ديسمبريات (4).. حيكومة البلهاء.. بكالوريوس في استغفال الشعوب

عبد الجبار عبد الله
اللمبي: البتاع طار ضرب الهناي وبوّظ الشغلانة
اللمبي: الطيارة جات في الليل طافية نور ونشّطنا كل إجراءات الدفاع الساحلي بالنظر
بِشّة: الناس البيكسّروا ويحرقوا المنشآت ديل نسميهم شنو يا جماعة؟ مخربين وعملاء ومرتزقة ما تدوهم فرقة
محافظ بنك السودان: نحن قاعدين في السهلة ساكت وما في دولار واحد اتورد لينا
بِشّة: في خطاب الاستقلال: لأول مرة وضعنا ميزانية فيها خطط وبرامج عمل
نعم؟
بعد 30 عام من حكمكم واحتكاركم للسلطة يا دوب وضعتوا ميزانية فيها خطط وبرامج عمل؟ ما شاء الله …تبارك الله وعين الشعب السوداني كله باردة عليكم. ما يسحروكم يا أولاد.
وكان أن غنّى المغني ذات يوم في مقام آخر: تحسبو لعب .. جري ونطيط بُطان فوق الدميرة؟ وكأنه يرد سياسيا على أهل الإنقاذ ولصوصها المحترفين منذ ذاك الزمان. فلم تكن الثلاثة عقود الماضية من حكمهم سوى لعب ومران طويل على نيل درجة البكالوريوس في استغفال الشعوب والاحتيال عليها باعتراف دلاهتهم الأعظم في الخطاب الذي ألقاه مؤخرا بمناسبة حلول الذكرى السنوية الثانية والستين لاستقلال السودان.
بأي وجه ولسان يتحدث بِشّة عن استقلال السودان وسيادته، وهو الذي نكّس علم السودان ومرّغ بلادنا في وحل الخيانة والعمالة بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والعسكرية؟ هل نسيت أن السودان كان أكبر دولة إفريقية مساحة قبل انفصال الجنوب؟ هل نسيت الجنوب يا ريّس وأنت تتحدث عن سودان العزة والكرامة؟ ثم ماذا تسمون بيعكم للجنسية والجواز السوداني لكل راغب وقادر على الشراء؟ وهل نسيت يوم أن ألقيت بعلم السودان في القمامة في شريط الفيديو ذاك وأنت في الطريق لإلقاء كلمتك عن الاستقلال؟ ربما أنّ لأهل الإنقاذ فهما آخر لمعنى الخيانة العظمى لم تدركه بعد عقولنا القاصرة نحن المندسين العملاء الخونة!
وعلى طريقة “البتاع ضرب الهناي وبوّظ الشغلانة” انتهى الأمر بهوشة نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع إلى دعوة صريحة للشعب لأن يقتات صفق الأشجار تيمُّنا بالصحابة كما قال.
“تزكم أنفي رائحة منتنة كريهة تفوح من الدنمارك” هكذا قال أحد ضباط الحرس الملكي في مسرحية هاملت الشهيرة لوليام شكسبير. فماذا كان سيقول عن دنمارك الإنقاذيين لو أنه عاش بين ظهرانينا إلى اليوم؟
ما من أمة في عصرنا الحديث هذا، ديمقراطية كانت أم ديكتاتورية شمولية بغيضة شهدت مثل هذا التجلي التاريخي الفريد لما يعرف بنظام حكم اللصوص kleptocracy الذي تفسخت و”تحلّلت” فيه طبقة الرأسمالية الطفيلية الحاكمة إلى شبكات عصابات مافيا إسلامية تمارس النهب المؤسسي المنظّم والدؤوب لكل موارد البلد وخيراتها كما رأينا على مدى الثلاثة عقود الماضية من حكم طغمة الإخوان المسلمين الحاكمة في بلادنا.
الذهب الذهب.. يكاد عقلي يذهب
لا مجال هنا للاستطراد في تفاصيل ما نهبه الإنقاذيون ولصوصها من ثروة البلد وموارده، بل لا حاجة لنا إلى تلك التفاصيل في هذه التعليقات المعنية بإجلاء المفاهيم العامة لزناد الوعي السياسي الذي قدحت شعلته انتفاضة ديسمبر الباسلة، كونها ذروة لتراكم الوعي الثوري المستمر لطبيعة نظام الإسلام السياسي الحاكم منذ عام 1989.
