مقالات وآراء

لن يحكم الأغبياء السودان بعد اليوم

عثمان الطيب 
لن يستقيم أمر قوم ، ولن يكون لهم شأن ، إلا بصلاح قادتهم ، ولا يتم صلاح القادة إلا بأمرين ، هم العلم والأخلاق ، فإذا حاولنا إعمال هذين الشرطين في حكام السودان وقادته ، فسندرك في الحال لماذا يتردي حال البلاد كل يوم ، ويذل القوم كل عام ، حيث يمكن لأي مغامر أو مسلح أو مخبول أو عميل أن يتولي أمر البلاد عنوة بلا مقاومة أو محاسبة.

ففي الدول المتمدنة التي لا تستحقر فيها الشعوب ، لا ينال شرف المناصب العليا إلا من ثبت تفوقه علي غيره ذكاء وتدبيرا وتحملا ، عبر إجراءات قاسية وطويلة ، تشمل الإختيار والتدقيق والتمحيص والمناظرات والإنتخابات الحقيقية التي لا مجال فيها للعبث والمجاملة ، حتي يتم أختيار من يؤتمن علي مصير الأمة ومصالح البلاد .

فمثلا قد لا يعلم البعض أن انجيلا ميركل ، مستشارة المانيا ، هي عالمة أبحاث سابقة ، وتحمل شهادة دكتوراه في الكيمياء الفيزيائية ومن ثم ولجت عالم الأحزاب والسياسة ، وتدرجت في المناصب حتي وصلت أعلي منصب في البلاد بفضل ذكائها وحكمتها وأخلاقها ، وبفضل هذه المزايا العظيمة ، إستطاعت قيادة الأمة الالمانية من نجاح إلي نجاح في عالم مضطرب يذخر بالحروب والعقبات.

مقالات ذات صلة

أما في فرنسا ، فإن امانويل فردريك ماكرون ، رئيس وزراء البلاد ، فقد درس الفلسفة ثم حاز درجة الماجستير من معهد الدراسات السياسية بباريس ، قبل أن يتخرج من المدرسة الوطنية للإدارة ، وهي مدرسة النخبة في فرنسا ، والتى يدخلها ألمع طلاب البلاد من كافة المجالات والتخصصات ، وفيها يتم تأهيلهم وإعدادهم لتولى المناصب الحكومية وقيادة الدولة مستقبلا ، حيث لا مجال للفاشلين والمغامرين للعبث بثروات البلاد وأمن أهلها.

ولقد درس اليهودى بنيامين نتنياهو هندسة العمارة في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا ، وهو مكان لا يقبل غير العباقرة تقريبا ، قبل أن يتحصل علي شهادة الماجستير في إدارة الأعمال ، وهذا ما ينطبق ايضا علي رؤساء امريكا المتعاقبين ، بما فيهم الأخرق ترمب ، والذين لا يستطيع  أحدهم أن يخطو خطوة واحدة في عالم السياسة قبل التخرج من كلية القانون فى إحدي الجامعات الراقية ، حيث أن دراسة القانون في امريكا تقتصر علي المتفوقين والأغنياء.

لقد جرب السودانيون حكم الأغبياء طويلا ، وتوصلوا ، بعد معاناة مريرة ، إلي خطورة ترك مصالح البلاد في أيدي حفنة من الجهلة والطائشين ، والذين لا هم لهم غير الجاه والسلطة وإكتناز الأموال ، فكان هذا الإصرار والتحدي غير المسبوق علي عدم السماح بتكرار تلك التجارب المريرة ، وهذا ما لن يستطيع أن يفهمه طلاب السلطة الجشعين إلا بعد فوات الأوان ! .

‫5 تعليقات

  1. يعني تقصد حميدتى والبرهان وعموما العساكر هم دائما طيش الشهادة السودانية. وبعد دا يجو يحكمونا فكيف لنا أن نتقدم ونتطور.

    1. عصابة دقلو تفوقوا على مافيا الحركة الاسلامية فى اللصوصية والقتل فى بلد فوضى متخلف حيث شروط التفوق فى نظر اشباهك هو النهب المسلح وذبح الشباب واغتصاب النساء والرجال انها اخلاق الدولة المنهارة بفضل جماعة هى لله هى لله والجهل النشط

  2. عفوأ حمدوك قل اي شيء قل خدعوك قل غشوك ولا تقول لي من اجل الاقتصاد او حقن الدماء كلها كلمات حق يزينون بها الباطل وحمدوك أنت سيد العارفين وخريج مدرسة الشيوعيين تعرف من يموتون لاتفه الاسباب في المستشفيات والطرقات والمنازل بالمئات يوميا ومن يموتون بسبب الغبن والقهر والظلم بالمئات يوميا في انحاء الوطن الشاسع وكله بسبب هؤلاء اللصوص المرتزقة القتلة يمنحون سيادتنا وثرواتنا لدول الجوار الذين يحتكرون ما تبقى من الثروة والسلطة لماذا دمائنا غالية ودماء اهلنا رخصية ام اصوانا عالية واصوات اهلنا ضعيفة وتريدون صمتنا وتخافون الغرق في دمائنا من ارد وقف آلة القتل لا يضع يده على يد القاتل إن كان صادقا يناصرني باضعف الايمان بكلمة حق في وجه حاكم ظالم ولا تمنعني من مواجهة الظلم فأنا في وطن مغتصب ميت ميت بالجوع او المرض او القهر فالموت برصاص العدو اشرف وسوف ينتصر الدم على السيف لا محالة والردة مستحيلة

  3. مالم تقله هو إن الأذكياء لن يهناوا بالعيش فى بلد مضطرب والحال هكذا فان قبول حمدوك للإتفاق جاء من لدرء الخطر عن السودان من كل الزوايا المعروفة وغير المعروفة.. العسكر غير مضمونى الجانب بل معروفون بطيشهم وسوء فعلهم والبرهان خير دليل على هذا… لنقبل الهزيكة اليوم من أجل البلد ونشد سواعدنا من أجله..لنترك هدم الشوارع المرصوفة ونبنى أخرى جديدة لنصطف خلف حمدوك لنجعل منه قائدا محترما رغم إهانة البرهان له ولنجعل منه قائدا ذكيا لا يفرط فى مصالح بلده

زر الذهاب إلى الأعلى