مقالات وآراء

رسالة الى دولة رئيس الوزراء السيد عبدالله حمدوك

يوسف عيسى عبدالكريم محمد 
طالعنا منذ الاتفاق الثنائي الذي ابرم مع السيد عبدالله حمدوك والجنرال عبدالفتاح البرهان عدة لقاءات  وحوارات تلفزيونية حاول فيها رئيس الوزراء إيضاح مواقفه والأسباب التي دفعته لاتخاذ قرار الاتفاق مع قائد الانقلاب العسكري وقد اكد سيادته مرارا بانه ليست لديه أي مصلحه في ابرام هذا الاتفاق سوى حقن الدم في الشارع  السوداني والمصلحة العامة للبلاد . ويلاحظ النبرة الصادقة التي حاول بها دولة رئيس الوزراء إيصال مشاعره الصادقة لقلوب السودانيين .ولقد اجمع كل المراقبين ان وضع السيد حمدوك لا يحسد عليه بل يدعو للأشفاق . فالرجل اصبح وحيدا في معركته مع الانقلابين بعد ان انفضت عنه الحاضنة السياسية التي كانت تدعمه وتؤازره وهي غير ملومة في ذلك . ولكي تضح الصورة  يجب انعاش ذاكرة  السيد حمدوك  قليلا . ففي الفترة التي سبقت الانقلاب قامت مجموعه اعتصام القصر والتي اعتمد عليها الانقلابين في تهيئة الأجواء للانقلاب برفع شعار اسقاط الحكومة وقالت في شخص حمدوك ما لم يقله مالك في الخمر  ودعت الجيش لاستلام السلطة وانقسم الشارع السوداني بين تيارين . تيار حمدوك  ممثلا في مجموعة الحرية والتغيير ومجموعة القصر التي أصبحت الان الحاضنة السياسية للانقلابين والمروج للاتفاق السياسي الجديد . وحرصا منا على المرحلة الانتقالية وما تبقى منها فالواجب علينا بنفس الصدق الذي خاطبنا به السيد حمدوك ان نبادله نفس الصدق والنصيحة .
فليعلم السيد حمدوك انه الان يحمل عبئ  ثقيل هو تمثيل المكون المدني وحيدا  ومن دون حاضنة سياسية في مواجهة الانقلابين وحاضنتهم .
وليعلم حمدوك بان المراحل الانتقالية السابقة التي عقبت الثورات في التاريخ السوداني الحديث في أكتوبر وابريل وحرصا منها  في تحصين المناخ الديمقراطي اتبعت نهج ان تكون رئاسة الدولة ممثلة في مجلس سيادة وليس فرد وذلك للإشارة الى عدم رهن اتخاذ القرار في الدولة الى فرد واحد فقط .
وليعلم السيد حمدوك بان الذين هيئوا المناخ لانقلاب 25 أكتوبر هم اليوم أعضاء في مجلس السيادة ومن المتوقع ان يتضمنهم مجلس الوزراء القادم والمجلس التشريعي .
بالإضافة لان ميراث النظام البائد في مفاصل الدولة ما زال يجري منها مجرى الدم . وعلى السيد حمدوك وفي غياب الحاضنة السياسية السابقة ان يكون جاهزا لكل العراقيل والدسائس .
وليعلم حمدوك بان الضامن الوحيد لبقائه في السلطة هو المجتمع الدولي وموازنات السياسة الدولية التي لو لم يراعي مصالحها حتى و لو على حساب الوطن سيجد نفسه اول خاسر في الصراع.
وليتذكر السيد حمدوك ان هذه الثورة قامت ضد نظام حكم 30 عاما بحزب تمدد كالسرطان في مفاصل الدولة وان المؤسسة العسكرية ليست مبرأة من ذلك . وان الخدمة المدنية والحكم المحلي في الولايات والمحافظات والمحليات مازالوا يرزحون تحت سلطة النظام البائد .
وأخيرا على حمدوك ان يعلم و يتيقن ان انقلاب 25 أكتوبر قد يتكرر في أي لحظة قادمة وعليه ان لا يأمن للانقلابين لان خوة الكاب حدها الباب . و لان حمدوك مهما بلغ شانه لن يتجاوز في نظر الانقلابين زول ملكي ساي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..