ولكن الشاهد أن بلدوزر التخريب والنهب المنظّم للموارد الاقتصادية وسياسات الإفقار العام التي انتهجها لصوص الإنقاذ قد آلت إلى انهيار النظام المالي المصرفي وتوقُّف عجلة الإنتاج تماما، وما ترتب عنه من انهيار غير مسبوق لسعر الجنيه السوداني في مقابل العملات الأجنبية، وارتفاع معدلات التضخم والغلاء الفاحش في أسعار كل السلع والخدمات، عزَّت معه الحياة واستعصمت بسماء المستحيل للغالبية العظمى من جماهير الشعب السوداني.
في المقابل، ومن فرط تخمة الإنقاذيين بأموال الشعب وموارده المنهوبة، أصبح حالهم أشبه وأقرب إلى الملك ميداس King Midas في الأسطورة اليونانية القديمة ولمسته السحرية التي تحيل كل شيء إلى ذهب تِبري خالص مجمّر لهم وإلى تراب أو رماد لا قيمة له للشعب المنكوب. بالنتيجة، ومثلما آل إليه الملك ميداس من جراء ذهاب الذهب بعقله إلى حد استحال فيه الماء والطعام نفسه إلى ذهب، اختنق لصوص الإنقاذ بما سرقوه وجفّ الأوكسجين في رئاتهم وحلوقهم يوم أن “زلزت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان مالها” في انتفاضة ديسمبر المجيدة هذه.
وبذلك تكون قد تحققت بالفعل نبوءة دلاهتهم العظيم: البتاع طار ضرب الهناي وبوّظ الشغلانة! فهل تجدي حينها كل إجراءات الدفاع الساحلي بالنظر يا ترى؟
ومن جانبي كنت وما زلت على قناعة راسخة بأن أكثر معارضة فاعلة وناشطة في السودان هي حيكومة البلهاء نفسها، لأنها هي التي ما انفكّت طوال سنواتها الثلاثين الطوال العجاف تسعى بدأب إلى حتفها بظلفها، أو كما قيل في نظرية الثورة أنها ظلت دائما تحمل بذرة فنائها في أحشائها.
لعنة فاغنر الروسية
وختام سِفر العمالة الحافل روسيٌ كما جاء في توراة الإنقاذيين وزبورهم. فمن بيع علني لجنود السودان في أسواق النخاسة العربية في حرب اليمن وليبيا، إلى مرمطة واستعادة للاستعمار التركي لبلادنا في بلاط أردوغان، فانكسار وذلة وهوان أمام السيسي وتخلٍّ عن أراضي الفشقة ومثلث حلايب، وتهافت للتطبيع مع إسرائيل، وخنوع وانبراش أمام واشنطن وإملاءتها وسطوة أجهزتها الاستخبارية والانصياع لطموحاتها في السودان ونيله وأرضه وثرواته، ولشهواتها في منطقة القرن الإفريقي، ما قصّر بِشّة ولا توانى لحظة… ويقصّر الملح.
مع ذلك وبرغمه، ولأن العقلية الحاكمة لعهد الإنقاذ الخائب هي عبقرية وزير دفاعه اللمبي فلا غرو أن ينعق الجنرال الغُراب ذات غضبة جبّارة بلهاء من صعاليك الثائرين والثائرات عليه في ديسمبر بالقول: الناس البيكسّروا ويحرقوا المنشآت ديل نسميهم شنو يا جماعة؟ مخربين وعملاء ومرتزقة ما تدوهم فَرَقة، ناسيا أنه ملك التخريب والعمالة والارتزاق.. فتأمل!
ومن سخرية الأقدار أن المشير الغاضب المحتج على عمالة الثائرين تحرسه الآن من غليان حمم براكينهم شركة الأمن الروسية الخاصة “فاغنر”.
وكان قبلها قد طلب إلى بوتين في قصره في الكرملين تقديم الحماية للسودان من العدوان الأمريكي. يا لخزي الشرف العسكري في زمانكم يا بشة!
ويا حضرة المشير، كانت الفضائيات العربية كلها قد رصدت وبثت ذلك اللقاء الذي جمع بينك والسيسي في القاهرة وأمامك خريطة مكبّرة مستفزة ومتعمّدة لمثلث حلايب الذي يرفرف فوقه العلم المصري، دون أن يفتح الله عليك ولا بكلمة واحدة عن حق السودان السيادي فيه. بل جرت فيه انتخابات مصرية وأقيمت فيه حامية عسكرية مصرية ولم تقل حتى “بِغِم” دعك عن أن تحرّك ساكنا عسكريا أو تقديم شكوى دولية بشأنه.
