل وما في غيرو في السجلات ، هل يكذب المواطن عينه وما تراه ، مثل هذه البيانات تسيئ إلى هذا الجهاز العظيم ، وللجنود والضباط العظماء الذين يسهرون الليل في المدن والقُرى والحدود لحماية السودان ، ويكافحون الجريمة قبل وقوعها ، ويتعاملون مع العصابات وتجار البشر والمخدرات ، ليس هناك عاقل يُريد الإساءة للشرطة ولا يرى لها دوراً ، نعلم جميعنا ما فعله النظام السابق بالشرطة وبالمؤسسات الأمنية في البلد ، وكيف أنه سلّمها لقادة تُبع ، وكيف أنه صنع مؤسسات رديفة ، لم تنفعه ساعة الحارة ، وندرك ما ينتظر الوطنيين من رجالها حتى تُعاد سيرتها كجهاز مدني ، وحتى يتم ذلك ، عيدوا ترتيب أموركم ، تمهّلوا قبل أن تصدروا بياناتكم ، لا تعتمدوا على البلاغات والسجلات ، الموت على قفا مَن يشيل وما في زول فاضي يفتح بلاغ … الله يرضى عليكم تمهّلوا حتى لا يفقد المواطن الثقة في شرطته ، وقبل أن !!!!
ولو حدث ذلك فعلى الدنيا السلام .
والله من وراء القصد،،،
هذه مسؤلية قائد الانقلاب الذي ما فتا يشرب من دماء الشباب منذ 2019