مقالات وآراء

الجنرال (الكورونا) والمشاغبون

أسامة ضي النعيم محمد   

وباء اجتاح العالم من أقصي شرقه في الصين الي ألاسكا البعيدة وأمريكا الجنوبية وأفريقيا السوداء ، حل الجنرال ضيفا ثقيلا يفتك بالبشر ويوقف عجلة الاقتصاد العالمي ، منذ العام 2019م ومع بداية تشكل ثورة شباب السودان رافقها سيئ الصيت الجنرال (الكورونا) يكمل ما عاثه البشير دمارا باقتصاد السودان وفسادا في الذمم وتدني الحس المهني في أداء العمل العام ، ظاهرة كونية برربها المحللون الانكماش الاقتصادي وتدني معدلات الانتاج في جميع دول العالم بلا استثناء ، تلك هي التحليلات التي يرسلها أصحاب العقول النيرة التي تنشد اثبات الحقائق .

في السودان يخفي بعض المحللين حقيقة تأثيرات وباء (الكورونا) علي الاداء الاقتصادي السوداني لغرض النيل من حكومة الثورة عقب نجاحها وأفول شمس حركة الاخوان في السودان،وبالرغم من تأثيرات الجنرال (الكورونا) السالبة ، يبقي اعادة السودان الي دائرة ومنظومة العمل المصرفي والاقتصادي فعل يستحق الاشادة والبناء عليه ، مثله رفع اسم السودان من قائمة العقوبات الاقتصادية الامريكية وتحرير اسم السودان من معلقة دول الشر الراعية للإرهاب ، تلك الانجازات لم نحتفل بها كثيرا ولم نضعها في ميزان حسنات من سهر علي تحقيقها . لا يخفي علي أحد حركة وباء (الكورونا) في تنفيذ الدول المانحة لتعهداتها ، هب أن شركة المانية أبرمت عقدا مع حكومة السودان لرفع كفاءة السكة حديد ، يبقي استجلاب وتحريك العمالة الاجنبية والمعدات واليات العمل من المانيا خاضعة الي بروتوكول وإجراءات الجنرال (الكورونا) المرعية من قبل السلطات الالمانية ، اجراءات لا تعلو عليها أنظمة وقوانين اخري . اذا يبقي الاقرار بتأثيرات وباء الكورونا في حركة الاستثمار الاجنبي بالسودان حقيقة نثبتها ونبحث مع الشركات الاجنبية عن حلول لها ، في تقديري المتواضع  هو التوافق مع شركات الاستثمار الاجنبية لتوظيف عمالة من أصول سودانية في البلاد التي تحمل الشركات الاجنبية جنسيتها ، جهد يمكن ردفه باستنفار تجمعات السودانيين في بلاد المهجر لإكماله بوسائل ضغط ناعم من جانبهم لإقناع الشركات الاجنبية لتحريك عملياتها للعمل في السودان قفزا علي اجراءات  تقييد الحركة في ظل جائحة الوباء.

المشاغبون وما أدراك المشاغبين ، تجدهم في سوح السياسة السودانية من النخب التي نالت قسطا عاليا من التعليم المجاني في ظل الدولة الخيرة التي ارسي نظامها الانجليز ، نسختهم الاحدث في حركة الاخوان والحركة الشعبية ، تكأكأوا علي ديار السودان وفرقوا شمل أهلها وحولوها الي دولتين فاشلتين ، لم تعد نمولي أختا لحلفا وبات مشترك بابنوسة واو مربطه كوستي مع البواخر التي تربط ربك وجوبا  ، مناكفات بين كبار المشاغبين نافع ودينق الور وبقية شلة التشاكس من طرفي معادلة حكم السودان  بعد انقلاب يونيو1989م . النسخة الثانية من المشاغبين نعيش غرسها بعد نجاح ثورة ديسمبر2018م، قوي الحرية والتغيير كما كرش الفيل تعيش داخلها المجموعات الاميبية المتنافرة ، هي كما سفينة نوح أيضا تحمل علي ظهرها امة من الاحزاب من البعث العربي بسوريته وعراقه الي الحزب الشيوعي بروسيته وصينه،  الاتحادي في دعوته الاولي بضم السودان الي مصر يعجز اليوم عن لم شمل أطرافه للخروج بحزب موحد ، ثم لحزب الامة بأجنحته المهترئة ومسمياته المتعددة مقاعد ويلحق به تجمع المهنيين بأشتاته المتعددة من الصم الي البكم الي من لا عقل له .

المشاغبون عند سدة الحكم يضيع عقلهم ويفارقهم رشد الحاكم ، تربوا علي المعارضة ودس الخناجر الطويلة بين الثياب لمباغتة أهل الرأي الاخر ، غابت عن بصيرتهم ان المعارضة هي حكومة الظل التي تقدم برامجها في مقابل برنامج الحكومة ، ربما عدلت الحكومة الواقفة واستعارت الحكمة من نظرات المعارضة أو الحكومة الجالسة ، في القضايا القومية الكل علي قلب امرأة واحدة تقود مارجريت تاتشر حرب الفولكلاند في عام1982م ويعضدها رجال المعارضة ويسندون ظهرها بلا خناجر تعطل مسيرة بريطانيا العظمي ، تنتصر المرأة الحديدة ويبقي الابتهاج احتفالا لجميع أمة الجزر البريطانية ، ياليت حال المشاغبين عندنا يتبدل ونتفق علي أبسط القضايا ونعمد لتكوين مجلس تشريعي بجناحين مع وظل يسند الحكم الرشيد ويقدم الاطروحات البديلة .

فشل المشاغبون في الحفاظ علي صروح وركائز دولة السودان ، لم نعد نملك السكة حديد أو مشروع الجزيرة أو الخطوط الجوية السودانية كما تركها الانجليز ، علي العكس فشلت النخبة المشاغبة حتي في تعبئة حليب الاطفال باستدامة ، والحل ان يظل مكان المشاغبين في الصف الاخير من حجرة درس الوطن والمواطنة ، يتقدم شباب ثورة ديسمبر بلباسهم القوز قزحي ليعتلوا منابر القرار وتنطلق المسيرة في المرحلة الانتقالية الي أن ترسو البلاد علي الجودي .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..