الجيل الراكب راسه

د.عبد المنعم أحمد
من تراهم يتظاهرون في الشوارع ، بعضهم يلبس بنطالا ضيقا ومفلفل الشعر و أحيانا يحمل حقيبة على ظهره ونظارة طبية او بغيرها يهتفون بلا كلل او ملل ويرقصون احيانا و أكثرهم شباب عادي لا تستطيع أن تفرق بينهم أعمارهم بين الثامنة عشرة وفوق العشرين بقليل ، لا احد يدري وهم يسيرون تحت الهاجرة من أين يشربون او ياكلون ولا اظنهم يفكرون في شيء من هذا …
بعضهم يعمل بلا تعب ولا نصب فيما سموه تتريس الشوارع. وما ان تظهر سيارات الشرطة وتوابعها حتى يتفرقون في الطرقات الجانبية وبعضهم يتصدي لها بيد خالية وصدر مفتوح بلا خوف ولا وجل ويصرون على إرجاع علب البنبان لمصدرها وهي ملتهبة يخرج الغاز الخانق منها..
وما ان يسقط منهم جريح او قتيل حتى يتجمعوا حوله بسرعة فائقة ويحاولون اسعافه او نقله للمستشفى.
هذا هو الجيل الراكب راسه…
صعب المراس.. له قرون استشعار لمعرفة أين يقف ومع من يقف.
لم يستطع ان يحتويهم حزب فهم ابعد رؤى من كل الاحزاب.
ولم ينخدعوا للمندسين ولم يلتفتوا إليهم. ولم يتبنوا الا شعاراتهم هم.
لا يعرفون قحت ولا الكيزان ولا غيرها… كذب من يقول انه متحكم فيهم او يتبعون له.
لم يمارسوا عنصرية ولا جهوية ولا حزبية.
هم لا يشبهون الا أنفسهم.
لم يخربوا سوقا أو ينهبوا دكانا ، ولم يتعرضوا لاحد بسوء ولم يمارسوا عنفا ضد احد.
بينهم نساء شابات لم نسمع بتحرش احد عليهن يسرن بأمان بينهم لا يخفن رصاص الغدر وبنبان الشرطة.
هذا الجيل الجديد غيرنا نحن اباؤهم نحن في زماننا خرجنا مثلهم ولكن سرعان ما اسلمنا ثوراتنا لمن وأدها حية ثم طفقنا نتغني باكتوبر الأخضر ، وبوطنا الباسمك كتبنا ورطنا.
لن نستطيع مجاراتهم عقلية تفوق مقدرتنا على استيعابها. كما عجزت كافة الاحزاب وحتى حكومات الثورة ان تفهمهم.
البعض يلهث خلف غبارهم محاولا اللحاق بهم لكن لا يناله الا الغبار من تحت ارجلهم. لقد وضع هذا الجيل الجميع أمام امتحان صعب .
لا أدري كيف سيصلون لما يريدون ولكني ادري انهم سيصلون عاجلا او آجلا .
د. عبدالمنعم احمد وفقك الله وسدد خطاك
كل ما قلته حقيقه
الشعب السوداني نفد صبره من حكم العسكر ناهبي ثروات البلد
وعملاء لدولة مصر رمهربين للثروات السودانية وإدخال العائد النادي في جيوبهم الخاصة
هذه حقائق يعرفها كل سوداني صغير وكبير زكر كان ام انثي
فلا سبيل إلا وقفه رجال وصمود في وجه العدو
بارك الله فيك ونفع بك. حقيقة نحن أمام جيل جديد حتى الاجيال العربية الحالية تتعلم منه. صبور لدرجة الايوبية وصامد لدرجة ركوب الراس. صعب المراس قوي الشكيمة. يستحق فعلا الاحترام والتقدير ويستحق ان ينال ما يشاء.
اكيد لن يصلوا الي شي طالما ان منظريهم لا يعرفون من السياسه الا اسمها.