مقالات وآراء

يهوذا السوداني و فولكر و لجان المقاومة

جبير بولاد

.. بعد الدرس الاخير، ضمن دروس كثيرة، اعطت مليونية 30 نوفمبر مثال عملي للثورة كيف تكون لتحالف القصر الانقلابي عندما كانوا في ذات ساحة القصر ينعمون بالخيم و سبائط الموز و جعجعة ارزول و جبريل و مناوي وسط تمايلات  التوم هجو مع صوته المشروخ انتظارا لبيان تحول الي انقلاب كامل لتصبح للتحالف كتلة مندغمة من العسكر/جنجو/حركات و الانتهازيين ، و كلما انفرزت الكيمان بهذا الوضوح، سوف تختصر علي الثورة السودانية المراحل و الوقت  .
.. فولكر بيرتيس رئيس البعثة الاممية في السودان ذو الماضي المخابراتي لم يختار صدفة للدور الذي يلعبه الآن بعد استبعاد الفرنسي جان كريستوف بليارد مرشح الأمين العام للأمم المتحدة  و الذي رفضته بوضوح روسيا و الصين و المجلس العسكري  ، و فولكر الذي كان يشغل خانة الباحث و رئيس إدارة في المعهد الألماني للدراسات الدولية و الامنية بين 1992_ 2005 ، و لعب كموظف اممي الي سوريا _ كبير مستشاري المبعوث الخاص للأمين العام 2015_2018 ، تم الترحيب به من حمدوك، هذا الفولكر يمكن الرجوع لتاريخه و الأدوار التي لعبها ضمن المناطق التي عمل فيها و علي الدوام سوف ترصد عدم الوضوح في المواقف التي يأخذها من مستوي اللغة التي دوما تحتاج الي شرح الي المواقف الغامضة، مثلا عندنا في السودان و دوما قبل اي حدث رئيس سوف تجد فولكر حاضرا بقوة(مقابلته للبرهان قبل يوم من الانقلاب، ثم مقابلته له قبل إخراج حمدوك و الإتفاق الانكساري يوم 21 نوفمبر ) و لأن ليس هناك صدفة في الوجود، ايضا، هناك أدوار كبيرة تلعب ضمن السياق الاممي و منظماته و شخصياته و نحن عندما نقول عميل او مخابراتي قد يرفضها العقل العام لأنه مأسور لصورة العميل المخابراتي التي طرحتها أفلام هوليوود و روايات ما بعد الحرب العالمية الثانية و روايات رجل المستحيل، و لكن صورة العمالة قد تغيرت تغييرا كبيرا للدرجة التي حتي رجال الدولة من الرئيس و الي اصغر موظف في مكتب وزاري يمكنهم ان يلعبوا أدوار العمالة و التخابر لصالح الأجندة الخارجية دون ان (يرمش) لهم ضمير .
..الآن بعد أن خسر حمدوك(يهوذا السوداني ) اي إمكانية اقتراب له من الجماهير و لجانها الثورية بات من المأمول ان يلعب هذا الدور شخص آخر، خارج دائرة التمثيل الانقلابي الذي يعرفه السودانيين جميعا، فكان فولكر بجسمه الناعم(البعثة الاممية ) و إطاره الشكلي(الخواجة ) في ان يلعب هذا الدور و هو الاقتراب من روح الثورة السودانية متمثلا في لجان مقاومتها و محاولة اقتيادهم الي مربع التحاور و القبول بفكرة العمل علي الممكن حتي تتكسر شعارات الثورة المفصلية( لا تفاوض، لا شراكة، لا مساومة ) ، سوي قابل الثوار فولكر او رفضوا كما هو معلن، اود ان اقول بوضوح في كل الحالات يجب علينا  المضي قدما في بناءاتنا القاعدية، لأنها عندما تصل ذروتها، سوف تمثل  صمامات الوعي الآمنة و تلك الذروة التي كلما قوي عودها ازعجتهم و اصبحت هدفا لهم و قوتنا في تكويننا القاعدي ، القائم علي قاعدة صلبة من التظيم و الادارة و التمثيل و الخطاب الواعي   .
.. كما ايضا اود التركيز علي نقطتين مهمات و هي : الاولي التركيز علي جعل فكرة البناء القاعدي، فكرة مركزية للنقاشات في منصات الخطابة في  الاحياء الشعبية و المدن و حتي داخل البيوت بين الأسرة الواحدة و في الأسواق و قعدات الشاي، يجب أن يكون هذا موضوع المرحلة و تحويل النقاشات الي برامج عمل حية  .
.. النقطة الثانية : لابد من إشراك الكنداكات بصورة واضحة في هذا العمل الكبير، لأنهن الاقدر علي نقل الفكرة و برامجها اجتماعيا فهن الاكثر حضورا اجتماعيا كأمهات و شقيقات و فلذات و ايضا هن مثابرات منذ بدايات هذه الثورة العظيمة   .
.. الثورة وعي و فعل مستمر .


