مقالات سياسية

الصمت قهراً

بلا حدود

هنادي الصديق

لم يعد بالإمكان مجاراة حالة الصمت التي إنتابت حواسي قبل قلمي صييحة المأساة.

آثرت الصمت عندما شعرت لحين، أن الكلمة في قمة الإنفعال (إنتحار) وخطوة إلى مجهول لم أعتدها، ولأن الحقيقة في حينها كانت أقرب للكابوس.

صمت عندما كان الصمت لغة تحوي كل اللغات، ولأن الحدث نفسه كان عبارة عن مأساة انهارت لها قوى الكلمات، وكانت مجرد محاولة النهوض وقتها تعني خذلان الحروف ومن ثم السقوط المهني.

الصمت أحيانا أشبه بالإحتجاج على ظلم ليس بالإمكان رده ولو إلى حين !!

ولأن مجاراة (حالة الصمت قهراً) في مثل هذا الظرف الإستثنائي يعني(الخيانة العظمي)، فقد آن الآوان لمغادرة حصار اللغة والتمرد على قيود النطق إلى رحاب الحرف الحر حيث لا حدود ولا قيود، رغم كبر المأساة وعظم المحنة.

ما حدث ويحدث لليوم من خيانة عظمى من قبل حلفاء الخارج (القدامى الجدد) يتطلب كشف وتعرية من يبسطون سيطرتهم اليوم على مفاصل الدولة تحت مسمى( تصحيح المسار).

وعن أي تصحيح وأي مسار يتحدثون وكل مساراتهم تؤدي إلى الجحيم !!

هل هو ذات المسار الذي حددته الوثيقة الدستورية (رغم بؤسها)؟

ام هو المسار الذي رسمته القوى الخارجية ممثلة في إسرائيل وروسيا ودول المحور المعروفة برغائبها المدفونة والمكشوفة تجاه السودان؟

إنقطعت شعرة معاوية بين الشعب ومجلس سيادته البائس الذي أهدر السيادة الوطنية بعد أن عاث فيه الإنقلابيين كيفما شاء لهم، مهدرين القيم والثوابت الوطنية، مرتضين أن يكونوا جوقة ومجرد كورس للروس والمصريين والاسرائيليين وبعض دول المحاور.

لجنة أمن المخلوع في جميع ولايات السودان ما زالت تمارس ذات طقوس الخنوع والولاء الأعمى التي كانت تمارسها إبان النظام المباد ولكن هذه المرة للشموليين (القدامى الجدد)، تفتك بأبناء وبنات الشعب السوداني وتتلذذ بجريان دمائهم على الشوارع والازقة وكأن ما بينهما ثأر تاريخي وحقد أبدي.

سعي حثيث ومحموم واجتماعات ثلاثية مدفوعة بقوى خارجية لفرض الواقع السياسي الجديد والمسمى (إتفاق سياسي)، غرضه تمكين الشموليين (القدامى الجدد) من خلال تعديل الوثيقة الدستورية بما يتوافق مع وثيقتهم الجديدة بالتعديل من طرف واحد في بنود الوثيقة الدستورية والتي تُلزم رئيس الوزراء بالتشاور مع قوى الحرية والتغيير وأطراف العملية السلمية لتشكيل الحكومة، وذلك حتى تتيح لرئيس الوزراء (المغضوب عليه) التحرك في رقعة الشطرنج بحرية وفق ما هو مرسوم بدقة من مخابرات الدول التي ذكرناها انفا.

الشارع مؤكد لديه الكثير ليقوله، وكما يقول الشعب الثائر فإن (غربال الثورة) يتساقط منه الكثيرون من أدعياء النضال، وأشباه السياسيين وفاقدي البوصلة الوطنية والباحثين عن موطئ قدم في الحكومة حتى وإن كان (تحت بوت عسكري) ملطخ بدماء أخيه بن أمه وابيه لأنهم ببساطة واقعون تحت شهوة السلطة.

