مقالات وآراء

ست النفور (فضة السودانية) ….. اغلى من لؤلؤة بضة

أمير شاهين 
اكاد اجزم بان الشعب الجزائرى الشقيق يعتبر  من اكثر الشعوب محبة ومودة  وتقديرا للشعب السودانى ويبدو ذلك واضحا فى التشابه الكبير بين الشعبين الشقيقين فى كثير من الاشياء ! وهذا يبدو واضحا في حالة التوامة والتاثير المتبادل  بين ثورة الشعب السودانى ضد نظام البشير الكيزانى الاستبدادى وثورة الشعب الجزائرى ضد  نظام بوتقليقة العتيد العنيد ، و السودانيون فى المقابل كانوا  فى مقدمة الشعوب التى وقفت وساندت  ابناء الجزائر  فى حربهم البطولية ونضالهم  الاسطورى  الذى صار مضربا للمثل فى التضحية والفداء وبذل كل ما هو غال ونفيس من اجل تحرر الوطن واستقلاله من  المستعمر الفرنسى الذى اراد ان يحول الجزائر الى بلد تابع لفرنسا فيما يسمى  بالاستعمار الاستيطانى والذى هو بلا شك يعتبر من اسوا انواع الاستعمار  ! وقد كللت المقاومة الجزائرية بالنجاح عندما نالت الجزائر استقلالها فى 5 يوليو 1962 بعد استعمار دام لمدة 132 عام ( 1830م-1962م) وكان جيش التحرير الوطنى الجزائرى هو راس الرمح فى نيل هذا الاستقلال وهو الجيش الذى تكون فى العام 1954 وضم كل ابناء وبنات الشعب الجزائرى الذين انضموا اليه طواعية بالالاف وقد دفع الجزائريون الثمن غاليا لهذا الاستقلال وذلك باستشهاد ما يقارب المليون شهيد  ولهذا السبب فقد منحت الجزائر لقب بلد المليون شهيد ! وقد الهمت بطولات و تضحيات الجزائريين الشعراء والادباء فى كل العالم  الذين كتبوا اجمل الاشعار والروايات عن ملحمة الشعب الجزائرى ، ومن البحرين قام الشاعر على شريحة بكتابة قصيدة ” اغلى من لؤلؤة بضة صيدت من شط البحرين ” وهى عن قصة استشهاد فتاة  مناضلة جزائرية  تسمى فضة وهو اسم شائع فى الجزائر  والقصيدة فى غاية الجمال والبساطة فهى تبدأ بوصف فضة بانها اغلى من اللؤلؤة ومن المعروف  بان غالبية  اهل البحرين كانوا قبل اكتشاف واستخراج البترول  يكسبون رزقهم باصطياد اللؤلؤ النفيس والباهظ الثمن  من البحر  وينهى القصيدة ب ” لم تبلغ سن العشرين واختارت جيش التحرير ” وعندنا فى  السودان  والذى كان يلقب بارض المليون ميل ( بلغت مساحة السودان كاملة  نحو 2.589.000 كيلو متر مربع) قبل الانفصال  وكان الاول من حيث المساحة عربيا وافريقيا فصار بعد الانفصال الثالث  افريقيا بعد الجزائر والكوننغو والثالث عربيا بعد الجزائر والسعودية  وطبعا هذا الانفصال يعتبر واحدا من جرائم الكيزان الكثيرة فى حق  الشعب السودانى وبعد ده كله كما يقولون فان بطنهم ” ما باردة علينا”    قام الهرم الفنى وقامة الابداع العالية الكابلى بتلحين القصيدة وغنائها كمشاركة سودانية فى الاحتفاء بالثورة الجزائرية وكعادته فقد جاء لحنه بسيطا جميلا و معبرا عن الكلمات. ولم يدر بذهن الكابلى بان نشيده هذا  الذى ترنم به تمجيدا لاستشهاد فضة الجزائرية  سوف ينطبق ايضا على بطولة ست النفور  تلك الفتاة السودانية الباسلة  والتى وصفت نفسها  وكانت محقة بانها ” ما زالت جميلة ، حرة ، كاملة ، محترمة ، غالية ،  محبوبة ، شجاعة ، عظيمة ، ملهمة ، قوية ” والتى استشهدت يوم الاربعاء 17 نوفمبر اثر اطلاق  رصاص الخيانة والغدر  والخسة وكل ما هو وضيع وغير انسانى فى هذه الدنيا  . والفرق بين مصرع فضة الجزائرية وست النفور السودانية بان الاولى قد استشهدت على يد الاستعمار الاجنبى الفرنسى بينما  الثانية  قد قتلت بايدى الاستبداد الوطنى السودانى وتعددت الاسباب والاستشهاد واحد !! ، ونحن ان جاز لنا ان نغير فى بعض كلمات القصيدة والتى تدهشنا بان  بان كل كلمة فيها قد تم تفصيلها على ست النفور  و تحديدا فى البيت الاخير الذى يقول ” لم تبلغ سن العشرين واختارت جيش التحرير”  فانه يصبح ” لم تبلغ سن العشرين واختارت حرب الانقلابيين”
والمجد والخلود لكل شهداء الوطن فردا فردا بدون فرز .
نشيد اغلى من لؤلؤة بضة  كلمات الشاعر على شريحة  الحان وغناء الفنان عبدالكريم الكابلى :

اغلى من لؤلؤة بضة
صيدت من شط البحرين
لحن يروى مصرع فضة
ذات العينين الطيبتين
كتراب الحقل كحفنة ماء
كعناق صديقين عزيزين
كملابس جندى مجروح
مطعون بين الكتفين
ذات الخطوات الموزونة
كصدى الأجراس المحزونة
كلهاة الطفل بقلب سرير
لم تبلغ سن العشرين
واختارت جيش التحرير

‫2 تعليقات

  1. في أي شيئ يشبه الشعب السوداني الشعب الجزائري؟ هل لونهم مثل لوننا؟ هل لهجتهم مثل لهجتنا؟ هل طعامهم مثل طعامنا؟ هل ملابسهم مثل ملابسنا؟ هل موسيقاهم مثل موسيقانا؟ هل عاداتهم مثل عاداتنا؟ هل تقاليدهم مثل تقاليدنا؟
    نطلب من الكاتب أن يرد علينا…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..