مقالات وآراء

يوميات الإحتلال (3) سقوط عبادة الفرد و الإيمان بقيادات الجماهير

جبير بولاد 
.. بصبيحة اليوم نكون قد عبرنا اقسي درسونا منذ أن تفجرت هذه الثورة المباركة  .. هذه الثورة الديسمبرية لم تكن _لا ينبغي لها _ مثل سابقاتها (أكتوبر وأبريل ) فهي تميزت بالدروس الصعبة ومواجهة الأسئلة التي لا يجدي الهروب منها ومن ثمة وضوح الرؤية والأهداف  .
.. هذه الثورة خلاف انها ثورة مستحقة الإسم فأنها ايضا لكي توضع في مكانها الصحيح من تاريخ السودانيات والسودانيين فهي معركة ضد الإحتلال  .. و لك / لكي ان تتسألوا من هم المحتلون ؟ .
هم دول ذات سطوة رأت في السودان غنيمة، مدخرة وقادة تعفنوا في فساد الضمير والمال و السقوط المتصل ، وكانوا علي إستعداد للحفاظ علي ما حققوه وتغطية لجرائمهم أن يتعاونوا مع كل قوي الشر لسحق هذا الشعب الأبي والتحكم في موارده واستعباد إنسانه ، بناءا علي عدم معرفة هذا الشعب وموروثاته التاريخية الشاهقة  .
.. حمدوك الموظف ال cute  كما اشتهي معظم السودانيين حتي ساستهم المعارضين لطول غياب هذه المواصفات في رجل الدولة لعقود مضت ، وقعوا له علي شيك بياض ليقودهم بمجانية الي تمكين سيناريو الإحتلال ، استغل بساطة الروح في الإنسان السوداني  .. نعم يجب أن نعترف علي بساطة الروح هذه ، لأننا كنا و ما زلنا أصحاب النوايا الحسنة الوحيدون في عالم اليوم ، لذلك وجب منحنا الدروس القاسية والصعبة والصادمة لنصحو الي واقعية عالم جديد بقيم جديدة وبخطط جديدة ليس من بينها بساطة وأريحية الروح السوداني المغتربة عنه والمتخبئة في ارخبيل يخصها لعقود طويلة  .
.. حمدوك لم يخدعنا بقواعد فهمنا للشخصية السودانية و لكنه خدعنا بأدوات العالم الجديد، العالم المستأنف الذكر أعلاه  .
.. حمدوك و أمثاله يجب أن يموتوا موتا طبيعيا في دواخلنا و يحنطوا لكي يكونوا درسا محفوظا في تاريخنا .
.. حمدوك يعلم تمام العلم ما قام به وليس مضطرا او مغيبا كما يروج المصدومين حتي الآن ، حمدوك خاننا وخان جيناته ولكنه اعطانا درسا يجب أن لا يغيب عن بالنا لحظة، وهو أننا قادرون بلا فكرة المسيح المخلص المنتظر ، كلنا مشروع مخلص عظيم اذا ما خلص كل منا ذاته من الأوهام والترهات والنقائص التي استعبدتنا دهورا .
.. انه عصر الجماهير السوداني لتقرر في مستقبلها .. لتخرج قياداتها نساء ورجال من رحمها الولود  .. نحنا قلب الدنيا ديه و نحنا عز الدنيا بينا .. تاني ما تقول انتهينا ، بهذه الكلمات عبر الشاعر السوداني الدسوقي عني وعنك وعننا .
.. دفنا بالأمس أله الوهم _حمدوك _ ويجب أن ننظر الي حقيقتنا وحقيقة واقعنا والقوي الكامنة فينا فلن نستلقي فالمعركة في أشدها والعدو لا ينام والإحتلال واقع أن لم نقاوم ونتحدي ونبذل المهج ،  وننتصر .
العمل الثوري (الحركي و المفاهيمي) يجب أن يتواصل ويبدع كل يوم في أدواته ويطورها .
.. لن نحبط  .. لن نستسلم  .. ايضا لن نموت مجانا  .
احبكم كنداكات وثوار وامقت المحايدين والعدو اعرفه جيدا وله كل لعناتي  .

‫2 تعليقات

  1. من افضل الموجود في الراكوبة حاليا.
    الغريب في عدة مقالات بتتكلم عن حكمة وحنكة حمدوك ودهائه الخ الخ، مجرد اوهام لا اظنهم يصحون منها حتى بعد ان يعود الدم للشوارع وحمدوك ينظر للجانب الاخر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..