[email protected]

تعليق واحد

  1. (روح الثورة السودانية متمثلا في لجان مقاومتها و محاولة اقتيادهم الي مربع التحاور و القبول بفكرة العمل علي الممكن)
    معظم لجان المقاومة من الأطفال، واذا كان ماقاموا به عملا بطوليا يوما ما فهم الان يقومون بأعمال تخريب ستقود البلاد نحو الهاوية. معظم هؤلاء من اصحاب السفنجات والخرق البالية لا مستوى تعليمي ولا رؤى سياسية ولا خبرة لهم ليحدثنا تجار الخراب من السياسيين والكتاب عن عبقرية هؤلاء بينما هؤلاء في حقيقتهم أبرياء ذوو فطرة نقية من ضحايا الفقر والجوع والمرض والجهل الذي يضرب البلاد والذي لا يمكن حله بالمليونيات بل بالعمل الجاد.
    حمدوك هو المخلص ويجب أن يعطى الفرصة!
    الشارع اصبح يتضجر بصوت عال لا يسمعه الا الاصم مما يقوم به اطفال المقاومة من اغلاقات وتكسير شوارع وتكسير اعمدة الانارة وايقاف حال الناس بينما هم يرددون سلمية لأن اكثرهم من الاطفال لا يعرفون الفرق بين السلمية والعدوانية!
    بالله انظر في وجوه هؤلاء في الصورة اعلى المقال وابحث عن الاوصاف التي قلناها عنهم وليسأل اي منا ضميره هل هذه الوجوه البريئة والمرهقة والمثقلة بالهموم قد وصلت مرحلة التخطيط لمصير الوطن، أم انهم من الهائمين ممن قال عنهم محي الدين فارس في رائعته التي تغنى بها العطبراوي عليهما رحمة الله : وهناك قافلة تولول في متاهات الزمان
    عمياء فاقدة المصير و بلا دليل
    تمشى الملايين الحفاة العراة الجائعون مشردون
    في السفح في دنيا المزابل والخرائب ينبشون
    والمترفون الهانئون يقهقهون ويضحكون
    يمزقون الليل في الحانات في دنيا الفتون
    انها فعلا قافلة تولول في متاهات بلا دليل، لأنهم في مرحلة تلقي العلوم والخبرات والمهارات والتعرف على تجارب الاخرين والدخول في معمعة المنافسة الدولية في عالم المعرفة.
    دورنا هو دعمهم وتوفير احتياجاتهم، فهم في مرحلة التلقي ليجزلوا العطاء. وحين تسمع احدهم مثل هذا الكاتب يقول لك “لجااااااان المقاموم” فيبدو لك أنه راسم لهم أو يود ان يشيع صورة لهم كما يفعل اليساريون اليوم بأنهم كلهم ونستون تشرشل عصره.
    يجب ان تتاح للشباب فرصة بناء ذاتهم اولا قبل ان نطلب منهم شيئا لا يتوفر لهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..