الوراق الأشهر كمال وداعة.. ملهم الكتاب والمثقفين

محمد إبراهيم

بالقرب من القصر الجمهوري جنوبي حدائق الشهداء، يفترش الوراق الأشهر كمال وداعة عدداً متنوعاً من الكتب فوق قطع من الكرتون، في شُرفة مبنى أثري.

كمال في العقد السادس من عمره، وأنخرط في مهنة الوراقين لقرابة الثلاثين عاماً، في وقت كان فيه بيع الكتب وسط الخرطوم أشبه ببيع المخدرات على حسب وصف الوراق لـ(خرطوم ستار).

تكريم الورّاقين

في منتصف الشهر الماضي تم تكريم الورّاقين في شخصية كمال وداعة أو كما يعرف بـ(كمال أتني) بجائزة “نيرڤانا” للأدب القصصي الموسم الأول، و ضجت القاعة بالتصفيق الحار.

كمال قال لـ(خرطوم ستار): “أشكر القائمين على أمر جائزة نيرفانا للأدب القصصي لتكريم الوراقيين في شخصي، وهذا أول تكريم رسمي أحظى به، كان للتكريم مردود نفسي جميل بالنسبة لي”.

واضاف: “التكريم ليس في شخصي بكل لكل الوراقيين الذين جاهدوا وبذلوا مجهوداً طوال السنوات الماضية وتحملهم للفترات العصيبة، وربطهم للمشهد السياسي والثقافي حول ما يدور في العالم”. 

البدايات القاسية

الوراق كمال وداعة قال إن بدايته في المهنة كانت في بداية ثمانينيات القرن الماضي، حول المسجد الكبير بالتداول حول الكتب المستعملة بين القراءة.

وبعد الحادثة المؤسفة التي تعرض لها بالفُصل من عمله في “مصلحة الاتصالات السلكية واللاسلكية”، قرر الدخول في عالم الوراقيين، وخصص لنفسه مكاناً شمال مسجد الخرطوم الكبير، وكانت البداية بكتبه الخاصة وبمساعدة بعض الوراقيين كـ(عبد الحميد مالك، أسامة نصر الدين، هاشم وغيرهم).

وتحدث الوراق عن أن بداية عمله كانت قاسية جداً، وذكر أن العمل في بيع الكتب في الفترة الأولي كان أخطر من بيع المخدرات، ولا يمكنك بسهولة أن تبيع كتاب بوسط الخرطوم، وهنالك تضيق حاد من قبل السلطات على المعرفة وبيع الكتب بصفة خاصة.

وأوضح أن التضيق على بيع الكتب كان شاملاً في كل أنواع الكتب، مع الاستمرار الدوري لحملات الكشة والبلدية، كمال يسترسل : “في البدايات عمل الوراقيين لوضع كتبهم في مكان ما ومن ثم كتابة عناوين الكتب في ورقة ضخمة وتحديد الأسعار”.

الكتب التي يفترشها الوراقين

ويتابع بالقول : “ومن ثم يجلس الوراق شمال المجلس ويأتيه الزبون ويقوم بالإطلاع على القائمة، ومن ثم يحدد الكتب التي يرقب فيها، ويلف الوراق الكتب بجريدة ومن ثم يتم وضعها في كيس أسود وتسليمها للزبون”.

الفترة الحالكة في عمل الوراقيين استمرت طيلة فترة التسعينيات، وانتهت إبان فترة وزير الثقافة والشباب والرياضة هاشم هارون، والذي قام بتخصيص أماكن للورّاقين.

وقال كمال: أنا أذهب إلى منطقة “أتني” منذ فترة تشريد الوراقيين من حول المسجد الكبير في منتصف العقد الأخير من القرن الماضي، مشيراً إلى أن الفترة الراهنة قلت فيها مضايقات السلطات للوراقين.

جيل الأمس واليوم

الوراق كمال أوضح أن هنالك إختلاف ما بين جيل التسعينيات الذي كان يفضل شراء الكتب (الفكرية والفلسفية والتاريخية)، وأما الجيل الحالي يفضل قراءة الروايات والقصص القصيرة، وكتب التنمية البشرية.

خرطوم استار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..