بين أمس ولى وغدٍ مفقود!!

حتى لا ننسى
منى الفاضل
كان فى ماضى اكثيرين من الذين فى أعمارنا ، يجلسون جلسات حكاوى او (حجوات)كما يسميها الأجداد والحبوبات، فقد كانت يُحكى فيها قصص من الخيال الجميل مثل الشاطر حسن، فاطمة السمحة و الذى يخلٍق فى داخل الطفل الخيال و الملكة الجميلة للتأليف والقصة والإبداع، وتُصور له أن فى الحياة أشياء تستحق الدهشة.
من بين تلك الحكوات، كان الحكى عن حال السودان وطريقة النظام فيه والحياة، خصوصا بعد خروج الإنجليز ونهاية إستقلاله إن كان حقا قد أستقل؟؟.حيث كانت حكايات عجيبة وكأنهم يقصون علينا أحسن القصص وكانه حلم قد مر عليهم وهم نيام، حيث نظافة الشوارع، ونظام القطر، والترام، وكيف كان السودانيين ذلك الوقت انيقين فى ملابسهم وبل فى بعض الأماكن من المستحيل أن ترتدى ( السفنجة او الشبشب ) والإنضباط وشكل الترفيه وتنسيق المحال والقهاوى وإحترام قانون الأسرة والمجتمع صغيرا وكبيرا الخ..
عندما كبرنا قليلا وقبل أن يتشكل الوعى الحقيقي لدينا وجدنا أنفسنا والبلد بين أيدى الإنقاذ الذى لم ينقذ غير مجموعته التى لا اعاد الله تلك السيرة والأيام فقد دُمر السودان فيها بشكل مريع.
سرد الماضى والتاريخ عادة ما يشكل مسودة مهمة لمستقبل واعد إن ارادت الشعوب الواعية أن تأخذ من كل حقبة تاريخية مرت الجميل والمهم فيها، وترك الغير مفيد والبُعد عن التبخيس به !! فالتاريخ هو الشخصية الحقيقية للمجتمع، إن اقتصيته او دثرته، كأنما تنكرنا لمرجعنا الحقيقي ولأنسابنا وعائلاتنا التى نحمل اسماءهم اليوم لذلك لا عمل جيد بدونه.
لكن ’ إن فكرنا فى الأمر بشكل جدي بعد الإستقلال تحديدا هل السودان كان دولة حديثة حقا وكان موجودا ؟ نجد أننا نُعول على ماضى كل معطياته كانت عبارة عن مظاهر لشكل حياة مشمولة بالمظهر والرقى والميل للترفيه ورغد الحياة الميسورة والتباهى بالتقليد الإنجليزى الأعمى بكل نواحيه، لكننا ننسى الأهم وهو جوهر الأشياء من حيث هناك سلوك دولة حقيقية لكن لا يوجد دولة على أرض الواقع بل توهمنا ذلك،، فعندما نتحدث على سبيل المثال عن النظافة وكيف ان العاصمة كانت مشرفة ومضرب مثل حتى للأجانب، نجدها فى تكوين المدينة الحديثة البنية التحتية لكل ارض وشبر فى البلد، فهى التى يُبنى عليها كل أسس ومعمار وشوارع وتخطيط مدينة حديثة فيما بعد، فكيف كانت دولة بدون كل هذه الأساسيات المهمة، وعلى ذلك قس كل الجوانب الأخرى وما زلنا لم نقوم بأى شئ أساسى ومستمرين فى القشريات لذلك تتناثر وتتطاير سنة بعد أخرى وتصبح حكاوى.
لايمكن أن نستمر فى البُكائيات المستمرة هذه، ونستغل من الثورة نقد لازع وكراهية لبعضنا وضياع شباب برصاص غدر، ونجعل من الحرية حائط مبكى لندب السابق ولهفة للقادم دون فعل مؤسس.
الدولة تُبنى بالعمل والتخطيط أيها الشعب السودانى المُقدر..
ودمتم..
[email protected]
العيب فينا نحن كشعب . وتبدو الحياة كدورة . ونحمد لله تعالى ظهور هذا الجيل المتحرر من كل عيوب الماضي والمتطلع لسودانيين
يستحقون ان يتمتعوا بالعيش فوق ارضه.قاتل الله تعالى الكيزان وكل من يريد بنا شرا.