تقرير: محاسن أحمد عبد الله
بعد وفاة زوجها التي قاربت الخمس سنوات حملت شهادتها الجامعية التي كانت قد ركنتها منذ تخرجها وبدأت تجوب بها المؤسسات الحكومية والخاصة للحصول علي وظيفة في مجال تخصصها لسد رمق جوعها وأطفالها الأربعة، الا أنها فشلت تضطر للعمل في احدي مصانع البسكويت وهو ما كان متاحا لها بمرتب ضئيل ولكن للضرورة أحكام – على حد تعبيرها.
الغلاء المعيشي
هناك كثير من الأرامل والمطلقات وغير المطلقات والطالبات وخريجات الجامعات وغي هن من النساء لجأن بفعل الضغوط الاقتصادية الصعبة للعمل في المصانع والمطاعم والكافتريات والمستشفيات …الخ لاعالة أطفالهم وأسرهم في تحدي كبير لمواجهة غلاء المعيشة المتمثل في (الأكل ، الشرب،العلاج،التعليم ، الإيجارات،…الخ).
غلاء المعيشة
إحسان عبد المعروف عاملة نظافة بمستشفى خرطومي شهير أم لأربع بنات يعمل زوجها (عتال) بالسوق المركزي الخرطوم تقطن في منزل بالإيجار قالت :(اضطررت للعمل بعد أصبح أولادي في المدارس وازدادت المصاريف مع غلاء المعيشة فكان لابد لي من العمل لمساعدة زوجي في المصاريف وبالفعل وجدت فرصة عاملة نظافة بمستشفي الخرطوم وبالرغم من المرتب البسيط لكن افضل من لا شئ أساعد بها في الأكل والشرب).
معاناة جامعية
فيما تختلف قصة الطالبة الجامعية إجلال عن سابقتها فهي تخرجت في جامعة السودان قسم المحاسبة توفي والدها وهي أكبر إخوتها والدتها مريضة وفاقدة للبصر يقطنون في منزل للايجار ولا يوجد عائل لهم فاضطرت إجلال للعمل في إحدي مصانع الصابون، موضحة لـ”الراكوبة”: (تخرجت منذ العام ٢٠١٨ إلا أنني لم احظي بوظيفة حتي الآن فلم يكن هناك خيار آخر غير أن أترك الشهادة الجامعية وارضي بأي مهنة توفر لي ولاسرتي العيش الكريم في ظل الظروف المعيشية الصعبة، موضحة (الآن أنا عاملة في إحدى مصانع الصابون براتب ضئيل جدا).
مهن مختلفة
في الوقت الذي لجأت فيه (م،ح) وهي مطلقة وأم لطفلين لم تكمل تعليمها الجامعي للعمل كبائعة اكسسوارات في محل يمتلكه أحد التجار ، فيما تعمل مساء (حنانة) باحدي صوالين التجميل، مشيرة الي انها تعول كذلك والداها وشقيقها المريض ومن أجل توفير مبلغ ايجار المنزل والاكل والشرب لتضحي بصحتها ووقتها الذي يحتاجه أطفالها،مؤكدة بأن الظروف والغلاء المعيشي هما اللذان اجبراها علي ذلك.
