أخبار السودان

زينب الصادق المهدي تروي قصة اعتقالها وتسرد ما جرى في 31 ديسمبر

(1)
Anonymous
‘مجهولة’
كمواطنة، سأسرد ما حدث أمام الله والناس:
في يوم الإثنين 31 ديسمبر 2018 حوالي الثانية ظهراً كنت أجلس علي مصطبة في أحد شوارع الخرطوم – منطقة السوق العربي، برفقة عدد من السيدات ننتظر هدوء حركة الشارع من مطاردات وسيارات تاتشر وبكاسي تنطلق بجنون حاملة عسكر وعناصر أمن مدججين بالأسلحة والهراوات..
علي بعد خمسين متر تقريباً كان المطاردين قد ظفروا بشابين في عمر أولادي، ونزلوا فيهم ضرب وجروهم للبوكس، فزغردت ..
وزغردن.
جونا العساكر جارين وصاح احدهم الزغردت منو؟!! كدي زغردي تاني.. فزغردت.
دارت معركة من الجرجرة بين العساكر وبيننا – نحن سبعة مواطنات بلا سند غير رب العالمين، قصاد مدججين دفعنا ثمن سلاحهم من قوت أولادنا، لحمايتنا!
في النهاية وجدت نفسي في البوكس، مع الشابين .. أغراضي مشتتة من شنطتي… ودونا ميدان أبو جنزير ولقينا بكاسي محمّلة بالشباب .. وزيطة وزمبليطة وكمية من الفظاظة والتهديد والعنف البدني.. أخذت نصيبي من الشتائم التي كان بعضها ياهو نبز وبعضها طريفاً ومدعاة للتبسم (قالوا لي يا وئام شوقي يا اوبجيكتيڤ🙄) وضربوني وهم بقولوا انتي عشان بت وما بنضرب البنات.. ضربوني لكن ضربوا الشباب اضعاف.
ركبونا في حافلة انطلقت إلي بحري والمرافق ‘اللطيف’ طيلة المشوار يذاكرنا بالعصا في الراس..
المهم، نزلوا الأولاد وساقوني إلي مكان آخر ونزلت من الحافلة بصفعة علي وجهي.. طلعوني سلالم فوجدت حوالي خمسة وعشرين شابة بعضهن علي الارض واخريات في كراسي وجوههن علي الحيطة في صالة طويلة سيئة التهوية والإضاءة علي جانبيها ابواب كثيرة وفي نهايتها مصلايتين، قالوا اقعدي في الارض وقبلي علي الحيطة ..
بعد فترة سجلوا اسماءنا واخدوا بياناتنا مرتين وتاني جا واحد نده الأسامي.. بعدها جا واحد طويل ضخم وقف جمبي، قال لي اسمك منو، قلت ليه اسمي مسجل عندكم مرتين أسأل زميلك..
قعد يكورك وينبزني، فلذت بالصمت وركزت في صديقتي الجديدة ‘الحيطة’.
مشي وجا يخبط في الكرسي بالعصاية لتخويفي ويقول نحنا عشان محترمين ما بنضرب النسوان..
لمن استمريت ساكتة، ضربني بالعصا بكل قوته في ضهري وهو يشتم ويسب ويتوعد..
بعد ساعتين أخذوني إلي مكتب بنفس الطابق ثم مكتب بالطابق الأسفل.. واطلقوا سراحي.
(2)
أما بعد؛
فأنا زينب الصادق الصديق عبدالرحمن المهدي..
المهنة: معلمة
العمر: 52 عاماً
الحالة الاجتماعية: متزوجة/ أم لعصمة، محمدأحمد، وصلاح الدين الواثق البرير.
وأنا مواطنة سودانية:
أرفض كل أنواع الظلم أو الإمتياز بسبب الانتماء الديني، الفكري، الحزبي، الأسري، العمري، الاجتماعي أو الطبقي، فالناس سواسية كأسنان المشط.
“وطن بالفيهو نتساوى
نحلم نقرا نتداوى
مساكن كهربا ومويه
تحتنا الظلمه تتهاوى
نختّ الفجرِ طاقيّة
وتطلع شمس مقهوره
بخط الشعب ممهوره
تخلي الدنيا مبهوره
إرادة وحدة شعبيّة”
(3)
لست مهتمة علي الإطلاق بما تعرضت له بصفة شخصية، وأنا أعلم أن الانتهاك اللفظي والبدني هو صفة الأنظمة القمعية ونهجها الأساسي، كل ما يهمني أن:
* مواطنات/ مواطنين يتعرضون للعنف اللفظي والبدني الذي يصل إلي حد القتل.
* هذا القمع والقهر بالإضافة لسوئه البالغ يمارس بدرجات ما بين تنكيل والمزيد من التنكيل، مظالم بعضها فوق بعض.
* نرفض الاضطهاد الذي يمارسه النظام، الاضطهاد الذي أدي لفصل الجنوب وحريق دارفور .. نرفض الكراهية والعداء الأيديولوجي، كما نرفض ‘الامتياز’ بكل انواعه.
* فانتبهوا أيها السيدات والسادة، الحاكمين غصباً من بنات وأبناء ‘المصارين البيض’ .. فالعدل أساس والمساواة حق والحرية والكرامة والسلام مطالب الشعب كله، لن يفرط فيها أحد مهما طال الزمن أو غلا الثمن.
#سننتصر

‫2 تعليقات

  1. فليسقط النظام العسكري الدكتاتوري الإسلاموي، إنت يا استاذة إنسانة محترمة وواعية بقضية السودان….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..