مقالات وآراء

تلفت قلبونا وغلبنا الدواء (وداعا كابلى)

حتى لا … ننسى
منى الفاضل

لم تكن يوما ضنين الوعد لمحبيك، بل كان حسن طبعك يفوح مشاعر يا حلو الصوت والذوق والفهم ، جاءنا خبرك فى عز الليل ونحن مساهرين مع الافلاك لم تخلص حكاوينا بعد ولم نجد البداوينا ، اخذتنا جمالا من جبل مرة الى كسلا وعند مروى وجدنا كل جديد واحتويت جمال السودان فى اوبريت تغلغل فى وجداننا وشكل للوطن طعم النجاح الزانو كفاح واوجد تانى ريدة لحبك والوطن ،جعلت بهجات افراحنا سكر ، وعرف وجداننا الامل بشمعتك الضواية ،ونؤمل ما زلنا بأكيد حنتقابل ورددها الحبيب فى جمال لحنك حبيبة عمرى.

وتفشى خبر رحيلك وعم القرى والحضر ،كنت ملازما لنا فى كل هذه الأشجان والمشاعر وصغته وشكلته حبا وجعلتنا اصحاب عظمة وسلطان يا غالى ،وخلاص خليتنا وودعناك كمان ، رحل عبدالكريم الكابلى وماذا يكون بهذا الفراغ الذى لا ينسد بعد أن فجيت الخلوق وركزت جد ، ذهب قيارة الفن والمعرفة والرقى ،وهو ما عارف قدمه المفارق أحيي على !!

فارقنا فى الثانى (2) من ديسمبر 2021 بالولايات المتحدة الامريكية /مشيكن الفنان الجميل المطرب القدير صاحب الصوت والتطريب والنغم والشعر واللحن والموسوعة الثقافية التى حملها عن السودان وتراثه حبا وودا وجمالا ووطنية الأستاذ/عبدالكريم عبدالعزيز محمد الكابلى الذى ولد فى بورتسودان عام 1932 ، والدته من القلابات هى صفية ابنة الشريف احمد محمد نور زروق من اشراف مكة اللذين هاجروا الى المغرب ثم جاؤا الى السودان لنشر الدعوة الإسلامية ، بدأ الغناء للجماهير فى عام 1960 عندما تغنى بقصيدة الشاعر السوداني تاج السر الحسن انشودة أسيا وافريقيا عند قدوم الزعيم الراحل جمال عبدالناصروبعدها خاطب كل جوانب حياتنا السودانية من خلال أغنياته والكلمات التى يختارها وقدمها بالحان شجية تعصف شجون كل مستمع وبتطريب يأسر الأذن التى تعشق الفن والموسيقى،

تغنى للعديد من الشعراء الذين اعطوا الشعر حيز فى دواخلهم ليعكس جمال المفردة وسلامة الذوق السودانى ، فمن بينهم ،محمد مفتاح الفيتورى ،حسين بازرعة ، عمر الطيب الدوش ، الشريف زين العابدين الهندى وغيرهم من الشعراء الكبار ومميزين اعدهم ولا اعددهم ، وقد تغنى من كلماته هو والحانه مثل أغنية ،كلمينى يا مرايا ، كم شمعة سالت فوق خدود الشمعة ،

كان مثقفا جدا يجيد الحديث فى كل المنابر الثقافية والإعلامية داخلا وخارجا، التى تعكس الفن والفنان السوداني و الذى يسعى دوما بأن يكون وطنه مميزا وتراثه كذلك ،

ذهب وترك لنا وصية مهمة كان كل ما رددها يسرى لحنها متغلغلا داخل وجداننا بحُب الوطن ، إذ قال : علوهو وابنوهو وطن الجمال !! ليت الجمال الذى خلفته وراءك يا فناننا المقدر نستطيع أن نُحافظ عليه ونتتبع أثرك فى تلك السيرة المليئة بالعطاء والتفانى ، فمن يُخلف ورائه مثل هذا الجمال والفن الرائع لم يمت ، فبكل تأكيد قد اوصل رسالته الإنسانية بكل شفافية وتركها خلفه بكل كرم كيف لا وهو عبدالكريم ،، لك الرحمة والمغفرة وجعل البركة فى زريتك وأهلك وفينا جميعا كل السودانيين ومجال الفن والثقافة والأدب ورحلت بعيد ..
ودمتم …

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..