مقالات سياسية

قد إستسلم حمدوك .. شكرا بروفيسور فدوى عبدالرحمن .. سننتصر !!

د.حامد برقو عبدالرحمن
(1)
رغم إختلاف المشهد الا ان ما تم بين رئيس الوزراء (الأسير) الدكتور عبدالله حمدوك وتحالف الإنقلابيين بقيادة عبدالفتاح البرهان و نائبه حميدتي يذكرني بيوم السابع من مايو 1945 عندما اقتيد كل من الجنرال ألفريد جودل والادميرال هانس جورج فون فريدبرغ الي قرية ريمس شمالي باريس للتوقيع على وثيقة استسلام ألمانيا النازية أمام قائد قوات التحالف أنذاك والرئيس الامريكي لاحقا الجنرال داويت آيزنهاور .
تعرض القادة النازيون للإذلال من قبل الجنرال آيزنهاور قبل ان يوقعوا على وثيقة الاستسلام بحضور ممثلين لكل من فرنسا والاتحاد السوفيتي ؛ مثلما حدث مع رئيس الوزراء السابق لحكومة الثورة السودانية السيد عبدالله حمدوك عندما وقع إتفاق استسلام شعبنا أمام تحالف القتلة و الانتهازيين بقيادة عبدالفتاح البرهان .
(2)
عندما وصل نظام البطش الكيزاني الي سدة الحكم في 30 يونيو 1989 عمد الي تدمير كل ما هو شامخ في هذا البلد وكان في مقدمة أهدافهم تدمير الصرح التعليمي الذي كان الاول من نوعه في المنطقة ؛ فعكفوا على تدمير جامعة الخرطوم ، ام الجامعات السودانية ومنبع الاستنارة والقيم الوطنية ومحركة ثورات شعبنا المتعاقبة ضد الظلم والقهر والإستبداد .
إلا ان ثورة ديسمبر اعادت الي جامعة الخرطوم بعض الروح عندما كلفت الجسورة والبروفيسور فدوى عبدالرحمن على طه بإدارتها.
بروفيسور فدوى التي تنازلت عن مقعد عضوية مجلس السيادة لأحد طلابها السابقين وهو السيد محمد حسن التعايشي ؛ عملت خلال فترة قياسية على اعادة مجد الجامعة العتيقة رغم العبث الذي اصابها خلال الثلاث عقود الماضية.
بالأمس اعطتنا البروفيسور فدوى عبدالرحمن درساً اخراً في النبل والكرامة عندما قدمت إستقالتها من منصب مديرة الجامعة.
شكرا أيتها النبيلة ، شعبنا على العهد مع الحرية.
(3)
أخيرا استدرك الخليجيون فداحة ما اقدموا عليه عندما شجعوا عبدالفتاح البرهان على الانقلاب ، و ما كانوا يدرون بأن الجنرال القاتل مجرد ممثل لدولة الكيزان العميقة .
ثم جاءت الضغوط الدولية على الخليجيين والبرهان معا لتجعلهم يتشبثون بحمدوك (بمكر) .
لكن وللاسف لم يدرك الاخ حمدوك ما وصل إليه الانقلابيون من نفاد الخيارات – وللمفارقة بادر هو بالاستسلام قبل ان يتركهم يستسلمون .
لا شيء نقوله بحق الاخ حمدوك الذي قاتل في صفوف شعبنا ضد الإنقلابيين العسكريين اللصوص الكذابين القتلة إلا انه إستسلم لقراءة خاطئة لموقف الإنقلابيين شبه المنهار فوقع على النسخة الرابعة لحكم نظام الإنقاذ .
عندما تمسكنا بعودة حمدوك؛ لم نفعل ذلك في شخصه ، انما كممثل شرعي لحكومة الثورة.
فلا مناص أمام شعبنا غير المواصلة في كفاحه لإقامة دولة المواطنة و الحرية والسلام . ولا خيار للعسكر غير العودة الي ثكناتهم .الي الامام … إنها لثورة حتى النصر  !! .

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..