مقالات سياسية

الكوكة ظهرت في المخاض

استغربت كغيري من الشرفاء الحادبين على مصلحة الوطن لخطاب الامام الصادق المهدي عقب عودته من المنفي الذي اختاره بمحض إرادته وبدقة متناهية، وكان قرار عودته في هذا التوقيت الحرج الذي يشهد النظام حالة من التفكك والتشرذم واصبح كالكلب الثائر يلهث وراء كل مناضل شريف، اثار الكثير من الشكوك والظنون لان النظام كما يعلم الجميع وجه له عدة تهم تتعلق بجرائم ضد الدولة وتحريض النظام ..الخ تصل عقوبتها السجن المؤبد مدى الحياة وأخرى تصل حد الاعدام ، وهدده مراراً وتكرارا وعلى مرأى ومسمع الجميع، كما تم تهديد كريمته مريم الصادق المهدي نائبة الرئيس بنفس التهم والغريب في الأمر ان قادة الأجهزة الأمنية هم الذي استقبلوه في المطار عقب وصولهم لم (تمسسهم ناراً ولا سياط ولا زنزانة) كأن شيء لم يحدث حتى دخلا بيتهما في امن وسلام (ادخلوها بسلام امنين) وفرشوا لهم الطريق ورود لان الزيارة كانت معلومة، مما يؤكد للجميع ان لعبة حدثت في الظلام تم بموجبها السماح لهما بالدخول الي ارض الوطن الذي اصبح ارضيته ملعب خصب للعب الباصات القصيرة والـ (ون تو على طريقة التيكي تاكا).

الطامة الكبرى عقب وصول رئيس نداء السودان والعقل المدبر ومحرض الحركات المسلحة للعمل المسلح عبر تنظيم نداء السودان على حسب التهم الموجه ضده من قبل النظام خطابه الذي (حير الفصاح قبل العجم) النظام قبل الحلفاء حيث اقترح المهدي حلول جديدة وهي امتداد للحلول الذي ظل يقدمها طوال الثلاثين عاما وهو عمر نظام البشير والذي ظل جالسا فيه على قياده حزب يدعي معارضة النظام وهو يشاهد المؤتمر الوطني يعبث بالوطن داخله وخارجه دون أن يتحرك ساكناً، حيث اقترح هذه المرة أسلوب جديد يسهل للنظام هضمه وهو اتفاق كافة القوى السياسية على مكتوب فيه مطالب أولها حكومة قومية برئاسة توافقية وتوقع عليه الجميع ويتم تسليمها جماعياً للقصر الجمهوري في إشارة الي الرئيس الذي فقد شرعيته.

تعليقي على خطاب المهدي الهزيل انه لولا مثل هذه النظريات التي يبحث عنها النظام حتى تصلها في مكانها لما كان قائما الي يومنا هذا وللأسف الصادق المهدي يعارض النظام في النهار وفي الليل يدخل في احضانه اذكر عندما دخلت حركة العدل والمساواة بزعامة الشهيد خليل إبراهيم امدرمان في مايو 2008م عبر عملية الزراع الطويل وفي الوقت الذي كان حزب الامة من اكثر الأحزاب التي تعاني عضويتها من الحملات البربرية الذي يقوم بها أجهزة النظام الأمنية وكان الأحزاب السياسية في حيرة حيال ذلك الامر ومن شل تام لحركتهم وحال البلاد لم يكن افضل من حال الأحزاب، لم يصدق الجميع بان قوة معارضة  استطاعت الوصول الي معقل النظام وبالقوة التي كانت تبرزها للأنصار وكل من يحاول مجاراتهم وكان بمثابة معجزة الاهية تنفس بها الصعداء وكان فرح الشعب بدخول أولئك الاشاوس مدينة  امدرمان عز النهار لا توصف التحام المواطنين مع الثوار في مشهد تاريخي رسمه الشعب السوداني ابلغ دليل على الفرج، ولم يتبقى سوى بعض الترتيبات البسيطة التي يفترض ان تقوم بها الأحزاب باعتبارها دور الأحزاب الداخلية الا ان الصادق المهدي رفض الا وان يحمل مظلة تحميه من الحرية التي امطرت سماء امدرمان وظهر لنا بعد ساعات من دخول الثوار متحدثاً عبر الفضائية السودانية يستنكر فيه العمل المسلح بقول ان اقتلاع النظام يجب ان تكون بصورة سلمية وبذلك التصريحات الجوفاء كسر طموح الشعب وحطم معنويات كل المعارضة ليضعوا للأمام الف علامة استفهام.

المهدي بعودته الي معقل النظام اثبت للجميع انه الفتى المدلل عند النظام واهم ركائزه وأحدي أسلحته التي تقاتل بها المعارضة، لولا ذلك لما استطاع المهدي اقناع الحركات الحاملة للسلاح بعدم جدوى العمل المسلح وكأنهم اختاروا العمل المسلح طوعا وحباً في سفك الدماء، فليعلم المهدي ان السلاح تم اختياره كرها في هذا النظام المستبد كما اكد النظام  ذلك مرار وتكرارا ان (من أراد الحكم عليه بالقوة، والزارعنا غير الله اليجي يقلعنا) في إشارة واضحة يوحي بأنهم اخذوها بالقوة ومن أرادها فعليه بالقوة وكذلك إشارة للقوة التي يمتلكها.

في الختام: الذين ينتظرون مهدي السودان عليهم ان يتذكروا بان فكرة المهدي المنتظر نفسها فكرة دينية تدعو للانتظار والقعود وليست فكرة محفزة للثورة.
ادعى جدهم الكبير انه المهدي المنتظر. ماذا حدث؟ لم تمتلئ الأرض عدلا بل امتلأت جورا، والدليل حالنا وحال حفيده اليوم، كما لم تظهر آيات الآخرة بعده، فلم يأت المسيح الدجال بحماره، ربما في حالة بلادنا قد أتى حماره (البشير) ولكن لم يأت الدجال.
ابحثوا عن الدجال وحده، في بلادنا وحدها حضر المهدي والدجال في عبوة واحدة وبحجم عائلي. لغاية الأسف.

تعليق واحد

  1. هذة الاحزاب البالية هي سبب دمار السودان اكثر من النظام نفسة
    هم خط الدفتع الاول عنة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..