الآن حصحص الحق، ولا مجال للون الرمادي، إما أبيض أو أسود.

# السودان أولا

# الردة مستحيلة

الجريدة

‫7 تعليقات

  1. ايييك دي كانت وين ! ولا خلاص سحبو البساط من تحتك وراحت سكرة كرسي السلطة والفارهات والامتيازات والنثريات الضخمة المبذولة في الفاضي والشعب ما لاقي انسولين وأكسجين لإنقاذ حياة مريض فقير !!
    القحاطة يتباكون بشدة على اللبن المسكوب.
    مش قلنا انتم من سيصرخون؟
    قحت انتهت .. الى مذبلة التاريخ.

    1. وان شاء الله تكون الان لاقي انسولين وأكسجين لإنقاذ حياة مريض، لكننا لم نسمع قلة الادب دي عندما قطع الكوزالارزقي ترك الطريق وقفل الميناء ومنع الغذاء والدواء بالتامرمع العسكرالانقلابيين الخونة الملطخة ايديهم بدماء أبناء وبنات الشعب السوداني # فعلا الكوزكائن لايستحي… لك التحيه والتقدير ايها الكنداكه الباسله هنادي.

  2. اقتباس :
    ( الشارع مؤكد لديه الكثير ليقوله، وكما يقول الشعب الثائر فإن (غربال الثورة) يتساقط منه الكثيرون من أدعياء النضال، وأشباه السياسيين وفاقدي البوصلة الوطنية والباحثين عن موطئ قدم في الحكومة حتى وإن كان (تحت بوت عسكري) ملطخ بدماء أخيه بن أمه وابيه لأنهم ببساطة واقعون تحت شهوة السلطة.

    الآن حصحص الحق، ولا مجال للون الرمادي، إما أبيض أو أسود.

    # السودان أولا))
    الله. الله عليك يا هنادي. قطعت قول كل جبان خائن للثورة..
    .. لك التحيه والتقدير ايها الكنداكه الباسله…

    1. شوفوا الوصلت ليو انتو عايزين بلدكم السودانيين عايزين بلدهم المصرين عايزين بلدهم كل زول عايز بلدو انا غايتو ما عندي ذرية وأهلي تفرق دمهم بينكم قريبا ان شا الله عاجلا غير آجلا سوف أكون نسيا منسيا بس عمارتنا قاعدة وحقنا الاكلتو جاب ليكم كورونا شكرا

  3. لا ياهنادي اللون الرمادي موجود لأن إصلاح المجتمعات ليس فيه ابيض واسود بحسبان أن الله خلق الناس مختلفون والشاطر من يجمع الناس ويوحدهم على الحد الأدنى لا أن يدعي أنه وحده الاصوب رأيا وعلى الآخرين الأنقياد له.

  4. ل ما كان موجود في السودان ايام القحاته هي حكومة ؟ فقد كان الامر بحق لعب عيال ليس الا وكان الوضع كارثي في كل شيء اللهم الا في نظر القحاته من والاهم من صحفي اخر الزمان وللاسف حاول الصحفيين من يداروا على الوضع المزري لحكومتهم طمعا في استمرار الحال مع ان كل المؤشرات كانت تشير الى السقوط الحتمي وانا شخصيا ما كنت ان تستمر تلك الخرمجة طوال هذه الفترة والان ياتينا من صحفيهم من يتباكى على ذلك الزمن الاغبر فقد كان عليكم ان ترشدوا رفاقكم من منذ اول يوم ولكن دفنتم الرؤوس فس الرمال وطربتا بتلك الهفوة التي مكنتكم من الوصول الى حكم البلاد في حين غفلة من الزمان وليتكم احسنتم استغلالها ولكنتم فرضتم فيها ولا اظن ان يمكن ان يتكرر لكم في القريب فعليكم بالردحي وكان الله في عونكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..