وكم من الضربات الجوية التي نفذتها إسرائيل نهارا جهارا في بورتسودان؟
قل ما تشاء يا ريِّس عن الوطن والوطنية، وزايد كما يحلو لك. فأنت في نظر الشعب لم تعد الآن سوى جنرال في متاهته رخو كالفافنوس، تميد الأرض من تحت قدميه وتهتز أركان قصره ساعة بساعة.
تلبس جيش
تلبس شرطة
تمشي امفكو
انا بقترح تغيرو العنوان بدل ديسمبريات4 تسموهو سمبريات الحكومة لأنها لمت كل السمبر الفي السودان وعينتم مسؤليين )(هسه شايفين ليكم سمبر حايم).
يظن الكثيرون من أبناء الشعب السودانى أن عصابة بني كوز يتمتعون بدرجة عالية من المكر والدهاء ونسوا أن المكر والدهاء يتطلب قدر من الذكاء والفطنة لكن أثبتت الأيام أنهم رغم مكرهم وخبثهم وسوء نواياهم ونفوسهم الخربة لكنهم هم فى وادى والذكاء فى واد آخر ….بل العكس أثبتت تجربة الثلاثون عاما التى ظلوا ينهبون فيها البلد بصورة غير مسبوقة حتى على مستوى العالم أنهم مجموعة عصابة …بُلَهاءُ ووالله كلمة بلهاء أجدها لا تناسب جرمهم ..دعونى أستعمل بدلا عنها كلمة وصفهم بها من قبل الأخ الشجاع الصحفى عثمان شبونة …وهى الأبالهة وأضيف لها من عندى الأبالهة الأبالسة الأغبياء …أى والله مافعلوهوا من طريقة فساد أكدت مدى غباءهم وبلههم …فلينظروا حولهم ..الفساد موجود فى دول عدة وكثيرة … لكن من يقومون على أمر تلك الدول يفسدون بذكاء وبقدر لا يؤثر على حركة البلد ونموها ….
لكم منها مثالين لطالما كانوا هم مشدوهين ومنفصمين لدرجة لجوئهم بأغلب إستثماراتهم لهاتين الدولتين …الأولى ماليزيا ….لا تظنوا أن مهاتير محمد ببعيد عن الفساد وإذا أردتم معرفة الكثير عن حقيقة فساد الرجل فسألوا الرجل الشريف أنور إبراهيم وعنده ستجدون الخبر اليقين …
الدولة الثانية تركيا …كذلك الرجل رجب أردوغان يتمتع بدرجة من الذكاء لإخفاء فساده وهو ونفر من بطانته ويعلم به الكثير من المثقفين والوطنيين من الأتراك .. لكن فساده لم يمنعه من النهوض بإقتصاد تركيا إلى درجة بانت واضحة للعيان …
ولكن هؤلاء وغيرهم أمثلة كثر يفسدون بمقدار حتى يظن الجهلاء إنهم رجال شرفاء فهاهى دولهم قد تطورت وتقدمت فى ظل حكمهم …
أما الأبالهة الأبالسة المستفحلين فى الغباء إنقضواعلى السودان وثرواته بنهم فاق فى حده النار أى والله النار فى غابات كلفورنيا رغم عظم المساحات التى أتتت عليها لكنها شبعت وهمدت …ولم يهمد بنى كوز من نهب ثروات البلاد ….وبعد أن باعوا كل شئ فى السودان وكل أراضيه …وصلت بهم الأحوال للمتاجرة فى مقابر أهلنا ؟؟؟؟
وطول عمرى كنت أسأل سؤال ؟؟؟؟ لماذا لم يفكر بنى كوز فى الإستفادة من أرض مقابر فاروق بموقعها الإستراتيجى ؟؟؟؟؟؟؟ طبعا لو طال بهم المقام ما بقصروا ألم أقل لكم إنهم أبله من البلهاء ؟؟؟
شكرا شعبنا العظيم هيا معا لإقتلاع تلك الشجرة الخبيثة اللعينة …وتسقط تسقط حكومة النهب …وتسقط تسقط حكومة السلب ….