مقالات سياسية
لنجعل من حقوق 14 مليون مواطن أجندة للانتقال!

خارج السياق
مديحة عبدالله
يحتدم الجدل الآن في الساحة السياسية حول المواثيق الحاكمة للفترة الانتقالية، كل القوى السياسية والقيادة تدلو بدلوها وهو أمر لا بد منه حتى نخرج من المحنة الحالية، إلا أن هناك صوت آخر يصدر من الشارع الذي يقاسي ويواجه الموت بسبب النزاعات والجوع والمرض لا بد أن يجد طريقه للتعبير بطريقة مؤثرة، تشكل مضمون أي ميثاق يتم التوافق عليه.
هذا الصوت عبر عنه مواطن بطريقة صريحة حيث قال معلقًا على مجريات الصراع الدائر الآن (هؤلاء شبعانين) فمن يلهثون وراء لقمة العيش بشكل يومي لهم همومهم ومشاغلهم، تعبير دقيق يشف عن انقسام خفي للشارع وهو أمر لا بد من فحصه بعمق حتى لا نقع باستمرار في فخ الدائرة الشريرة المحددة لمصائرنا والمهددة للوطن.
والأرقام تبين صدق ما يصدر من مواطنين من عمق الشارع، حيث أوضحت الأمم المتحدة أن 30% من السودانيين يحتاجون لمساعدة غذائية عام 2022، أي أن أكثر من 14 مليون مواطن ومواطنة يحتاجون إلى مساعدات غذائية من أصل نحو 47 مليون نسمة، ومن بين هؤلاء مليون نازح ونازحة نتيجة نزاعات تمزق الوطن خاصة في إقليم دارفور. حيث ارتفع عدد القتلى في أحداث جبل مون إلى (50) قتيلًا حسب الأمم المتحدة السابع من ديسمبر الجاري، ونزح (6) ألاف، عبر منهم نحو (2000) إلى دولة تشاد.
واقع حزين يكاد يغيب عن الجدل المحتدم عن مواثيق الفترة الانتقالية، الميثاق المطلوب الآن وبشكل عاجل هو كيف يمكن وقف النزاعات والموت وتقديم العون للنازحين والنازحات، وأن يكون ذلك هو واجب وأولوية العمل السياسي والمدني، ولا أعتقد أن هناك من يقف ضد هذا الفعل الحقوقي الإنساني، والذي يشكل لب قضية المواطنة ويؤسس لدولة مدنية تستند على حق الحياة والحقوق الاقتصادية الاجتماعية.
لنجعل قضية (14) مليون مواطن ومواطنة هي أجندة العمل السياسي والمدني، فمن المؤكد أن ذلك سيعزز المضمون الاجتماعي الديمقراطي الحقوقي لأي ميثاق يتم التوافق عليه لحكم ما تبقى من المرحلة الانتقالية، ويُسهم في رأب الصدع في الشارع المتطلع للحكم المدني، فمن المهم أن يرى كل المواطنين باختلاف مواقعهم الفئوية والاجتماعية مصالحهم شاخصة في أي ميثاق يحكم فترة الانتقال… قاوموا..
الميدان
صدقت… اصلا لو كانت كرامة المواطن من أجندة العمل السياسي والمدني ماكان وصل الحال بنا لهذا المستوى… لكن مين يقنع الأحزاب دايما واحد يحكم والآخر يدمر والساقيه لسه مدوره.