مقالات سياسية

البرهان خرق الوثيقة

محمد حسن شوربجي 
في العالم المتحضر لا يحق لكائن من كان خرق دستور بلاده او كسر قانونها ..
ولكن في السودان تجدنا بجهل شديد نهين الدساتير ولا نحترم اي قوانين ..
فكثيرا ما تعرضت دساتير السودان للخروقات…
فقد كانت كل حكومة تفعل ما يحلو لها خرقا للدساتير حتى تتلاءم وسياستها الخرقاء ..
فكان التغيير والتشويه للكثير من الدساتير منذ الاستقلال …
وقد شهدنا خرقا كان هو حديث البلاد طويلا
حين تم خرق الدستور لكي يصبح الازهري رئيسا..
ثم كان طرد الصادق الذي شرب من نفس كاس الحزب الشيوعي..
فخرج  الناس يهتفون ,, ابو الزهور خرق الدستور ,,
وها هو نفس الامر يحدث الآن  ..
فالعساكر قد تجرأوا  وخرقوا الوثيقة ..
وها هو الفريق البرهان يفعل ما يريد ..
وقد أعلن انقلابا قبيحا بقوة السلاح..
فما هي يا تري  أسباب خرق هذا الرجل للوثيقة؟ .
هي بالتأكيد انتهاء فترة تقلد العسكر للمجلس السيادي وخوفهم من تقلد الشق المدني للامور …
وخوف العساكر من المحاكمات والجنائية حال تسلم المدنيين …
لذا كانت كل هذه المسرحية السيئة الاخراج…
فلقد عمقت هذه الخروقات التي وقع فيها البرهان  قناعات الخيبة واليأس لدى الشعب..
فخرج الشعب عن بكرة ابيه رافضا هذا الانقلاب اللعين …
لذا وجب علينا سن قانون رادع لمعاقبة كل من  يخرق القانون مهما كانت مكانته …
وعلى الجميع من دولة ومؤسسات ومواطنين الالتزام بكل دساتير و قوانين البلاد …
ومَن لا يلتزم بدستور بلاده وقانونها ونهجها التشريعي عليه تحمل مسؤولية كل عمل يقوم به دون مسوغ قانوني …
وكما قال “مونتيسيكيو” (القانون يجب أن يكون مثل الموت الذي لا يستثني أحدا).
وسيادة القانون ليست مبدأ جديدا أيها السودانيون …
فقد دعا إليها أرسطو كنظام من القوانين المتأصلة …
وتحدثت عنه كل الفلسفات  القديمة الخاصة بالتقيد بالقوانين التي تتعلق بسياسة إدارة الدولة …
فبالقانون وحده يمكن للمواطن أن يعيش حياة آمنة ومنظمة وفي سلام دائم …
وبدونه يصبح السودان غابة كما هو الحال الآن …
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..